عاد الفيلم المثير للجدل «تنغير جيروزاليم.. أصداء الملاح»، لمخرجه كمال هشكار، للعرض من جديد بالمغرب، وذلك في إطار الاحتفالات بقدوم السنة الأمازيغية الجديدة 2964، والمنظمة من طرف جمعية الريف للتضامن والتنمية ومركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم، بشراكة مع مجلس جهة مكناس تافيلالت، ليلة الأحد إلى الإثنين بمكناس. وينتقد الكثيرون فيلم كمال هشكار ويصفونه ب «التطبيعي» مع الاحتلال الإسرائيلي، ويعتبرون أنه يتطرق ل «أحداث ومعطيات مغلوطة» عن هجرة عدد كبير من اليهود المغاربة من منطقة تنغير الأمازيغية للعيش في «إسرائيل». وتم عرض فيلم "تنغير جيروزاليم .. أصداء الملاح"، أمس الأحد بالمركز الثقافي المنوني بمكناس، وحضر مخرج الفيلم كمال هشكار مناقشته. وكان كمال هشكار قد اتهم من طرف نقاد وصحفيين، منذ العروض الأولى لفيلمه بالمغرب، بوقوفه في صف الدفاع عن الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، معتبرين أنه ارتكب خطأ كبيرا حين ربط هجرة اليهود المغاربة للأراضي المحتلة بالكراهية، وتحميله المسؤولية في ذلك للحركة الوطنية آنذاك. وبَرَّرَ منتقدو الفيلم احتجاجهم عليه بكون "تنغير جيروزاليم" يتحدث عن هجرة اليهود في منتصف القرن الماضي إلى فلسطينالمحتلة من دون أن يذكر إطلاقا اسم فلسطين، رغم أنه ذكر اسم القدس، مما يُوحي بأن هشكار يُروج للأطروحة الاسرائيلية بكون القدس "عاصمة" للاحتلال الاسرائيلي. وكان وزير التشغيل والشؤون الاجتماعية، عبد السلام الصديقي، قد حضر الجلسة الافتتاحية لندوة حول موضوع «السنة الأمازيغية: التاريخ والدلالات»، نُظمت في نفس الإطار، وأكد خلالها أن الاعتراف باللغة الأمازيغية كلغة رسمية بجانب اللغة العربية في الدستور «جاء بفضل جهود المغاربة قاطبة سواء كانوا عربا أو أمازيغ». فيما تطرق رئيس مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم ورئيس المكتب الوطني لجمعية الريف للتضامن والتنمية، عبد السلام بوطيب، إلى كون اللقاء "فرصة لاستحضار المنجزات التي تحققت للغة الأمازيغية والوقوف عند المثبطات وتقييم ما تم إنجازه". ودعا بوطيب إلى "تضافر الجهود للحد من مقاومة أولئك الذين لا يريدون للمغرب أن يتقدم إلى الإمام وإنما يريدون جره إلى القرون الوسطى"، حسب تعبيره، ودون أن يُحدد من يقصد بالتدقيق.