يقع كثير من المتزوجين تحت تأثير تدخل الأهل في خصوصياتهم بشكل مزعج، يؤدي لفتور العلاقة الزوجية، وربما إشعال نيران لا داعي لها. وتتعدد أسباب تدخل الأهل بين الزوجين، إما نتيجة أخطاء من الزوجين نفسهما، أو بدافع فضول وتسلط من الأهلز ومن بين المبررات التي تسمح بذلك: عدم استقلال الزوجين المادي، إذ يفتح هذا السبب مجالا واسعا للتدخل في تقنين مصادر إنفاق الزوجين، ويسبب الكثير من المشاكل والاحتكاكات. لجوء الزوجين أو أحدهما إلى الأهل فور وقوع أي خلاف بينهما، نتيجة قصور التواصل الزوجي، والاحتياج لطرف ثالث لحل مشاكل الزوجين. ضعف اتخاذ القرار، والاعتماد الزائد للزوج أو الزوجة على والديهما في كل شيء. إفشاء أحد الزوجين لخصوصيات الحياة الزوجية لطرف من الأهل، بل وإعلامه بكل ما يحدث بينه وبين شريكه، دون علمه بالأشياء التي تبقى من أسرار الزوجية التي لا يجب أن يعلمها أحد غير الزوجين. شعور الآباء بالوحدة والفراغ بعد زواج الأبناء، وخوفهم من فقدان أهميتهم في حياة أبنائهم، إضافة إلى عدم ملاحظتهم احتياج أبنائهم المتزوجين إلى الاستقلالية. الارتباط العاطفي والنفسي الزائد للوالدين بالأبناء، واعتمادهما عليهم بشكل يزيد عن حده. اعتماد الآباء (سواء والدي الزوج أو الزوجة) على أحد الزوجين في تلبية طلب أو قضاء حاجة، أو طرح آراء في القرارات التي يتخذها الزوجان، من السلوكيات التي يراها الأهل نوعاً من الاحتياج والاهتمام، فيما يراها الأبناء أو الشريك الزوجي تدخلا، وتواجه بانتقاد شديد منه. * آثار سلبية استسلام أو قبول الزوجين لتدخلات الأهل يهدد حياتهما الزوجية بمخاطر جسيمة قد تصل للطلاق، ومن أهم تلك المخاطر: تضخم الخلافات بين الزوجين نتيجة تدخل الآخرين، عن طريق تحريض أحد الزوجين ضد الآخر بشكل مباشر أو غير مباشر. فقدان الخصوصية الزوجية، وحدوث شرخ وجفاء وضعف في العلاقة الحميمية بين الزوجين. تزايد الغضب المكبوت لدى الزوجين أو أحدهما، مما قد يؤدي لانفجار ثورة غضب في وجه أحد والدي الشريك أو أهله لسبب قد يبدو بسيطا. توتر العلاقة مع الأهل، حيث قد تصل الخلافات حد القطيعة. انهيار العلاقة الزوجية، وحدوث الطلاق بين الزوجين، في حال استمرار تدخل الأهل واستسلامهما له، دون اتخاذ قرار حازم بوقفه. * وضع حد لتدخل الآخرين في الحياة الزوجية اتفقا على الحدود المسموح تدخلهم فيها، والحدود التي تمثل لكما خطاً أحمر لا تسمحان لهم بالوصول إليها. احرصا على الاستقلال المادي عنهم، وتكيفا مع القدرات المادية لكما في إدارة أموركما المعيشية. حذار من سقطات اللسان، وتعلما الرد على الأسئلة التي توجه لكما بدبلوماسية، وتحاشيا الإجابة عن الأسئلة التي تتعلق بخصوصية علاقتكما. لطمأنة الأهل، وإشعارهم بمكانتهم لديكما، قوما ببعض الزيارات وإجراء المكالمات معهم بين وقت وآخر، وبإمكانكما قضاء حوائجهم حسب ما تسمح به ظروفكما. استشيراهم بأشياء عامة لا تمس خصوصيتكما الزوجية، وسيكونون سعداء للغاية من هذه التصرفات. قاوما ابتزاز الأهل العاطفي، لأن طاعتهم في كل شيء، أو إخبارهم بكل صغيرة وكبيرة، ليس منطقيا، طالما أصبحتما صاحبي قرار وأسرة ، ولكما حرية القرار. وتأكدا أن بر الآباء والأمهات هو المطلوب، وليس الطاعة العمياء. استمعا إلى آرائهم، لكن اتخذا وحدكما القرار المناسب. لا يسمح أحدكما لأهله - في غياب شريكه - بالحديث عنه بكلام غير لائق، لأن احترام كلا الزوجين للآخر في وجوده وغيابه أساس الزواج المستقر، وبذرة السعادة الدائمة. اشرحا لهم في هدوء أهمية الخصوصية الزوجية، وطمئناهم بلباقة، بأنهم سيظلون محط التقدير، ولا يمكن لكما الاستغناء عنهم.