تبدأ اليونان التي حثها شركاءها أول أمس الاثنين إلى تسريع تطبيق إصلاحاتها هذا الأسبوع مرحلة المفاوضات التقنية مع دائنيها بأمل الحصول على الأموال التي هي بأمس الحاجة إليها. وقالت الحكومة اليونانية في بيان قبل انتهاء الاجتماع إن "نتائج اجتماع مجموعة اليورو ايجابية". وأضافت الحكومة أن "المباحثات التقنية تبدأ الأربعاء" مع الدائنين (صندوق النقد والبنك المركزي الأوروبي والمفوضية الأوروبية) "بهدف تسوية سريعة لمشكلة اليونان المالية" مشددة على أن هذا التطور "دليل ايجابي لتليين موقف البنك المركزي الأوروبي من اليونان". وذكر مصدر حكومي يوناني أن هذه المفاوضات ستجري في بروكسل، واستمرت المباحثات بين وزراء مال دول منطقة اليورو حول اليونان في إطار اجتماع مجموعة اليورو في بروكسل ساعتين على الأقل. لكن المشكلة تكمن في أن اليونان تواجه استحقاقات مالية ضخمة في مارس تقدر بستة مليارات يورو خاصة تجاه صندوق النقد الدولي. وذكر مصدر أوروبي آخر أن الوضع "صعب جدا" و"لن نتمكن من الانتظار حتى نهاية أبريل لاتخاذ قرار حول صرف هذه المساعدة"، لكن المصدر أكد أن المباحثات كانت سريعة "لأن اليونان لم تقم بواجباتها". ولا يتوقع صرف أي أموال حاليا، وقال وزير الدولة الألماني المكلف الشؤون المالية ستيفن كامبتر إن "الشرط المسبق هو إتمام المباحثات مع الترويكا والحصول على موقف إيجابي من هذه المؤسسات". وبموجب اتفاق تم التوصل إليه نهاية فبراير على اليونان أن تطبق سلسلة إصلاحات يجب أن "تحدد ويصادق عليها" الدائنون بحلول نهاية أبريل للحصول على المساعدة المعلقة منذ أشهر أي سبعة مليارات يورو. وقد أوضحت الحكومة اليونانية التي يتزعمها الكسيس تسيبراس تفاصيل الإصلاحات التي تعتزم إعطاءها الأولوية في التنفيذ وأرسلت لائحتها إلى ديسلبلوم. وهذه الإصلاحات تبدأ بإعادة تفعيل مجلس مالي "مستقل" لمساعدة الحكومة في تدابير اجتماعية للأكثر فقرا وصولا إلى توظيف مراقبين ماليين، كما تشمل أيضا مشروع بيع تراخيص لشركات الألعاب على الانترنت على أمل تحقيق 500 مليون يورو سنويا. والاثنين أعلنت الحكومة اليونانية أنها تستعد ل"إضافة" إلى القائمة "احتمال التصريح عن الممتلكات والدخل للسنوات الماضية دون فرض غرامة كما ينص القانون حاليا"، كما تنوي "تشجيع المواطنين على طلب فواتير أثناء معاملاتهم" لمكافحة التهرب الضريبي. وكان شركاء اليونان أكدوا لدى وصولهم إلى اجتماع أول أمس الاثنين في بروكسل أن صبرهم بدأ ينفد. وحذر رئيس مجموعة اليورو يورين ديسلبلوم من أن "الوقت يداهمنا" معتبرا أن جهود اليونان للإصلاح غير كافية. وقال لدى وصوله إلى اجتماع وزراء المال في منطقة اليورو "لم يحرز تقدم كبير خلال أسبوعين"، وأضاف "علينا الكف عن هدر الوقت وبدء مباحثات جدية". لكن رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر الذي لعب دور الوسيط دعا "الجميع" إلى إدراك خطورة الوضع الاجتماعي في اليونان وذلك في حديث الأحد إلى الصحف الألمانية. وأكد "علينا الاهتمام بالا يستمر تدهور الوضع في اليونان. إن ما يقلقني هو أن الجميع، داخل الاتحاد الأوروبي، لم يفهم بعد خطورة الوضع في اليونان". يلتقي يونكر صباح الجمعة رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس في بروكسل، وحذر وزير المال اليوناني الأحد من "بروز مشاكل" إذا رفض وزراء منطقة اليورو الإصلاحات التي اقترحتها اليونان للحصول على الدفعة المقبلة من المساعدة المالية التي تحتاج إليها بلاده. حتى أن الوزير المعروف بأسلوبه الذي يفتقر للدبلوماسية، لوح بالدعوة إلى إجراء انتخابات جديدة آو استفتاء. وسبق أن هددت اليونان بتنظيم استفتاء حول خطة الإنقاذ العائدة إلى نونبر 2011 ما أثار الهلع في أسواق المال وغضب الشركاء الأوروبيين وأدى ذلك إلى سقوط رئيس الوزراء الاشتراكي جورج باباندريو.