قال بوشعيب فقار، محافظ مؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدارالبيضاء، إن "مؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدارالبيضاء دأبت كل سنة، وتحديدا في شهر مارس، أن تشارك عالم الإبداع والفن احتفاءه بالمرأة: نصف المجتمع وقوام النصف الآخر..." وأضاف في كلمة تصدرت باللغة العربية والفرنسية كاتالوغ المعرض، في هذه السنة نقوم بتحيتها وتقديرها من خلال الإسهام في تنظيم معرض للفنون التشكيلية بمعية جمعية" إبداع وتواصل"، التي عملت مشكورة على دعوة عدد مهم من الفنانات المبدعات لإنجاح هذا الحدث، بعرض تشكيلات من اللوحات التي تنتهي في آخر المطاف إلى لوحة واحدة متعددة في الألوان، متناسقة في الأحجام والمقاييس، متكاملة في المواضيع، هي لوحة تشي بإشراق المرأة، وبقدرتها المتميزة على فهم الوجود بعمق إنساني كبير. وأبرز فقار في الكلمة ذاتها أن اختلاف المشارب الاجتماعية والعقدية وتنوع الانتماءات بين الفنانات العارضات لم يمنع إعطاء نظرة كاملة عن توحدهن في القدرة المتميزة على الخلق والإبداع وتفوقهن في المهارات التقنية لتسخير الريشة واللون في جعل أعمالهن أصواتا تنطلق جمالا نحسه ونراه ونسمعه بمختلف جوارحنا. وفي الختام أثنى فقار باسم مؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدارالبيضاء على الفنانة المبدعة زهرة ألكو، رئيسة جمعية "إبداع وتواصل" على ما بذلته من جهد محمود ومن صبر ومعاناة في التنسيق المستمر، لنحتفي جميعا بالمرأة "الإنسان" وبهذه الصورة الفنية الرائعة. في السياق ذاته، قالت زهرة ألكو، رئيسة جمعية "إبداع وتواصل" إن "معرض "نظرات نسائية"، "يعد بحق تكريما رمزيا للمرأة، وإبداعها وكرمها، ويتعلق الأمر بمناسبة كبيرة تحتفي بالمرأة في يومها العالمي، وبشغفها الفني". وأضافت في تصريح ل"المغربية" أن مؤسسة مسجد الحسن الثاني فضاء للتلاقي وتقاسم أجمل اللحظات، فانطلاقا من مسؤوليات المشرفين على هذه المؤسسة الكريمة، وعلى رأسهم بوشعيب فقار، محافظ مؤسسة مسجد الحسن الثاني، وجدت التشكيليات العارضات تنظيما احترافيا راقيا واحتفاء يعز عن كل وصف. وأبرزت ألكو أن الفنانات يشتغلن حول الضوء، وأعمالهن تعطي انطباعا خاصا وبعدا زمنيا تعبيريا لأبحاثهن، إذ التظاهرة الفنية، وعلى امتداد شهر، تحتفي بمختلف المدارس التشكيلية من تعبيرية وتشخيصية وتجريدية، وتكشف عن فكر التحدي وعن أحلام المرأة الشاعرية وعن حساسيتها الإبداعية. من جهة أخرى أشارت ألكو إلى أن اختيار هؤلاء التشكيليات تأسس على معيار الجودة، وفي صفوفهن عارضات لهن حضور معاصر قوي ومسار مقتدر، ويبقى البحث الصباغي الطابع العام للإنتاجات وهو أمر لافت في حد ذاته. وقالت إن جمعية "إبداع وتواصل" منحت الامتياز للتجريب قصد إبراز الأصيل والجديد، مقدمة على مستوى واحد الفنانات بمختلف أجيالهن. على مستوى آخر يساهم معرض "نظرات نسائية"، بشكل فعال، في إنعاش وتنمية الفنون التشكيلية بالمغرب بروح الانفتاح والتنوع. كما يخترق، عبر هذه الأعمال الغنية والمتنوعة، الحدود بكل أبعادها الواقعية والافتراضية داخل المكتبة الوسائطية، التي تبرز تجارب هؤلاء المشاركات، بشكل ثري وزاخر. كما يندرج هذا الحدث الفني في إطار التفاعلية، والولع، والمعرفة واللذة، وقد حقق تماما جل انتظارات المشاركات، ألا وهو استثمار الفضاء بالمعنى الفني للكلمة بفضل تواطؤ الفنانات العارضات مؤطرات برئيسة الجمعية "إبداع وتواصل"، التي أبت إلا أن تدشن أول خطوة للجمعية في مسارها الفني بهذا المعرض الذي وحد أزيد من أربعين فنانة تشكيلية يومنن، أولا وأخيرا، بأن الفن هو أن ترى الآخر وتتقاسم معه كل لحظات التواصل والإبداع. نلاحظ تناسبا بين الأعمال المعروضة، فهي أشبه بأجرام سماوية، كل جرم يجري في فلك ينتقل من موقع إلى آخر، ثم يعود إلى مركزه الأول متما بذلك دورة فنية في معرض له أكثر من دلالة، وفضاء زاخر مشهود له بخدمة الفن والفنانين، بله الثقافة والإنسان. الزائر لمعرض " نظرات نسائية"، يجد ذاته في عمق مشهد تشكيلي متنوع ومتعدد التيارات الجمالية، أي أن اللوحات المعروضة، تحيل وعلى نحو زاخر وثري، على التعددية، حيث الواحد في المتعدد والمتعدد في الواحد، تعددية ملحوظة في الانتسابات المدرسية والخصوصيات الأسلوبية، الشيء الذي يكشف عن تعدد أقانيم الإبداع التشكيلي المغربي، الذي رغم حداثة زمنه الإبداعي، فإنه يظل غير قابل للقياس بمعيار الزمن الكرونولوجي، فهو منفتح على أزمنة متعددة، إذ ما إن تتوقف عند تجربة تشكيلية، إلا وتجد نفسك مترحلا في خرائط كونية وإنسانية لا يقاس فيها عمر الإبداع، أو تاريخه، بخطوة أو خطوتين، أو ثلاث، بل بارتيادات وهواجس ورؤى وتخيلات بعيدة المدى، لا ساحلية ولا ضفافية، فيها من رهان المغامرة ما يتجاوز إلى مسافات غورية الحدود الضيقة لرهانات ذاتية أو ظرفية سياقية.