الكويت تتبرع ب 500 مليون دولار وأميرها يصف الوضع السوري بأكبر كارثة إنسانية عرفتها البشرية بان كي مون يشعر بالعار والغضب والإحباط إزاء فشل المجتمع الدولي في إنهاء الحرب بدأ صباح أمس في قصر بيان بالعاصمة الكويتية المؤتمر الدولي الثالث للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا، الذي تنظمه الأممالمتحدة وتستضيفه دولة الكويت للمرة الثالثة على التوالي، وتشارك في أعماله هذه السنة وفود تمثل 78 دولة وحوالي 40 منظمة دولية وهيئة أممية، ويمثل المغرب وزير الشؤون الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار، الذي ألقى كلمة أمام المؤتمر. جلسة افتتاح المؤتمر صباح أمس ترأسها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وحضرها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي تولى إدارة أعمال المؤتمر. وأعلن أمير الكويت في كلمته عن مساهمة بلده بخمسمائة مليون دولار، كتعهد حكومي ومن طرف المنظمات الأهلية الكويتية، وهو ما يعادل المبلغ نفسه الذي كانت الكويت قد تبرعت به خلال مؤتمر المانحين الثاني العام الماضي، ووصف الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الوضع الإنساني للسوريين بكونه أكبر كارثة إنسانية عرفتها البشرية في تاريخنا المعاصر، لافتا إلى أن الدمار هو العنوان الرئيسي اليوم لكافة المناطق في سوريا دون تمييز، وذكر بأن أعداد القتلى تجاوزت مأتي وعشرة آلاف قتيل، كما تم تشريد ما يقارب 12مليون شخص في الداخل والخارج، ويوجد الاقتصاد السوري في حالة انهيار شبه كامل، حيث بلغت خسائره أكثر من مأتي مليار دولار، وارتفعت نسبة البطالة لتصل إلى 57% وانخفض متوسط الأعمار للشعب السوري إلى 55سنة، علاوة على ارتفاع مستويات الفقر بشكل كبير، كما أن عدد اللاجئين السوريين في الخارج بلغ قرابة الأربعة ملايين شخص ليشكل أكبر مجتمع للاجئين في العالم. أما الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، فقد استهل خطابه الافتتاحي بالتعبير عن شعوره بالعار والغضب وإحباطه الكبير إزاء فشل المجتمع الدولي في إنهاء الحرب في سوريا، ثم عبر باسم الأممالمتحدة عن تقديره العالي لأمير الكويت على سخائه، وإعجابه بعمله الإنساني وقيادته الإنسانية، وتوقف طويلا للتنويه بجهود العاملين ضمن مختلف برامج وبعثات الأممالمتحدة، مشيدا بشجاعتهم في الميدان، ليؤكد بعد ذلك أن الشعب السوري هو اليوم ضحية لأسوأ أزمة في تاريخه، مشددا على أنه(لا ينتظر منا تضامنا فقط بل دعما ملموسا)، وأعاد بدوره استعراض مختلف مؤشرات الكارثة الإنسانية والاجتماعية التي يرزح تحتها الشعب السوري، ليخلص إلى تجديد التأكيد على ضرورة الوصول إلى حل سياسي ينهي الحرب والاقتتال في سوريا، مناديا المشاركين في المؤتمر بأن(الشعب السوري يعول علينا، وعلينا أن نتحرك لمساعدته). بعد ذلك تناوبت على الكلمة كل من فاليري آموس، وكيلة الأمين العام الأممي للشؤون الإنسانية والطوارئ ومنسقة الإغاثة، ثم أنطونيو غوتيريس، المفوض السامي لشؤون اللاجئين، وهيلين كلارك، مديرة برنامج الأممالمتحدة الإنمائي، كما جرى عرض شريط وثائقي عن أولويات واحتياجات التمويل، وتابع المؤتمرون أغنية(رسالة سلام)بصوت الطفلة فرح المعيوف، قبل أن يتم الشروع في إلقاء كلمات الدول والهيئات المشاركة بالتوالي. وفي هذا الإطار ألقى وزير الشؤون الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار كلمة المملكة، حيث ذكر أن المغرب اختار المزاوجة بين تقديم المساعدات المحددة التي يمليها الظرف الاستعجالي، بما في ذلك الأربعة ملايين دولار التي حولها السنة الماضية إلى الهيئة الأممية المسؤولة، وبين الدعم الإنساني الموصول للتخفيف من معاناة اللاجئين السوريين في المملكة الأردنية الهاشمية، عبر المستشفى متعدد الاختصاصات الذي أمر صاحب الجلالة الملك محمد السادس بإقامته، منذ سنة 2012، في مخيم الزعتري والذي لا يزال يقدم خدمات طبية وعلاجية ووقائية منتظمة لآلاف السوريين بهذا المخيم. وأكد مزوار في ختام كلمته أن المغرب لم ولن يتأخر في تعبئة المساعدات الإنسانية للأشقاء السوريين، ولن يذخر جهدا في البحث عن التسوية السياسية الضرورية للأزمة السورية، مبرزا على أنه إذا كان المنتظم الدولي غير قادر، لحد الآن، على إيجاد حل سياسي سلمي للأزمة السورية، فليبادر الجميع إلى التخفيف من معاناة الشعب السوري، كل حسب إمكاناته وبالطريقة التي يراها مناسبة. ويتوقع أن يكون المؤتمر اختتم أعماله مساء أمس بالإعلان خصوصا عن التعهدات والمبالغ المتبرع بها.