أثارت استقالة محمد بودريقة من عضوية المكتب الجامعي لكرة القدم، والتي نشرت بالموقع الرسمي لنادي الرجاء البيضاوي، ولم تتوصل بها بعد إدارة الجامعة، ردود فعل مختلفة تجمع على أنها مجرد خرجة إعلامية للاستهلاك فقط. وبالرغم من التبريرات التي حملها البلاغ الصادر في الموضوع، فإن الدافع الرئيسي وراء الاستقالة هو الرغبة في امتصاص غضب جمهور الرجاء المتذمر من سوء النتائج وغياب الاستقرار التقني، وتحويل هذا النادي الشعبي الكبير إلى ملكية خاصة، وغيرها من حالات سوء التسيير وكثرة الوعود التي لم تتحقق... وفي الوقت الذي كان على بودريقة تقديم الاستقالة من تحمل مسؤولية رئاسة الرجاء، حاول الهروب إلى الأمام، وتحميل الجامعة مسؤولية فشله في قيادة الرجاء، والحفاظ على المكانة المتقدمة التي يطمح إليها جمهور النادي الأخضر. فالجامعة لم تكن وراء صفقات أغلبها فاشلة أبرمها بودريقة، مع مجموعة من الوسطاء، جلب بواسطتها لاعبين جاهزين من المغرب وخارجه، وصلت إلى 14 صفقة. أغلب هؤلاء اللاعبين لم يكسبوا مكانتهم الرسمية داخل التشكيلة الرسمية، وظلوا حبيسي دكة الاحتياط أو المدرجات، مما طرح العديد من علامات الاستفهام حول حقيقة الأرقام المصرح بها، والجدوى أصلا من عقد هذه الصفقات، ومن المستفيد الأساسي من ورائها، بالإضافة إلى المغزى الحقيقي من وجود مركز تكوين، وفئات صغرى تضم عشرات الممارسين من مختلف الأعمار. كما أن الجامعة لم تجبره على إحداث تغييرات باستمرار على مستوى المدربين والأطقم التقنية والطبية والإدارية. الجامعة لم تدفع بودريقة إلى التخلص تدريجيا من معارضيه، لتدخل الرجاء شيئا فشيئا مرحلة التسيير الفردي، والتهميش الممنهج لدور المكتب المسير، تحول معه النادي إلى شبه جزيرة بعيدة عن العائلة الرجاوية العريضة، وخاصة المسيرين الذين ميزوا تاريخها وأعطوها الشيء الكثير. الجامعة لم تبرم لبودريقة صفقة عمرو زكي الفاشلة التي لفها الكثير من الغموض، رغم أنها كلفت النادي 180 ألف دولار، كما لم تلزمه بتقديم وعود لم تتحقق من قبيل إيجاد موارد قارة للفريق، وجلب عقد استشهاري مع مؤسسة عربية كبيرة، وإنشاء أكاديمية، وقناة تلفزية. كما أن الجامعة لم تكن وراء الزوبعة التي قام بها بوديقة داخل المكتب المديري للرجاء وما تزال تبعاتها السلبية جارية حتى الآن، حيث احتل منصب رئاسة الفروع، وما أن تحول إلى نائب للرئيس بالجامعة، حتى عاد ليتخلى فجأة عن منصب الرئاسة بالمكتب المديري بدعوى كثرة الانشغالات، والنتيجة فراغ يعم المكان. الجهاز الجامعي لم يدفع الرؤساء السابقين إلى اتخاذ موقف غريب من العائلة الرجاوية، ويتمثل في مقاطعة الجموع العامة للنادي في عهد بودريقة، وهى سابقة في التاريخ، خصوصا من طرف "حكماء" شكلوا على الدوام الأرضية الصلبة والركيزة المتينة التي ينبني عليها استقرار البيت الأخضر، ومصدر قوته وسر المناعة التي يتمتع بها في مواجهة كل الهزات والحالات الطارئة. أما عن كون الحكم لم يعلن عن ضربة جزاء، أو حالة شرود أو طرد لاعب أو تقديم إنذار مجاني، فهذه جزئيات لا يمكن أن تؤثر في مسيرة ناد كبير كالرجاء، وما التبريرات التي قدمت في بلاغ الاستقالة، سوى كلمة حق أريد بها باطل، والباطل هنا معروف ولا يعدوا أن يكون مجرد تبرير لحالة فشل قائمة... وعليه، فمن المفروض أن يقدم بودريقة استقالته من منصبه داخل الرجاء، أما على مستوى الجامعة، فإنه أصلا، وعلى غرار الكثير من الأعضاء الجامعيين، لا يقوم بشيء يذكر، داخل مكتب يوصف بالأضعف في تاريخ كرة القدم الوطنية. ومع ذلك يتساءلون عن أسباب التراجع؟... هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته