جرى مؤخرا بمدينة فاس، الافتتاح الرسمي لكرسي عبد الهادي بوطالب للفكر الإسلامي، الذي تحتضنه جامعة سيدي محمد بن عبد الله، بمبادرة من المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) واتحاد جامعات العالم الإسلامي التابع لها. وأفاد بلاغ للمنظمة أن إنشاء (كرسي الأستاذ عبد الهادي بوطالب للفكر الإسلامي) يندرج في إطار متابعة تنفيذ خطة عمل الإيسيسكو الثلاثية للفترة 2013-2015 المتضمنة إنشاء كراسي متخصصة للحوار بالتنسيق مع المؤسسات الجامعية والشخصيات المؤثرة لتعزيز الحوار بين أتباع الأديان والثقافات. وتراهن المنظمة على الدور الحضاري والتنموي الذي يمكن أن تنهض به هذه الكراسي، باعتبارها نافذة معرفية جديدة لتطوير الفكر الإسلامي وخدمة قضايا الأمة الإسلامية، ومعالجة القضايا والتحديات المستجدة. ويهدف هذا الكرسي إلى التعريف بإسهامات الراحل عبد الهادي بوطالب الفكرية، والتربية على قيم الحوار وثقافة السلام، وتصحيح الصور النمطية المسيئة للإسلام والمسلمين. كما يهدف إلى التعريف بوسطية الإسلام وعطاءاته الحضارية وقيمه الإنسانية السمحة، ومعالجة قضايا ومشكلات العصر من منظور إسلامي، وتشجيع الطلبة والباحثين على إعداد بحوث وأطاريح دكتوراه في مجال اختصاص الكرسي. وتجدر الإشارة إلى أن الإيسيسكو أنشأت حتى نهاية سنة 2014 ثلاثة عشر كرسيا جامعيا في مجالات التربية على حقوق الإنسان، والحوار بين الثقافات والحضارات، وتعزيز ثقافة السلام، والتنوع الثقافي، وذلك في مؤسسات جامعية داخل العالم الإسلامي وخارجه. كما أنشأت بالتعاون مع اليونيسكو، كرسيين علميين، إضافة إلى قسم لتعليم اللغة العربية والحضارة الإسلامية بموسكو. وبمناسبة حفل الافتتاح، استعاد عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للإيسيسكو، ذكرى المفكر الراحل عبد الهادي بوطالب بوصفه "مفكرا ذا رؤية وموقف ورسالة، نهل من منابع الثقافة العربية الإسلامية، فنشأ في كنفها وتشرب روحها، فكان أصيلا في فكره، منفتحا على عصره، مشاركا في صنع الأحداث التي عرفتها بلاده، ومساهما في العمل الإسلامي الدولي لخدمة قضايا الأمة الإسلامية من موقعه المتميز". وقال في كلمة إن الفكر الإسلامي عند الراحل "ينهل من معين الوسطية والاعتدال، وينأى عن الغلو والتطرف، وينفتح على الفكر الإنساني ويواكب المتغيرات والمستجدات". وأضاف التويجري أن إنشاء الكرسي يأتي "إسهاما في إغناء الفكر الإسلامي وتحديث مجالاته وتطوير أثره في الأجيال الصاعدة في الحاضر والمستقبل، وتعزيز قيم الحوار وثقافة السلام، ومعالجة قضايا العصر ومشكلاته من منظور إسلامي، وتشجيع الطلبة والباحثين لإعداد البحوث والرسائل الجامعية في قضايا الفكر الإسلامي". حضر حفل الافتتاح الرسمي للكرسي عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، وعمر الصبحي رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله، وعبد الإله بنلمليح، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية "ظهر المهراز " بفاس، ومجيد بوطالب، رئيس مؤسسة عبد الهادي بوطالب للثقافة والعلم وللتنوير الفكري، وعز العرب لحكيم، منسق الكرسي، وشخصيات تنتمي إلى عالم الثقافة والفكر.