بمناسبة اليوم الوطني للمسرح، تحتضن مدينة الدارالبيضاء، النسخة الأولى من "ملتقى مسرح ومبادرات" في الفترة الممتدة من 2 إلى 5 يونيو المقبل، بالمركب الثقافي حسن الصقلي، ومجموعة من الفضاءات الثقافية. الراحل حسن عريس (خاص) ويأتي تنظيم هذا الموعد المسرحي والفني السنوي، الذي تنظمه جمعية محترف الواحة للمسرح تحت شعار "المسرح إبداع ومبادرة"، بمشاركة مجموعة من الفرق والجمعيات المسرحية، استجابة لروح وفلسفة خاصة راهن عليها منظمو هذا الملتقى المسرحي، من خلال خلق مبادرات متنوعة تستجيب لمتطلبات وحاجيات الفرق والجمعيات الثقافية في صناعة فرجة مسرحية متكاملة، وخلق فضاءات ولقاءات فنية تتغيى التكوين والتأطير منهجا. وفي هذا السياق، قال رئيس جمعية محترف الواحة للمسرح، عبد الرحيم ضرمام، في كلمة له توصلت "المغربية" بنسخة منها، إن ملتقى "مسرح ومبادرات" جاء لخلق دينامكية جديدة تعزز المشهد الثقافي بمدينة الدارالبيضاء وتحتفي بالشباب وعطائهم المتواصل لخلق جمالية الإحساس بجدوى هذه اللقاءات الثقافية والاجتماعية والتنموية، وكذا الاعتراف بعطاء هذا الجيل المسرحي، الذي يعتبر نواة المستقبل والاعتراف هم بدورهم بالرعيل، الذي سبقهم والذي رسم معالم هذه الفرجات المسرحية والدرامية، ممن أفنوا زهرة شبابهم في خدمة الفن بشكل عام والمسرح بشكل خاص. وأكد ضرمام، أن إهداء الدورة لروح المثقف والفنان المسرحي الراحل حسن عريس، عربون وفاء وإخلاص لمبدع اختارته الوفاة وهو في عز العطاء الفني والنضال المتواصل، واحد من الذين أبدعوا في صمت واختاروا الظل وعزة النفس والإبحار بعيدا عن الأضواء. رفع ستائر المسارح المظلمة بالقرى والمداشر والمدن الصغيرة والكبيرة بإمكانيات محدودة، وجعل من المسرح القناة الأكثر إنسانية وتواصلية، بحيث زار وأطر مجموعة كبيرة من الشباب والمسرحيين بالمسارح، كما في القاعات أو الفضاءات العمومية، حيث راهن على هذه الخيارات المجتمعية والثقافية والتنموية، وبالتالي يكون سبقنا في التأسيس لروح هذه المبادرة وأسس لقواعد مسرحية يحق لنا جميعا الافتخار والاعتزاز بها في ظل ما تعرفه الساحة الفنية من استلاب وتنميط لأشكالنا وفرجتنا الفنية والدرامية. وفي خضم هذا البعد الزماني والمكاني عن موطننا وثقافتنا الأصل جاءت مبادرة ملتقى مسرح ومبادرات بنفس جديد لسد جزء من الخواء، الذي تعانيه مدننا وشبابنا ومشهدنا ومنجزنا الفني والمسرحي. وستتميز فعاليات الملتقى، حسب المنظمين، بتقديم العديد من العروض المسرحية، مثل مسرحيات "إقامة جبرية" لفرقة مسرح "أبعاد" من سيدي عثمان، و"روسيكلاج" لفرقة "الكواليس" من تيط مليل، و"الكمرة" لمحترف "أطلنتيس" من عين الشق، و"سياط تحت وطأة الأنخاب" لمحترف "بريخت" من مولاي رشيد، و"مجاذف الريح" لفرقة "نواة المستقبل" من مدينة برشيد، كما سيعرف الملتقى أنشطة موازية للعروض المسرحية كالمحترفات المسرحية في التأليف والإخراج، التي سيؤطرها مجموعة من الأساتذة الباحثين بالإضافة إلى توقيع مجموعة الإبداعات و الكتب المسرحية. وتقديم شهادات حول المخرج المسرحي الراحل حسن عريس، الذي توفي نتيجة مرض مفاجئ ألم به في غشت الماضي بالدارالبيضاء. ويعد عريس الذي تخرج من المعهد العالي للتنشيط والفن المسرحي، بالرباط ، من بين المبدعين القلائل، الذين ظلت علاقتهم بالمسرح، مستمرة بعد التخرج، إذ نظم بتمويل ذاتي عدة أوراش مسرحية، لفائدة الشباب، في مختلف مناطق المغرب، كما سبق له أن كان ضمن فريق المنظم للمهرجان الشعبي المغاربي، الذي تنظمه جمعية "الواحة" بسيدي مومن بالبيضاء. وعمل ممثلا ومخرجا مساعدا للعديد من المخرجين المغاربة والأجانب، كما أخرج مسرحيات من "الريبرتوار" العالمي وشغل منصب المقرر العام لنقابة المسرحيين المغاربة. وإلى جانب اشتغاله بالمسرح، أدى عريس، الذي توفي عن عمر لا يتجاوز 44 سنة، دور البطولة المسلسل المغربي "العين والمطفية" للمخرج شفيق السحيمي، من خلال أدائه دور "بوشعيب"، كما شارك في العديد من الأعمال الجادة مثل "الحافلة رقم 3"، ومارس تجربة الإخراج التلفزيوني، بعد عمله مساعدا للمخرجة نجية الذبيبغة في العديد من الأفلام القصيرة من إنتاج القناة الأولى، منها "الأزرق)، و(اختطاف)، و(أبيض وأسود)، و( بانوراما)، و (خيانة).