عرض كمال هشكار أمس الثلاثاء بطنجة فيلمه الوثائقي "تنغير-القدس: أصداء الملاح" الذي يتعقب ذاكرة الوجود اليهودي في الأطلس. وخصوصا في تنغير. وتاريخ تعايش فريد بين المسلمين واليهود المغاربة قبل الموجة المكثفة للهجرة إلى إسرائيل في ستينيات القرن الماضي. ينطلق كمال هشكار من رغبة ذاتية في إشباع ذاكرة طفولته بتنغير قبل هجرة العائلة إلى فرنسا. وأمام أطلال الملاح. يستدعي حكايات جده حول قصة ساكنة يهودية عمرت المكان وعاشت عيشة أهله. في انسجام تام. حتى موعد هجرتها "الدرامي" إلى إسرائيل.
وكانت مشاركة هذا الفيلم قد أثارت ردود فعل قوية خاصة من جانب العدالة والتنمية.
ولاستكمال الصورة عن هذا الفصل التاريخي. ينتقل كمال الى داخل إسرائيل حيث يوثق شهادات لعدد من الاسرائيليين ذوي الأصول المغربية. المنحدرين من منطقة تنغير. ليتخذ العمل بعدا نوستالجيا. حيث يبدو ذلك التاريخ البعيد طريا حارا في نفوس هؤلاء. لغة أمازيغية. أغاني شعبية. طقوس البيت والعائلة. وألبومات صور عن ذلك الزمان.
فكرة العودة تتوارى لدى هذه الطائفة التي أسست لحياة جديدة هناك. لكن المخرج يراهن على إعادة خلق جسور تواصل من نوع جديد مع مسقط الرأس. وموطن الذاكرة. تواصل بدا وكأنه لم ينقطع خلال هذه السنين الطويلة حين شغل هشكار حاسوبه ليتابع مجرى حوار عبر الأنترنيت بين والده الذي عاد للاستقرار بالمغرب بعد سنوات الكد في فرنسا ويهودي مغربي في إسرائيل منحدر من تنغير.
يذكر أن الفيلم الذي دخل المنافسة على جوائز مهرجان طنجة الوطني للفيلم شارك في عدة مهرجانات سينمائية داخل المغرب وخارجه.