في حوار مع زهراء ألكَو رئيسة جمعية إبداع وتواصل في إطار أنشطتها الفنية والثقافية، تحتفي جمعية " إبداع وتواصل " باليوم العالمي للمرأة عبر معرض جماعي تحت شعار " نظرات نسائية "، تشارك فيه خمسون تشكيلية ما بين 5 و 31 مارس 2015 بالرواق الكبير التابع لمؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء. بهذه المناسبة، التقينا زهراء ألكَو، رئيسة الجمعية وأجرينا معها الحوار التالي. نود أن نعرف أولا في أي إطار يندرج هذا المعرض الجماعي؟ بما أنه ينظم تحت شعار " نظرات نسائية "، باقتراح من جمعيتنا و بشراكة مع مؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء ، فإن هذا المعرض يرمي إلى أن يكون تكريما رمزيا حقيقيا للمرأة، بإبداعيتها وسخائها. ويتعلق الأمر هنا بمناسبة مواتية لكي نحيط بالتقدير مجموعة من الأوجه المدهشة للإبداع النسوي في انشغالاته الأسلوبية، و وحداته المشهدية ومناخاته الإيكونوغرافية. أنتهز هذه الفرصة لتوجيه الشكر العميق لمؤسسة مسجد الحسن الثاني التي تبنت هذه المبادرة المواطنة والإبداعية في الوقت نفسه. يأتي، إذن، تنظيم هذا المعرض ليكون بمثابة موعد منتظم حول الصباغة بصيغة الجمع، التي تفتح في وجهنا دروب الجمال المشرقة. ففي إطار تمفصل الاعتراف والانفتاح هذا، يندرج إذن هذا المعرض المخصص للإبداع بصيغة جمع المؤنث. كيف تنظرون إلى الإبداع النسوي؟ باعتبارهن مناضلات في سبيل الحق في الحلم، تبرز النساء المبدعات رمزية المادة وحساسية الشكل، مع العمل على ترجمة عقلياتهن وحساسياتهن من خلال اللوحات التي تسعى إلى أن تكون بصمات للمسة التعبيرية في قيمها اللونية الحية والمضبوطة بإيقاع. إن الصباغة، عندهن، بحث عن الحقيقة. وبما أنها إهداء لذاكرتنا الجمعية، فإن اللغة التشكيلية للنساء الفنانات عرفت كيف تمنح الممارسة الصباغية بعدها الشاعري... فهن يعبرن عن انشغالاتهن الجمالية بنمط تعبيري أكثر فصاحة: الصباغة. ما هي في نظركم الموضوعات الأثيرة لدى النساء المبدعات؟ النساء المبدعات تشتغلن، عموما، على الضوء، على الدعابة وعلى السرد. وأعمالهن الإبداعية تعطي بعدا لونيا تعبيريا لأبحاثهن التي يبدو أنها تحيلنا على باطنيتنا. من خلال مغامراتهن التشكيلية الجديدة، تضفين قيمة على البعد العميق لل " هنا و الآن ". إن أعمالهن تتراوح ما بين التشخيصية الملمحة والتجريدية الإدراكية. كما تكشفن لنا روح تقصيهن، الروح التي تتماشى وولع الشاعرات الحالمات بالإبداع التشكيلي حيث يعبر سجل حساسياتهن المبدعة عن نفسه في العمق. ما هو المشروع القادم لجمعية " إبداع وتواصل "؟ نظرا للنجاح الكبير الذي حققته الدورة الأولى للمعرض الجماعي التي نظمناها تحت شعار " الأيادي التي تبصر " تكريما للفنان التشكيلي ومدير المدرسة العليا للفنون الجميلة بالدار البيضاء عبد الرحمان رحول ما بين 12 و 16 دجنبر 2014، فنحن بصدد الإعداد لتنظيم الدورة الثانية لهذه التظاهرة الفنية الفريدة بالدارالبيضاء ، و سيحتضنها منتدى الثقافة (كاتدرائية القلب المقدس سابقا ) تكريما للفنان التشكيلي والمؤطر التروبي عبد الكريم الغطاس ما بين 1 و 10 دجنبر 2015. وسننظم الدورة الثانية بدعم من وزارة الثقافة وبشراكة مع المدرسة العليا للفنون الجميلة بالدار البيضاء والأكاديمية العالمية للفن التي يرأسها بييرك هير، الفنان التشكيلي ذي الصيت العالمي. باعتباره أرضية للإنعاش تقدم آخر ما أُنتج في مجال الفنون التشكيلية ( الصباغة، النحت، الصورة الفوتوغرافية الفنية ) فإن هذا المعرض - الذي سيكون مندوبه العام هو محمد المنصوري الإدريسي، الفنان التشكيلي رئيس جمعية " فكر وتشكيل " وسفير المغرب في الأكاديمية العالمية للفن – يتيح فرصة سانحة للتعريف بالمنتجات الفنية كما يتصورها وينجزها الفنانون التشكيليون، وتستجيب لانشغالنا بالانفتاح على عدة تجارب من هنا ومن هناك.