أطلق شرطي أميركي النار الليلة الماضية على شاب أسود في إحدى ضواحي مدينة سانت لويس فأرداه قتيلا، وذلك على مقربة من المكان الذي قتل فيه شرطي شابا أسود في غشت الماضي، وسط دعوات بتجدد المظاهرات في نيويورك، ومع إعلان محلفين عدم توجيه اتهام لشرطي قتل شابا أسود آخر مطلع العام. وقالت شرطة مقاطعة سانت لويس في بيان إن شرطيا «أطلق النار عدة مرات» بعد أن «سحب الرجل مسدسا ووجهه باتجاه الشرطي» في إحدى محطات الوقود بضاحية بيركلي، وذلك بينما كان الشرطي يقوم بدورية روتينية. وقال المتحدث باسم الشرطة بريان شيلمان إن الشرطي خرج من سيارته واقترب من رجلين في محطة الوقود عندما سحب أحدهما مسدسا، وأضاف «خوفا على حياته قام الشرطي من بيركلي بإطلاق النار عدة مرات وأصاب الهدف بجروح قاتلة». وأوضحت الشرطة في وقت مبكر اليوم أنها غير قادرة على تحديد هوية القتيل الذي يبلغ من العمر 18 عاما، وأن المشتبه به الثاني هرب ولم يتم اعتقاله، كما أكدت السلطات أنها عثرت على مسدس في موقع الحادث وأنها فتحت تحقيقا في الموضوع. وتبعد بيركلي بضع دقائق بالسيارة عن ضاحية فيرغسون التي شهدت مقتل الشاب الأسود مايكل براون على يد الشرطي دارين ويلسون في غشت الماضي، مما أطلق موجة من المظاهرات في أنحاء البلاد، والتي ما زالت تتوسع مع تكرار حوادث القتل. وقبل شهر اندلعت أعمال شغب وسلب ونهب في فيرغسون احتجاجا على إعلان مكتب المدعي العام لمقاطعة سانت لويس قرار هيئة المحلفين القاضي بعدم متابعة الشرطي ويلسون بحجة أنه كان يدافع عن نفسه. وشهد أمس إعلان هيئة محلفين عليا في هيوستن عدم توجيه اتهام للضابط جوفيتنيو كاسترو الذي قتل بالرصاص الشاب الأسود جوردان بيكر (26 عاما) في مجمع للتسوق، حيث دفع كاسترو عن نفسه الاتهام بالقول إنه تصدى للشاب عندما اشتبه في أنه لص يستهدف المجمع، كما قال محاموه إن القتيل هاجم الضابط الذي رد عليه بإطلاق الرصاص مرة واحدة فقط. لكن وسائل إعلام محلية أشارت إلى احتمال وقوع الحادثة على خلفية عنصرية، حيث نقلت عن والدة بيكر أن كاسترو قتل ابنها لمجرد اعتقاده بأنه مجرم على أساس عرقه وملابسه. ودعت حركة تسمى «أوقفوا شبكة الحبس الجماعي» أمس إلى تنظيم مظاهرة ضخمة في تايمز سكوير بمدينة نيويورك مساء اليوم الأخير من هذه السنة، وقال كارل ديكس -أحد مؤسسي الحركة- إنه لا يحق للسلطات أن تطلب منهم وقف التظاهر والتزام الصمت، مضيفا «يجب أن تبقى أصواتنا مسموعة». ورفض المحتجون أمس الثلاثاء نداء رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلاسيو وساسة آخرين بتهدئة التوتر، كما لبوا دعوة من حركة «احتلوا وول ستريت» وخرجوا في مسيرة احتجاجية بشارع فيفث أفينيو (الجادة الخامسة) الذي يعد أهم الشوارع التجارية في مانهاتن، كما يواصلون تنظيم تجمعاتهم أمام البلدية احتجاجا على ما يعتبرونه استخداما للقوة المفرطة من قبل الشرطة في الولاياتالمتحدة. وسادت حالة من الغضب مدينة نيويورك الأحد بعد مقتل شرطيين في بروكلين أثناء عملهما برصاص رجل قال إنه يسعى للانتقام لمقتل رجلين أسودين، وأعلن دي بلاسيو أمس أن عدة مبان رمزية في المدينة ستطفئ أنوارها مساء الخميس حدادا على الشرطيين. وسبق أن خرج الآلاف يوم 13 من الشهر الحالي في مظاهرات حاشدة في العاصمة واشنطن وفي نيويورك احتجاجا على تصرفات الشرطة، رافعين شعارات تندد بالعنصرية وتطالب بالعدالة الاجتماعية. وقال مصادر في واشنطن محمد العلمي آنذاك إن تلك المظاهرات هي الأكبر في موجات الاحتجاج الأخيرة، وذكّر بالاحتجاجات العارمة التي شهدتها الستينيات وتكللت بسن قوانين الحريات والحقوق المدنية في أميركا.