بعد تخريب أعمدة الإنارة العمومية وسرقة أسلاكها الكهربائية من خلال زيارة ميدانية يوم السبت 14 مارس الجاري لمنطقة فونتي (صونابا ) باكادير وبالطريق الرابطة بين القامرة والقصر الملكي بمقاطعة بنسركاو، قامت جمعية بييزاج بجولة ميدانية للشريط الطرقي للراجلين المكسو بالزيتون، للإطلاع على الوضع البيئي وحالة النباتات والأشجار في هذه الفترة من السنة وكذلك خبيرة لأحد النشطاء البيئيين باكادير حول عملية سطو منظمة على الممتلكات الجماعية والعامة للدولة. وقد تبين أن الأشجار بحالة جيدة وان النباتات التجميلية تحتاج لبعض التشذيب والممرات الخاصة بالرجالين وممارسي رياضة المشي بحالة جيدة كذلك، بينما تم قلب وتكسير الكراسي الحجرية، كما لاحظت الجمعية وجود ممر خاص بالدراجات، لا يستعمله سائقو الدراجات النارية والهوائية، الذين يفضلون مزاحمة السيارات بالمحور الطرقي الذي يعرف حركية مرورية جد نشيطة. لكن حركية من نوع آخر، تنشط في جنح الليل والظلام، اكتشفها نشطاء بييزاج في مشهد مروع ورهيب، تجلت في اعتداءات وحشية وسطو منظم على المتملكات العامة للأعمدة الكهربائية لهذه الممرات، وقد قام المجرمون بالسطو وتكسير حوالي 80 عمود إنارة عمومية من مادة الألمنيوم بمصابيحها الباهظة الثمن، حيث يقدر ثمن العمود الواحد الكامل ما بين 8000 درهم، وتركوا هذه الممرات الايكولوجية محرومة من الإنارة العمومية الليلية وحولوها بإرادتهم المنحرفة إلى منطقة سوداء غير آمنة وذلك ضدا على المجهودات المبذولة لتحويلها إلى فضاءات ايكولوجية تحد من انبعاث الأدخنة وملوثات السيارات بهذا الشريط الطرقي الأكثر حركية بجنوب المملكة بين اكادير ومدن انزكان وايت ملول وباق المدن الأخرى بجنوب سوس، حيث قدر النشطاء مرور حوالي 60 سيارة نسبيا في الدقيقة الواحدة ويرتفع الرقم عند أوقات الذروة، وتبلغ الحركية بهذا المحور الطرقي الرقم ما معدله 80000 ألف سيارة وحافلة تقريبا ذهابا وإيابا في اليوم وهي أرقام نسبية لنشطاء بييزاج بناء على إحصاء ميداني من خلال معاينة لساعة واحدة. وقد تأكد بالفعل أن السطو حسب بييزاج يمارس في جنح الليل من طرف مجرمي الاعتداء على الأملاك العامة الجماعية، حيث ثم سرقة جميع الأعمدة الكهربائية بأسلاكها النحاسية، ما عدا واحدة تقع بالمدار الطرقي الرابط بين محور شوق غرب ومدخل فونتي الغربي، هذه الأعمدة التي يبلغ طولها 3 أمتار بمصابيحها الكهربائية وتم تقطيعها بأدوات حادة، وقطع الأسلاك الكهربائية بوسائل متخصصة، بشكل همجي ينم عن جهل متنام بقيم المواطنة والحفاظ على المرفق العمومي والأملاك العامة للدولة، التي هي أملاك جميع المواطنين تؤدى من خلال الضرائب والجبايات لمالية خزينة الدولة لإدماجها في مشاريع التنمية المحلية. إن هذا المشهد الدخيل على ساكنة مدينة اكادير التي تتميز بروح المواطنة والحفاظ على المرفق العام خلف استياء عام لنشطاء بييزاج، الذين تأسفوا لاستمرار وتنامي هذه الهجمات الضالة والشرسة والسطو المنظم ضدا على حقوق الجميع، وفي تحد سافر للسلطات وهيبة الدولة من خلال أجهزتها الأمنية وبث نوع من الاامن واللاعقاب واللامبالاة، ضد هولاء المجرمين والمجموعات المارقة والخارجة عن القانون، وحيث انه سبق لجمعية بييزاج أن عاينت فيما سبق توالي الهجمات بالمناطق المعزولة ضد التجهيزات الاسياسية بأحياء متفرقة، لاحظنا استمرارها وجرأة انتقالها إلى وسط وقلب المدينة، وعليه فان جمعية بييزاج للبيئة تدعو السلطات الولائية والأمنية والمحلية والمنتخبة إلى ضرورة فتح تحقيق معمق وشامل ضد هذه الاعتداءات التي تطال الأملاك العامة للدولة بقلب مدينة سياحية وبمنطقة سياحية تسيء إلى مجهودات الجميع وعملهم في تأهيل جمالية وفضاءات المدينة، وتستبيح بث وعودة عهود السيبا ونشر ثقافة السطو والاستهتار واللاقانون واللامتابعة واللاعقاب. كما تطالب الجمعية بالضرب بيد من حديد على هولاء المجرمين وشركاءهم وتقديمهم للعدالة وإنزال أقصى العقوبات في حقهم حتى يكونوا عبرة للآخرين، كما نطالب السلطات المحلية بالنفوذ الترابي وأعوان السلطة إلى الاهتمام بممتلكات الدولة الجماعية، وكذلك الساكنة بحماية ممتلكاتهم العمومية. * رئيس جمعية بييزاج لحماية البيئة