دعا وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي مولاي حفيظ العلمي، المقاولين والمنعشين الاقتصاديين الألمان إلى مضاعفة استثماراتهم ونشاطهم بالمغرب الذي يوفر فرصا جيدة للأعمال والشراكة في العديد من القطاعات الصناعية الحيوية. وذكر العلمي، في افتتاح اللجنة الاقتصادية المشتركة المغربية الألمانية إلى جانب وزير الاقتصاد والطاقة الألماني أوي بيكميرن، المنعقدة تحت شعار "من أجل تنافسية مشتركة" بالدارالبيضاء، أن هذه اللجنة تشكل أرضية ملائمة للمنعشين الاقتصاديين الخواص بالبلدين من أجل زيادة وتيرة تعاونهما وشراكتهما مبرزا أن هذه اللجنة، التي تنعقد في دورتها الثانية، والتي تشكلت بمبادرة من قيادة البلدين تمثل أيضا دليلا على جودة الشراكة المغربية الألمانية، التي شهدت قبل سنة الاحتفال بالذكرى الخمسين للتعاون البناء والمكثف بين البلدين. وأضاف الوزير، في هذا اللقاء الذي حضرته أيضا مريم بنصالح شقرون رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، وكريستوف كانينجبير عن القطاع الخاص الألماني، أنه برغم تكثيف العلاقات المغربية الألمانية في السنوات الأخيرة، إلا أن المبادلات التجارية والاستثمار بين الطرفين ما زال في مستوى متواضع، مشيرا إلى أن الحجم الإجمالي للمبادلات التجارية والبالغ ملياري أورو في 2013، لا يمثل سوى 11ر4 في المائة من مجموع مبادلات المملكة، وهو ما يمثل تراجعا بحوالي 4 في المائة مقارنة مع 2012 سواء في الصادرات أو الواردات. وبخصوص الاستثمارات الألمانية المباشرة في المغرب، والتي ارتفعت إلى 118 مليار أورو في 2013 ، أشار الوزير إلى أنها لا تمثل سوى 3 في المائة من الاستثمارات المباشرة الأجنبية بالمملكة، و6 في المائة من تدفق الاستثمار الألماني في اتجاه شمال إفريقيا. كما استعرض الوزير العديد من الاوراش والمخططات التي يسعى المغرب إلى تنفيذها باستثمارات مالية هامة، منها مخطط المغرب الأخضر، والاستراتيجية الطاقية الرامية إلى تأمين 40 في المائة من الإنتاج الوطني من الطاقة المتجددة في أفق 2020، ومخطط اللوجستيك، وبرنامج "إقلاع" الاقتصادي، ومخطط التسريع الصناعي، فضلا عن تحفيز قطاعات صناعية حيوية كصناعة الطيران وصناعة السيارات. أما الوزير الألماني، فقد أكد على أهمية انعقاد هذه الدورة من اللجنة الاقتصادية المشتركة بالدار البيضاء التي تتميز بنبضها الاقتصادي الحيوي، وطابعها المقاولاتي الناجح، مشيرا إلى أن أشغال هذه اللجنة تعرف مشاركة حوالي 50 ممثلا لمختلف المقاولات الألمانية النشيطة. وأكد بيكميرن على أهمية العلاقات التي تربط المغرب مع الاتحاد الاوروبي عبر العديد من الاتفاقيات وخاصة منذ 2008، مبرزا أن هذه العلاقات تشكل إطار جيدا للتعاون مع المملكة وتمتين الروابط الاقتصادية والتجارية بين البلدين بما يخدم مصلحة الطرفين. وتطرق بيكميرن إلى بعض القطاعات التي تشتغل فيها المقاولات الألمانية بالمغرب، كالفلاحة (بنسليمان)، والطاقة الشمسية (ورزازات)، مؤكدا أن مخططات التنمية الطموحة التي وضعها المغرب تتيح فرصا جيدة للتعاون وخلق شراكات.