في ندوة دولية للشبكة الدولية للتواصل النسائي أكد المشاركون في الندوة الدولية الرابعة للشبكة الدولية للتواصل النسائي (كونيكتينغ غروب إنترناشيونال) أن وسائل الإعلام تضطلع بدور أساسي ولا محيد عنه في نقل صورة غير نمطية عن المرأة. وشدد المشاركون في هذا اللقاء، الذي نظم السبت الماضي بالرباط تحت شعار "وسائل الإعلام وصورة المرأة: مسؤولية وفرصة"، على أن وسائل الإعلام بإمكانها أن تغير تلك الصورة بحكم توفرها على الأدوات اللازمة لبناء مجتمع تسوده قيم الإنصاف والمساواة، كما تدعو إلى ذلك معظم الدساتير، وفرض نفسها كمحرك للتغيير للسير نحو مجتمع خال من التمييز على أساس النوع. وأبرزت حكيمة الحيطي الوزيرة المنتدبة المكلفة بالبيئة، والرئيسة المؤسسة للشبكة الدولية للتواصل النسائي، في الجلسة الافتتاحية للقاء المنظم بدعم من مؤسسة (فريدريش ناومان من أجل الحرية)، الدور الأساسي الذي تضطلع به وسائل الإعلام في النهوض بوضعية المرأة، مؤكدة أن وسائل الإعلام والتكنولوجيات الجديدة للاتصال لا تعمل فقط على تغيير المجتمعات، وإنما تمثل في الوقت الحالي "مؤشرا للديمقراطية". وأعربت الحيطي عن أسفها إزاء ضعف حضور المرأة في وسائل الإعلام بالمغرب، على الرغم من التقدم الذي تم إحرازه في مجال تعزيز حقوق المرأة، مستشهدة، في هذا الصدد، بمختلف الإصلاحات القانونية والمؤسساتية التي تمت مباشرتها لفائدة النهوض بأوضاع النساء، لاسيما من خلال دستور 2011، الذي رسخ المساواة بين الرجل والمرأة. ومن أجل إعطاء زخم أكبر لحضور المرأة في وسائل الإعلام بالمغرب، أكدت الحيطي على ضرورة القيام بأنشطة تحسيسية وتربوية، لاسيما في المدارس، من أجل محاربة العقلية الذكورية، وكذا الصور النمطية عن المرأة في وسائل الإعلام وضمان المساواة بين الجنسين، داعية، في الوقت نفسه، وسائل الإعلام إلى تسليط الضوء على النجاحات التي حققتها المرأة المغربية التي برهنت على كفاءتها في مختلف المجالات. من جانبها، أشارت مديرة مؤسسة "فريدريش ناومان من أجل الحرية" بالمغرب والجزائر، أندريا نويس، إلى أن الصورة النمطية عن المرأة في وسائل الإعلام تمثل إشكالية دولية، معربة عن أسفها بشأن بعض الإعلانات التي تمس لكرامة المرأة . ودعت نويس، من جهة أخرى، إلى تعزيز مكانة المرأة في مراكز القرار بالمؤسسات الإعلامية، مشددة على أهمية تعبئة النساء الصحافيات لكي يضطلعن بدور أكبر في تحسين صورة المرأة في وسائل الإعلام. وتناول اللقاء، الذي تميز بمشاركة ممثلين عن المجتمع المدني المغربي والأجنبي، ومن عالم السياسة ووسائل الإعلام، مواضيع تهم تأثير الصور النمطية المرتبطة بالنوع على العلاقات الاجتماعية والاجراءات التي يتعين اتخاذها من أجل رؤية أكثر وضوحا للنهوض بوضعية المرأة. وتهدف الشبكة الدولية للتواصل النسائي إلى أن تشكل أرضية للتفكير في الدور الذي يجب أن تضطلع به المؤسسات ومهنيو التواصل، وكذا الوسائل التي يتعين تفعيلها من أجل المضي قدما بالمجتمع نحو محيط "أكثر احتراما لمقاربة النوع".