ستة أيام من السفر في عوالم الموسيقى واكتشاف المشترك الإنساني في الإبداع تستعد مدينة الدارالبيضاء، لاحتضان الدورة العاشرة من المهرجان الموسيقي الكبير جازبلانكا الذي يعتبر من أهم التظاهرات الفنية التي تحتفي بموسيقى الجاز، على مستوى القارة. ستة أيام من السفر في عوالم الموسيقى الرحبة المجللة بألوان من الحلم وأطياف من الخيال، واكتشاف المشترك الإنساني في الإبداع ، ستة أيام وهو مجمل أيام عمر الدورة التي تنطلق في الثامن عشر من شهر ابريل لتختتم في الثالث والعشرين منه، خلالها يقترح المنظمون على جمهور هذا الفن وعشاقه أطباقا فواكه موسيقية مشكلة تم انتقاؤها بعناية شديدة، يقف خلفها مبدعون كبار صنعوا لهم أسماء في سماء الفن العالمي مع إبقاء حيز للفنانين الشباب الذين سطع نجمهم مؤخرا ليوفر هذا التلاقح بين الفئتين جوا من الاحتفال الذي لا يخلو من متعة الاكتشاف. من جهة أخرى وفي إطار دمقرطة الولوج إلى الموسيقى يعتزم المهرجان المهرجان تنظيم ماستر كلاس يستفيد منه الشباب الموسيقي وبالخصوص هواة آلة العود سيشرف عليه وينشطه الملحن والموسيقي التونسي انور براهيم الذي يحظى بتقدير الموسيقيين التونسيين الشباب، حيث يعتبر من بين أهم الشخصيات الموسيقية المؤثرة في الساحة الموسيقية العربية بفضل إبداعه الراقي.. وحسب بلاغ المنظمين الذي توصلت بيان اليوم بنسخة منه فان المهرجان وبعد مرور عشر سنوات من الحضور قدم خلالها لجمهور الدارالبيضاء وعشاق الجاز في المغرب العديد من الاسماء اللامعة في سماء هذا الابداع الموسيقي الرائع مثل، ألدي ميولا، كاركوس ميلر، كيزياه جونز، ظافر يوسف، ابراهيم معلوف، ألجارو، بيلي بول وشيك كوريا وباتي سميث. ومن المنتظر أن يتنقل المهرجان عبر مختلف الفضاءات بالعاصمة الاقتصادية للمملكة، ليمنح الفرجة لكل البيضاويين دون استثناء أو تمييز. أما من حيث المشاركات التي قدرتها الجهات المنظمة ب أزيد من ألف فنان وفنانة وأكثر من مائة جوق موسيقي من بلدان يفوق عددها 15 بلدا عبر العالم، و تضم نجوما كبيرة تنتمي إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا وهولندا وبلجيكا والبرازيل وكوبا والسويد وإسبانيا والمملكة المتحدةوتونس والجزائر وألمانيا والمغرب. ومن بين أسماء الفنانين الدوليين روول ميدون (أمريكا) وشارلي وينستون (بريطانيا) وأنور براهيم (تونس) وطوني ألان وكيزياه دجونز (نيجيريا). وقد حقق الفنان البريطاني تشارلي وينستون، شهرة واسعة في موسيقى "السول" و"الفولك"، معانقا الشهرة منذ أول ألبوم له، حيث حصل هذا الألبوم على ستة أقراص بلاتين. وبعد النجاح الباهر الذي حقّقه ألبومه بعنوان ‘Hobo' سنة 2009، تمكّن هذا الفنان من سحر أجيال عبر عزف أنيق على آلة القيثارة وإيقاع موسيقي فريد. واستطاع تشارلي البصم على أسلوبه الفريد في الساحة الموسيقية العالمية بفضل العديد من الأغاني الرائعة التي ترسّخت في أذهان المعجبين. أما حفل ختام المهرجان فسيقدمه النجم النيجري كيزياه جونز، الذي يعود إلى الدارالبيضاء، لإحياء حفل أسطوري بعد مرور ست سنوات على آخر سهراته في هذه التظاهرة الفنية، وقد ولد هذا المغني بمدينة لاغوس النيجيرية، ويعتبر مؤسس أسلوب 'بلوفانك' الذي يمزج بين موسيقى 'البانك' و'الفانك' وإيقاعات إفريقية، حيث يمتاز بأسلوب فريد وأداء ساحر وهذا ما يعكسه ألبومه الأخير بعنوان 'Captain Rugged'. هاجر 'كيزياه' إلى لندن لإتمام دراسته ليتجه بعدها شغفه إلى آلة القيتارة وموسيقى 'البلوز' و'الفانك'، إذ بدأ مسيرته من العاصمة الإنجليزية ومن ثم باريس خلال سنوات التسعينات، ليبصم على موسيقى عالمية فذّة.اشتهر الفنان 'كيزياه جونز' سنة 1993 بأول ألبوم له 'Blufunk Is A Fact' الذي سجّل بيع 300 ألف نسخة. ومن بين الفنانين المغاربة الذين تقرر إشراكهم في هذه الدورة ذكر كلا من مجموعة مايدين بلاد وميزانو وجمال اليوسفي وعثمان الخلوفي ورشيد كراب. وأشار المنظمون إلى أن إشراك فنانين مغاربة في هذه التظاهرة الفنية الدولية يندرج في إطار خلق فضاءات وظروف ملائمة لهؤلاء الفنانين من أجل الاحتكاك أكثر مع الوسط الفني العالمي وتعميق التواصل مع الجمهور العريض وكذلك في إطار البحث عن موقع لهم في الوسط الفني على الصعيد العالمي إلى جانب توفير المادة إعلامية الفنية للمحطات الإذاعية والتلفزية. ويعد حفل المغني كيزياه جونز بفرجة استثنائية للجمهور المغربي من هواة وعشاق الموسيقى، وذلك مدة قليلة قبل انطلاق مهرجان آخر من الحجم الكبير هو مهرجان موازين، حيث يعتبر هذان المهرجانان في المغرب من التظاهرات الموسيقية الكبرى والنوعية ذات الصيت المتميز.