في زيارة خاصة ومتميزة، نزل بتنغير يوم الخميس 26 فبراير 2015 ، وفد من يهود تنغير وحفدتهم في جو حميمي غمرته البهجة والشوق إلى الماضي. كان شعار ذلك اليوم التاريخي " العودة إلى الأصل فضيلة "، خاصة بعد ما زار الوفد مختلف منشآت ومعابد ومقابرأسلافهم في كل من قصر" تنغير" و" أيتاورجدال "و " تاوريرت "، والصلاة على أرواح الأجداد والدعاء لهم وفق طقوس خاصة ترحماً عليهم... ، وكدا الغور في النقاش واستلهام التاريخ مع العديد من المسنين وأصدقاء أباءهم وأجدادهم في التجارة والجوار والمعاملة الطيبة ، من أمثال " عمي داوود "، البالغ من عمره 103 سنة - الشخصية البارزة في فيلم " تنغير جيروزاليم : أصداء الملاح " لمخرجه الشاب " كمال هشكار " . رافق الوفد - منسق الرحلة - الاعلامي والباحث الأمازيغي " رجب ماشيشي " الذي سبق وأن استضاف وفداً طلابياً من جامعة تل أبيب خلال السنة الماضية لنفس الغاية ، بتعاون مع أساتذة ؛ مسنين ؛ وفاعلين مدنيينلتقديم شروحات وتفاصيل التاريخ اليهودي بتنغير إلى حين رحيلهم، وذلك من أجل التشاور وترسيخ ثقافة التعايش والتسامح بين الشعوب والأمم، في ظل زخم من القيم المشتركة والإنسانية المتبادلة، الشيء الذي من شأنه أن يساهم دون شك في إرساء الحوار العالمي بين الثقافات ومختلف الحضارات الكونية، وبعيداً عن المزايدات السياسوية والأيديولوجية المفتعلة بين الأنظمة . وفي تصريح ل " مسعودة مامان " ابنة أحد التجار اليهود القدامى بتنغير " يشوعا سوشان "، تقول - بأنها غادرت تنغير في سن 16 سنة، ولا تزال تتذكر كل طفولتها البريئة مع عائلتها بالملاح والمعبد والمدرسة ، مسميةً إياهم ب " السكيلة ؛ لكانتينا ؛ دار " موشي عنيني " ؛ ... "، وسط حرارة من الدموع والتحسر والألم... ، حتى تغوص مجددا في الحديثلتروي لزملائها وأبنائها الأربعة ، الذين رافقوها في الرحلة ، في ما دون الثمانية الأخرين، تاريخ ونمط عيش اليهود والمسلمين معاً، في جو أخوي يسوده السلم والاحترام التبادل، مؤكدة في مفاد كلامها على اشلحين / ايمازيغن، لتضيف " ريفكا حينت " وبلوريا بن سيمون " ، ابنتي " حييم ميمون "، أحد كبار التجار اليهود بمراكش ، وصهر " مسعودة مامان " ، إنهم سيعملون جميعاً جاهدين من أجل توطيد العلاقات وترسيخ التواصل أكثر ، رفقة أبناءهم وأجيال من الشباب، قصد الحفاظ على الموروث اليهودي- الأمازيغي المشترك ، في اطار نسج شبكة للتواصل وبناء قنوات واسعة للحوار المتسمر .