مباشرة بعد الهزيمة الغير منتظرة للرجاء البيضاوي بميدانه أمام حسنية أكادير في اللقاء المؤجل عن الدورة 21 من البطولة الاحترافية، والتي قللت بشكل كبير من حظوظه في المنافسة على اللقب، أعلن محمد بودريقة استقالته، ليس من رئاسة فريقه الرجاء، بل من عضوية المكتب الجامعي لكرة القدم. جاءت الاستقالة عبر بلاغ رسمي للنادي، في وقت متأخر من ليلة الأربعاء. فبعد دقائق فقط من انتهاء المباراة ضد الفريق الأكاديري، صدر بلاغ مفاجئ تضمن مجموعة من التبريرات المعروفة والمفهومة، والتي يراد بها امتصاص غضب الجمهور المتذمر جراء تراجع عطاء الفريق، بعد عجزه عن المنافسة وترك فرصة التتويج لخصومه، وخاصة غريمه التقليدي الوداد البيضاوي الذي يسير بخطوات ثابتة نحو اللقب. أكد البلاغ أن الهدف من الاستقالة من عضوية المكتب الجامعي هو "التخلص من حالة ازدواجية المهام (عضو جامعي ورئيس فريق)، بعدما عانى الرجاء من ظلم قرارات تحكيمية ومن تغاضينا عن التصعيد كي لا يتهمنا البعض باستغلال المنصب والنفوذ، وهو ما سيتيح أمامي فرصة الدفاع عن مصالح فريقي بطريقة حيادية ودون تداخل للاختصاص و القبعات". كلام كبير، يحمل اتهامات مباشرة وصريحة للجهاز الجامعي. اتهامات يبدو أنها محاولة لتصدير الأزمة نحو جهة أخرى، مع أن بودريقة يحتل مهمة نائب رئيس نفس الجهاز، وكان عليه أن يناقش الأمر داخل اجتماعات المكتب الجامعي، وأن يقدم المعطيات التي يتوفر عليها بالدليل والرهان أمام فريق فوزي لقجع. هذه هي قمة المسؤولية، أما الخروج الإعلامي بالصيغة التي جاء بها وفي هذا التوقيت بالذات، فهو مجرد هروب إلى الأمام وتكتيك مفهوم، في محاولة للضغط، وإيجاد مبررات لحالة التخبط التي تعصف بالفريق الأخضر منذ بداية الموسم، خاصة بعد فشل بودريقة في الوفاء بكل الوعود التي التزم بها أمام المكونات الرجاوية وغير الرجاوية، ومن بينها التعاقد مع محتضن كبير، وإنشاء قناة تلفزية، وتكوين أكاديمية باسم النادي، والتعاقد مع الأسطورة الأرجنتينية ديغو مارادونا كمستشار تقني وغيرها...، لكن بعد ثلاث سنوات من تحمله مسؤولية الرئاسة، تبين أنه يقول ما لا يفعل، معتقدا أنه يتعامل مع محيط بدون ذاكرة، وقد أخطأ في التقدير... هذا المستجد وضع الرجاء في مفترق الطرق، ومن المؤكد أن الجمع العام الاستثنائي الذي تعهد بعقده خلال شهر يوليوز القادم، سيكون محطة لمحاكمة عهد بودريقة داخل الرجاء بما له وما عليه... بقي أن نتساءل عن موقف فوزي لقجع من استقالة لا تبدو أنها مفاجئة بالنسبة له كرئيس للجامعة، بعد كل المؤشرات التي طبعت الساحة الكروية خلال الأشهر الأخيرة، والتي أدت إلى اتخاذ مجموعة من القرارات الاستعجالية، لعل أبرزها التضحية بمجموعة من الحكام الدوليين، من أجل إسكات أفواه المنتقدين... الوضع مفتوح على كل الاحتمالات والمفاجآت .. وفرجة ممتعة... هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته