أصبح الفلسطينيون رسميا عضوا في المحكمة الجنائية الدولية رغم اعتراض الولاياتالمتحدة، الأمر الذي سيتيح لهم توجيه الاتهام إلى إسرائيل أمام هذه الهيئة المعنية بمحاكمة مرتبكي جرائم الحرب. فقد قبل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون طلب دولة فلسطين الانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية، بحسب المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك. وستتيح هذه الخطوة التي وصفها الفلسطينيون بانها «تاريخية» للمحكمة فتح قضايا ابتداء من الأول من ابريل حول جرائم خطيرة ارتكبت على الاراضي الفلسطينية. وابلغ بان كي مون الدول الأعضاء في المحكمة بقرار قبوله الطلب في وقت متاخر من ليلة أول أمس، بحسب ما افاد المتحدث لوكالة فرانس برس. وقال في بيان اصدرته الاممالمتحدة ان «الامين العام تاكد ان الوثائق التي تم تسلمها تطابق المعايير قبل قبولها لايداعها». وفي بيان صدر في لاهاي، اعلن رئيس جمعية الدول الموقعة لمعاهدة روما صديقي كبا انه اخذ علما بالامر، مرحبا ب»دولة فلسطين» بوصفها العضو ال123 الكامل العضوية في المحكمة الجنائية الدولية ومشيدا بهذه «الخطوة (الجديدة) في اتجاه (اضفاء) الطابع العالمي» على معاهدة روما. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات لفرانس برس «هذا يوم تاريخي في تاريخ الشعب الفلسطيني. قبول فلسطين عضوا في محكمة الجنايات الدولية هو تغيير للمعادلات وهو لمصلحة العدل والحرية والسلام والقانون الدولي والشرعية الدولية. عهد عدم محاسبة اسرائيل ومساءلتها قد انتهى بلا عودة». واضاف عريقات «نرحب بقبول دولة فلسطين ونأمل من المجتمع الدولي ان يساعدنا بانهاء الاحتلال ومساءلة مرتكبي الجرائم ضد شعبنا». وقال «سنركز على قضيتين اولا العدوان على شعبنا في غزة والجرائم التي ارتكبت ضد شعبنا (...) والقضية الاخرى والمهمة جدا قضية الاستيطان بكل ما تعنيه من جريمة حرب ضد شعبنا وارضنا». وتندرج هذه المبادرة في اطار حملة دبلوماسية واسعة يخوضها الفلسطينيون. وكان مجلس الامن الدولي صوت ضد مشروع قرار فلسطيني لانهاء الاحتلال الاسرائيلي في 30 ديسمبر الفائت، لكن القيادة الفلسطينية قررت الجمعة الفائت التوجه مجددا الى مجلس الامن الدولي لطرح مشروع القرار. وطلب الفلسطينيون رسميا الجمعة الماضي من الاممالمتحدة الانضمام الى المحكمة الجنائية الدولية حيث يمكن لهم ان يلاحقوا قادة اسرائيليين بتهمة ارتكاب «جرائم حرب»، وهو الاجراء الذي ردت عليه اسرائيل عبر تجميد تحويل 106 ملايين يورو لحساب السلطة الفلسطينية وتهديد قادة السلطة بملاحقتهم قضائيا. بدورها، اعتبرت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جين بساكي الأربعاء أن الفلسطينيين غير مؤهلين للانضمام الى المحكمة الجنائية الدولية بقولها ان «الولاياتالمتحدة لا تعتقد ان دولة فلسطين تعتبر دولة ذات سيادة، ولا تعترف بها بوصفها ذلك، ولا تعتقد انها مؤهلة للانضمام الى معاهدة روما» التي تاسست بموجبها المحكمة الجنائية الدولية. ولكنها قالت ان الادارة الاميركية ستلتزم بالقانون الخاص بتمويل الفلسطينيين وسط خطوات جديدة في الكونغرس لتجميد مساعدات سنوية تبلغ نحو 440 مليون دولار في حال سعت السلطة الفلسطينية الى الانضمام الى المحكمة. وترفض واشنطن خطوات الفلسطينيين في الاممالمتحدة وتشدد على اجراء مفاوضات مباشرة بينهم وبين اسرائيل تتولى رعايتها لتسوية النزاع. لكن هذه المفاوضات معطلة. والولاياتالمتحدة ليست عضوا في المحكمة الجنائية الدولية ولا يزال من غير الواضح ما هي السلطات التي تملكها لمنع انضمام الفلسطينيين إلى المحكمة بعد أن قبل الامين العام للامم المتحدة طلبهم.