شيء كالوحي يصف بعض الناس ممن ساد الاعتقاد للحظة أنهم توفوا، ما وقع لهم بشكل درامي ( ليس بمعنى الفاجعة )، فيقولون إن التجربة ساعدتهم على شفاء لم يكن متوقعا، وتسببت للأطباء المعالجين في نوع من الإحراج. جون هينسلي كان سنة 1967 مصابة بحمى قاتلة. وصلت بها درجة الهذيان. كانت أمها بجانبها في المستشفى. أبلغها الطبيب أسفه وأعلن لها موت البنت القريب. حكت جون بعد ذلك أنها لم تكن تحس بوجود أحد في الغرفة. لا أمها ولا الطبيب. كانت خائفة. كان عمرها خمس عشرة سنة وكانت تعلم أنها ستموت. واستسلمت مع ذلك للأمر الواقع. وانتظرت اللحظة الحاسمة. فإذا بها تشعر بنوع من الدفء و بخوفها يختفي. ورأت كمن سبقوها في التجربة النفق المضاء. وشعرت كغيرها أنها تطفو في الفضاء ورأت نفسها ممددة على سرير الموت ووالدتها تنتحب. غير أن تلك اللحظة كانت خاطفة. ورأت شعاعا ذهبيا في نهاية النفق وشخصا يفتح لها أحضانه. ابتسم لها وناداها باسمها. بدا لها أنها كانت تعي ما يقول. لكنها لم تره وهو يتكلم. شيء كالوحي. أحست كأن نبيا ما يحادثها أو مبعوثا من الإله. وركضت إلى أحضانه. أحبت أن تعانقه. وعندما لمست أطراف أصابعه، قال لها إن وقتها لم يحن بعد وعليها أن تعود إلى حياتها وأقاربها وأصدقائها. ولم تتم الرحلة. فتحت عينيها. واكتشف الفريق الطبي أن حرارتها انخفضت. ورآها وهي تنهض من سريرها. وكأنها لم تكن مريضة من قبل. لم تقص قصتها إلا على خطيبها وصديقين كانت تثق فيهما. وحكاية كهذه لم تعشها جون وحدها.. بل آخرون.. وللحديث بقية