أعلنت وزارة الداخلية، أول أمس الأحد، أنه، على إثر تحريات دقيقة، دامت عدة أشهر، قامت بها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، تمكنت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية من إلقاء القبض على مواطن جزائري يشتبه في انتمائه للتنظيم الإرهابي "جند الخلافة" الذي ينشط بالجزائر، والذي سبق له أن تبنى اغتيال الرهينة الفرنسي ارفي كوردال. وأوضح بلاغ للوزارة، توصلت بيان اليوم بنسخة منه، أنه قد تم العثور بحوزة المشتبه به على كميات كبيرة من مواد خطيرة، وأجهزة تستعمل في الاتصالات اللاسلكية، إضافة إلى رسم بياني، مكن تفحصه من اكتشاف كميات هامة أخرى من مواد خطيرة، بالإضافة إلى أسلحة نارية بمنطقة متواجدة بين بني درار وأحفير. كما أبانت التحريات، يضيف البلاغ، أن المشتبه به كان برفقته عنصر آخر يجري البحث قصد تحديد هويته، من أجل إلقاء القبض عليه. وأشار المصدر ذاته إلى أنه سيتم تقديم المشتبه به إلى العدالة، فور انتهاء البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة. وتجدر الإشارة إلى أن التنظيم الإرهابي "جند الخلافة" الذي يتخذ من الجزائر منطلقا لعملياته، سبق وأعلن مبايعته لتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام". وهو التنظيم المسؤول عن خطف وقطع رأس السائح الفرنسي إيرفيه جورديل عندما كان يتنزه في الجبال الجزائرية الشرقية. وقد بث التنظيم ذاته، فيما بعد العملية، شريطا مصورا لقطع رأسه، مرفوقا بتسجيل صوتي يؤكد أن قتل السائح الفرنسي جاء "عقابا لفرنسا على عملياتها العسكرية في العراق". يذكر، أنه في إطار المقاربة الاستباقية في مواجهة التهديدات الإرهابية، سبق للمصالح الأمنية أن قامت بتاريخ 22 نونبر 2014، بتفكيك خلية إرهابية بمدينة بركان، موالية لما يسمى ب "الدولة الإسلامية" قامت بنشر شريط فيديو تحريضي تحت عنوان "ظهور جند الخلافة في المغرب الأقصى"، كان ينوي أفرادها تنفيذ مخططات إرهابية ببلادنا، من بينها اغتيال أجانب مقيمين بالمنطقة الشرقية، وذلك بتنسيق مع تنظيم "جند الخلافة" بالجزائر. ويسعى المغرب إلى تكثيف جهوده وتعزيز قدراته الأمنية والاستخباراتية للتصدي للإرهاب وللجماعات المتشددة التي تحاول استهداف استقراره عبر تجنيد الشباب للقتال في سوريا والتورط في الجريمة المنظمة. ورغم تمكن الأجهزة الأمنية المغربية من تعقب الجهاديين وتفكيك العديد من الشبكات الداعمة والممولة للإرهاب يبقى التخوف من تداعيات عودة المقاتلين من سوريا قائما. ويرى العديد من المحللين السياسيين، في تصريحات صحفية، أن الإشكال في عودة الجهاديين من سوريا إلى المغرب يكمن في عودتهم بفكر متطرف، يرفض النقد ويؤمن بالعنف، فهم إسلاميون متشددون لا يؤمنون بالديمقراطية، ولا بالتداول السلمي على السلطة، ولا بالمشاركة المدنية. وكان المغرب قد قدم في السابق تصوره لمحاربة الإرهاب؛ حيث أوضح محمد ياسين المنصوري، المدير العام للمخابرات الخارجية المغربية، "انخراط المغرب الكامل عن قناعة في جهود التعاون متعدد الأطراف والثنائي لمكافحة الإرهاب بكل أشكاله، وفق توجيهات ورؤية جلالة الملك محمد السادس". ووفق المنصوري، فإن المغرب سيواصل محاربة الأيديولوجيات المتطرفة، بالتوازي مع مساهمة المملكة في الجهود العالمية للتصدي للإرهاب، من خلال "تبادل المعلومات الاستخباراتية الهامة جدا".