تنظم جمعية فضاء القرية للإبداع، الدورة الأولى ل "مهرجان ابن امسيك للمسرح الاحترافي"، من 21 إلى 25 أبريل الجاري، بفضائي المركب الثقافي كمال الزبدي والمركب التربوي الحسن الثاني بابن امسيك، تحت شعار " الفرجة المسرحية مجال لتهذيب الذوق العام".وأوضح المنظمون، أن هذه التظاهرة المسرحية، التي ستشهد مشاركة ثماني فرق مسرحية من فاس، والرباط، والدارالبيضاء، ومراكش، وآسفي، تهدف إلى مد الجسور، وتوفير فرص التلاقي بين صناع الفرجة، من كتاب ومخرجين وممثلين، وتقنيين من مختلف أنحاء المغرب. وأضاف المنظمون، الذين سلطوا الضوء على المراحل الإعدادية للنسخة الأولى من " مهرجان بن امسيك للمسرح الاحترافي"، من خلال ندوة صحفية نظمت، أخيرا، بالدارالبيضاء، وعرفت حضور العديد من الوجوه الإعلامية والفنية المتميزة، أن جمعية فضاء القرية للإبداع، ستعمل على تمكين هذا المولود الفرجوي الجديد (مهرجان بن امسيك للمسرح الاحترافي) من إثبات حضوره، وسط زحمة المهرجانات، التي تحبل بها مدينة الدارالبيضاء، التي هي في أمس الحاجة تنمية الجانب الثقافي، خاصة المسرحي، الذي ظل وما يزال مغيبا داخل أجندة هذه المدينة العملاقة. وأبرز إسماعيل بوقاسم، رئيس جمعية فضاء القرية للإبداع، أن فكرة تنظيم مهرجان مسرحي بمنطقة بن امسيك، لم تكن وليدة الصدفة، أو أنها تولدت انطلاقا من الرغبة في صنع مهرجان ينضاف إلى خانة المهرجانات التي سبقته في هذه الجهة أو تلك، بل انطلقت من قناعة خلق فضاء تشاركي يهدف إلى الانفتاح على تجارب مسرحية محترفة على اختلاف تجاربها، لتقوية الفعل المسرحي بمنطقة بن امسيك، إضافة إلى رد الاعتبار للرموز المسرحية بالمنطقة، التي ساهمت في إغناء حقل المسرح المغربي. وأضاف بوقاسم أن خصوصية المنطقة هي التي فرضت تنظيم مهرجان يحترم جذورها التاريخية، مشيرا في السياق ذاته إلى أن المنطقة، التي ساهمت في التحولات التاريخية للدارالبيضاء، تعكس الارتباط المتين لمنطقة بن امسيك بالمسرح، وكل أشكال الفرجة التعبيرية، وفي مقدمتها "فن الحلقة"، الذي أكدت المراجع التاريخية أن أغلب رواده من أبناء منطقة ابن امسيك. واستدل على ذلك بلائحة من الأسماء، التي صنعت الفرجة بفضاءات بن امسيك من خلال الحلقة، مثل الرحالي، وولد قربال، ونعينيعة، والغازي، والثنائي التيقار، والراوي سعيد وهبي وغيرهم من الرواد الذين أغنوا خزانة التراث الشفهي بالمغرب، مؤكدا أن العديد من الفرق المسرحية بالمنطقة مثلت المغرب، خلال فترة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، ومطلع الألفية الثالثة في العديد من المهرجانات الوطنية والعربية والدولية. وعن عدم تضمين المهرجان لحفل تكريم شخصيات مسرحية بالمنطقة، قال بوقاسم "كان في نيتنا تكريم بعض وجوه الفنية البارزة بالمنطقة، ممن ساهمت في إغناء الفعل المسرحي بالمغرب، مثل الفنان أحمد السنوسي (بزيز)، والفنان عائد موهوب، والفنانة المقتدرة ثريا جبران، غير أننا عدلنا عن هذه الفكرة، يقينا منا بأن هؤلاء يستحقون تكريما أكبر من تسليمهم شهادات تقديرية ورموزا تذكارية، لكننا في الوقت نفسه نعتبر هذا المهرجان تكريما اعتباريا لكل رموز المنطقة، وفي مقدمتها رموز فن الحلقة". من جهة أخرى، أكد رئيس جمعية فضاء القرية للإبداع، أن "مهرجان بن امسيك للمسرح الاحترافي" يتمتع باستقلالية مطلقة، مشيرا أن هذه التظاهرة جرى خلقها بعيدا عن أي أطماع انتخابية أو أهداف وصولية، ملمحا بالقول "لو أن الثقافة في هذا البلد الديمقراطي، كانت تمكن المنتخبين من الفوز في الانتخابات، لكانت هناك مهرجانات يومية مبثوثة على امتداد التراب الوطني". وفي إطار استعراضه لبرنامج الدورة، قال سعيد الطنور المنسق العام للمهرجان، إن هذا العرس المسرحي سيحمل على جناحيه فرجة متميزة وهادفة لسكان وزوار المنطقة، من خلال مشاركة ثماني فرق مسرحية محترفة، ستقدم عروضها المسرحية بالمركب كمال الزبدي والمركب التربوي الحسن الثاني. ويتعلق الأمر بفرقة "نحن نلعب" من الرباط، التي ستشارك بمسرحية "لفهاماتور"الفائزة بمجموعة من الجوائز المهمة، وفرقة "أكاديما" من مراكش بمسرحية " لالة مولاتي"، وفرقة "رؤى للمسرح" من آسفي بمسرحية "عيطة الكية"، وفرقة "المرآة" من فاس بمسرحية "موز وتفاح"، وفرقة "فضاء اللواء للإبداع" من الدارالبيضاء بمسرحية "الريح"، وفرق "أبعاد" بمسرحية "طعم الطين"، و"محترف موليير" بمسرحية "دعوة رسمية"، "هواجس" بمسرحية "أيام المشماش" من الدارالبيضاء.