قال كمال هشكار مخرج الشريط الوثائقي المثير للجدل تنغير جيروزاليم ... أصداء الملاح ، في تصريح خاص به ناظور24 و ناظورتوداي ، على هامش مشاركته ضمن فعاليات المهرجان الدولي لسينما الذاكرة المشتركة بالناظور ، أن الإسلاميين في المغرب على رأسهم حزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة عبد الإله بنكيران ، تعمدوا مناهضة هذا العمل السينمائي خدمة لأجندات سياسية يتبناها مزورو تاريخ البلاد و الخائفون من الحقيقة . وأضاف هشكار ضمن ذات التصريح ، أن الجهات الرسمية في البلاد مسؤولة عن تزوير التاريخ المختصر من لدن الدولة في 12 قرن أي بعد دخول الأدارسة ، و هو ما إعتبره المذكور تزييفا خطيرا يساهم في طمس هوية المغاربة الأمازيغية المنتعشة على مر العصور بديانات شتى ، أبرزها اليهودية و المسيحية و الإسلام ، ودفعه إلى إنتاج أول شريط سينمائي يحكي ذاكرة التعايش بين اليهود و المسلمين إنطلاقا من مسقط الرأس مدينة تنغير بالجنوب الشرقي للمغرب .
وطالب هشكار ، الدولة بالإسراع في الإنتقال نحو مرحلة إعادة كتابة التاريخ بأقلام نزيهة تحترم التعدد الذي عاشه المغرب ، و العمل على إدماج مقررات دراسية في المؤسسات التربوية تتأسس على مبدء الحفاظ على الذاكرة المشتركة للمغاربة ، وفق برنامج تربوي يصاغ لهذا الغرض .
من جهة أخرى ، إعتبر هشكار الإنتقادات التي قوبل بها من لدن جماعات إسلامية و تنظيمات سياسة تتبنى التوجه العروبي الإقصائي ، وسيلة ساهمت في إنتشار شريطه تنغير جيروزاليم ، وفرصة جعلت من هذا الفيلم موضوع نقاش وطني إنخرطت فيه مختلف الشرائح المجتمعية سواء المؤمنة بحرية الإبداع أو الرافضة له ، وهذه الصورة عكست نجاح الشريط أيام قليلة بعد عرضه ... يضيف هشكار .
إلى ذلك ، عرض كمال هشكار مساء الخميس 23 أبريل الجار ي بالناظور ، فيلمه الوثائقي "تنغير-جيروزاليم : أصداء الملاح" الذي يتعقب ذاكرة الوجود اليهودي في الأطلس٬ وخصوصا في تنغير٬ وتاريخ تعايش فريد بين المسلمين واليهود المغاربة قبل الموجة المكثفة للهجرة إلى إسرائيل في ستينيات القرن الماضي.
ينطلق كمال هشكار من رغبة ذاتية في إشباع ذاكرة طفولته بتنغير قبل هجرة العائلة إلى فرنسا٬ وأمام أطلال الملاح٬ يستدعي حكايات جده حول قصة ساكنة يهودية عمرت المكان وعاشت عيشة أهله٬ في انسجام تام٬ حتى موعد هجرتها "الدرامي" إلى إسرائيل.
ولاستكمال الصورة عن هذا الفصل التاريخي٬ ينتقل كمال الى داخل اسرائيل حيث يوثق شهادات لعدد من الاسرائيليين ذوي الأصول المغربية٬ المنحدرين من منطقة تنغير٬ ليتخذ العمل بعدا نوستالجيا٬ حيث يبدو ذلك التاريخ البعيد طريا حارا في نفوس هؤلاء٬ لغة أمازيغية٬ أغاني شعبية٬ طقوس البيت والعائلة٬ وألبومات صور عن ذلك الزمان.
فكرة العودة تتوارى لدى هذه الطائفة التي أسست لحياة جديدة هناك٬ لكن المخرج يراهن على إعادة خلق جسور تواصل من نوع جديد مع مسقط الرأس٬ وموطن الذاكرة. تواصل بدا وكأنه لم ينقطع خلال هذه السنين الطويلة حين شغل هشكار حاسوبه ليتابع مجرى حوار عبر الأنترنيت بين والده الذي عاد للاستقرار بالمغرب بعد سنوات الكد في فرنسا ويهودي مغربي في إسرائيل منحدر من تنغير.
يذكر أن الفيلم الذي دخل غمار المنافسة على جوائز مهرجان سينما الذاكرة المشتركة بالناظور ، و نال قبل شهر جائزة أول إنتاج وثائقي بمهرجان طنجة للفيلم الدولي .