وقعت الحكومتان العراقية والتركية اتفاقات اقتصادية وعسكرية وأمنية خلال زيارة قام بها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى تركيا الخميس. ويسعى الجانبان لتطوير علاقاتهما على النحو الذي كانت عليه قبل حكومة رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي حين كان يبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 12 مليار دولار. وقد كان التعاون العسكري والأمني ضد ما يسمى "الإرهاب" ومحاربة تنظيم الدولة الإسلامية، المواضيع الأبرز في زيارة العبادي الأولى لتركيا مع ستة من وزرائه بينهم وزراء الخارجية والدفاع والطاقة. وقال مصادر صحفية في العاصمة التركية إن المهم في الزيارة أن الجانبين اتفقا على تعريف ما وصفوه "بالإرهاب" الذي يستهدف البلدين. وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره العراقي إن البلدين لديهما مواقف مشتركة حيال جميع المنظمات "الإرهابية"، سواء كانت تنظيم الدولة الذي قال إنه جعل من العراق وسوريا ساحات لنفوذه، أو حزب العمال الكردستاني الذي اعتبر أوغلو أنه "يقوم بالاعتداء على تركيا انطلاقا من الأراضي العراقية طوال عشرات السنين". وأعلن الجانب التركي دعما غير محدود واستعدادا للتعاون والتنسيق الأمني والاستخباراتي التام مع الجانب العراقي لملاحقة عناصر تنظيم الدولة في تنقلاتهم عبر البلدين وبلدان الجوار. واتفق الطرفان على التعاون العسكري، لا سيما في ما يتعلق بتدريب قوات الأمن العراقية في تركيا وتجهيزها، وقال مصادر إن قوائم في هذا الإطار قد قُدمت من الجانب العراقي. وتمخض اجتماع مجلس التعاون الإستراتيجي رفيع المستوى بين البلدين عن تفاهمات للتعاون والاستثمار في مجالات المياه والطاقة والتنمية المختلفة. وأعلن العبادي البدء في تصدير خمسمائة ألف برميل نفط يوميا عبر الأراضي التركية والاتفاق على زيادة الكمية تدريجيا. وقال خشرم إن معظم السياسيين الأتراك يعتبرون هذه الزيارة خطوة مهمة لإعادة إصلاح العلاقات بين أنقرةوبغداد، والتي توترت وتراجعت إلى أسوأ حالاتها في عهد المالكي. ووعد الجانب العراقي نظيره التركي بإزالة الكثير مما وصفت بالعوائق البيرقراطية أمام الشركات التركية العاملة أو الراغبة في العمل والاستثمار في العراق، وهي العوائق التي وضعت في عهد حكومة المالكي السابقة. وكانت تركيا قد بدأت تدريب قوات البشمركة الشهر الماضي، وقالت إن ذلك قد يمتد أيضا إلى الحرس الوطني العراقي، وقال أوغلو إن وزيري الدفاع في البلدين سيجريان دراسة أكثر تفصيلا في هذا الصدد. وظلت العلاقات متوترة بين العراقوتركيا عدة سنوات، إذ غضبت حكومة المالكي من توثيق أنقرة علاقاتها مع إقليم كردستان العراق الواقع شمال البلاد، والذي خاضت بغداد صراعا مريرا معه بشأن النفط. وتحسنت العلاقات مع تولي العبادي السلطة في شتنبر الماضي، ومنذ أن أبرمت بغداد وحكومة أربيل اتفاقا مبدئيا بشأن اقتسام عائدات تصدير النفط.