تقديم مجموعة»عضارس سوداء» للكاتب المغربي عبد الغني صراض في إطار سعي مكتبة فرنسا بمدينة الدارالبيضاء لترويج الكتاب المغربي وفعل القراءة، قامت بتنظيم لقاء مفتوح تم خلاله تقديم كتاب "عضارس سوداء" لمبدع الشذرات عبد الغني صراض، الصادر عن منشورات ديهيا بمدينة بركان، اللقاء أطره الأساتذة عبدالله المتقي وعبد الله بديع وحسن عبيدو. في البداية افتتح القاص محمد أكراد الورايني الحفل بكلمة رحب فيها بالحضور، وقدم تعريفا موجزا بالمحتفى به إنسانا ومبدعا، ثم تناول الكلمة بعده المبدع عبد الله المتقي ليتحدث في مستهل ورقته عن ظاهرة التجويع اللفظي التي غزت وتغزو ساحة ثقافتنا الإبداعية المغربية (ق ق ج ، الومضة ، الرواية القصيرة، الشذرة ...). بعدها أثار مجموعة من التساؤلات حول انتشار هذه الظاهرة من قبيل: هل هي نتاج لبيئتنا السريعة؟ أم هي احترام لأوقات القارئ؟ أم تعب من الثرثرة؟ أم أن المبدع يكتب القليل لأنه يعرف الكثير؟ بعد ذلك انتقل إلى الحديث عن شعرية المفارقة في عتبات الكتاب المحتفى به، حيث اعتبر هذه العتبات مكونا من المكونات التي تدخل في تشكيل لحمة النص، هكذا أوضح أن غلاف الكتاب يتكون من مناصصات إيقونية ولغوية . فبخصوص المناصصات اللغوية، تناولت الورقة العنوان "عضارس سوداء" حيث الطباق (أبيض أسود)، وفي السياق نفسه تحدث عن الإهداء باعتباره طباقا آخر ذا بعد حميمي (حمزة شيماء)، وبخصوص المناصصات الأيقونية، تناول صورة الغلاف، وفي النهاية أشار المتدخل إلى أن هناك ذرات قليلة من الذهب. أما الباحث عبد الله بديع فقد استهل ورقته بالإشارة إلى تراكم المنجز الشذري بالمغرب، حيث ظهرت مجموعة من الأعمال المنشورة في كتب وصحف وكذا العالم الرقمي، والقارئ لشذرات المجموعة، يقف عند سمة القلق وتجلياته، والذي يمكن القبض عليه من خلال تمظهرات ملاحظته بكل وضوح، أولا: من خلال الثنائيات: المتناقضة. وثانيا: عبر حضور السؤال المؤرق، وثالثا وأخيرا: من خلال تعدد الأزمنة. أما الأستاذ حسن عبيدو، ففي مقاربته لنصوص عضاريس سوداء، فقد حاول أن يبني مجموعة من الفرضيات التي اعتبرها أساسية، حتى يستقيم المنهج لمقتضيات العمل، لا العكس. ومن ثمة كان الافتراض الأول، يهم مسألة التجنيس، علما أن هذه الخطوة تشي بخطورة كبرى يمكن أن تسقط الباحث في تناقضات جمة، خصوصا إذا لم تستجب النصوص لمسابقاته في التحديد، مقسما الشذرة إلى ثلاثة أنواع، هي: شذرة فلسفية تتأسس على المعنى وتكون اللغة خادما وتدخل في هذا كثير من الاشراقات بما فيها شذرات التصوف، أما الشذرة الشعرية فتتأسس على اللغة ويكون المعنى خادما، أما الشذرة السردية فتقوم على التوازن بين الأمرين، فهل تستجيب نصوص صراض لهذا التصنيف أم أن هناك توزيعا ما بين النصوص، يمكننا أن ندخلها هنا وهناك. في الأخير تدخل المحتفى به وألقى كلمة شرح فيها أسباب نزول هذه "العضارس السوداء" وسبب سوادها، قبل أن يتحدث عن مستقبل مشاريعه الإبداعية ويتلو بعضا من شذراته. وبعد نقاشات حول الكتابة الشذرية، قرأ مجموعة من المبدعين الحاضرين، بعضا من نصوصهم الإبداعية. للإشارة فقد تخللت فقرات هذا اللقاء وصلات موسيقية للفنان يوسف سعيد. *كاتب مغربي