وقّع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ونظيره التركي رجب طيب أردوغان في بغداد الخميس، على 48 بروتوكولاً ومذكرة تفاهم تتعلق بالتعاون في مجالات الطاقة والمياه ومحاربة حزب العمال الكردستاني. وذكرت مصادر صحفية أنه من ضمن مذكرات التفاهم الهامة التي وقّعها الطرفان، مذكرة تفتح باب المفاوضات أمام تصدير الغاز العراقي إلى أوروبا عبر تركيا. وقال أردوغان- في مؤتمر صحفي مع المالكي في بغداد-: إن البلدين وقّعا 48 مذكرة تفاهم، داعيًا إلى مضاعفة حجم التجارة بينهما أربع مرات لتبلغ 20 مليار دولار سنويًا. وأضاف رئيس الوزراء التركي أن حكومته أمرت بزيادة تدفق مياه الفرات إلى العراق وسوريا إلى 550 مترًا مكعبًا في الثانية، لكن الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ تحدث عن تدفق حالي قدره 440 مترًا مكعبًا فقط. جاء ذلك ردًا على مطالبة المالكي خلال اللقاء بإعادة تركيا ترسيم حصص مياه دجلة والفرات، النهرين الحيويين بالنسبة للعراق وسوريا، وينبعان من تركيا. ويشتكي العراق وسوريا من "احتكار" تركيا مياه النهرين بعد أن بنت سلسلة سدود كجزء من خطة واسعة لتطوير نظام الري، لكن المسئولين الأتراك يرون أنها تحمي الموارد المائية التركية من تقلبات المناخ. وجدد أردوغان تمسك بلاده بمحاربة حزب العمال الكردستاني الذي يتخذ شمال العراق قاعدة خلفية. ولم يرد في تصريحات الطرفين أي ذكر للوساطة التركية لتسوية الأزمة بين بغداد ودمشق، لكن مصادر مطلعة على محادثات الطرفين أكدت أنهما تطرقا إلى ذلك، متوقعة استمرار أنقرة في بذل جهودها للتقريب بين البلدين العربيين. وذكر مصدر حكومي لصحيفة "الحياة" اللندنية أن اردوغان يحمل اقتراحات لإعادة إحياء الوساطة التي اعتبرها وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري منتهية. وقال النائب المقرب من المالكي عباس البياتي: إن "ملف العلاقة مع دمشق يبحث في إطاره الإقليمي، لا سيما أن الوساطة التركية ما زالت مستمرة ولم تفشل". وأشار إلى أن "رئيس الوزراء التركي سيبحث في تفعيل العلاقات بين بغداد ودمشق وإنهاء التوتر بين الجانبين". وكان أردوغان وصل إلى بغداد أمس الخميس على رأس وفد من تسعة وزراء، وعقد فور وصوله محادثات مع المالكي.