انعقد أمس الجمعة في مدينة ميونيخ، عاصمة ولاية بافاريا (جنوبألمانيا)، يوم دراسي حول الاقتصاد المغربي ركز المسؤولون والفاعلون الاقتصاديون فيه على تقديم مؤهلات المغرب الاقتصادية ومناخ الاستثمار الجيد والجذاب الذي أضحت تتمتع به المملكة بفضل الإصلاحات التي شملت المجالات المرتبطة بالنشاط الاقتصادي والصناعي. وتم خلال اللقاء، الذي حضره السيد أحمد رضا الشامي، وزير التجارة و الصناعة والتكنولوجيات الحديثة، وفولفغانغ هوبيش، كاتب الدولة في العلوم و البحث والفنون بولاية بافاريا، تناول مواضيع تتعلق ب " المقاولات المغربية شريك اقتصادي للمقاولات الألمانية " و " الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات: أداة لتنفيذ استراتيجية تنمية الاستثمارات" و " البنيات التحتية العصرية: أرضيات صناعية مندمجة"، إضافة إلى الإستراتيجية الطاقية التي اعتمدها المغرب كبلد رائد في مجال الطاقة الشمسية. وقدم السيد رضا الشامي عرضا تطرق فيه إلى " الإنجازات المتقدمة التي حققها الاقتصاد المغربي: الحصيلة و الآفاق "، مبرزا المخطط الوطني للإقلاع الصناعي ( إميرجانس ) الذي اعتمده المغرب، و يتمحور حول قطاعات صناعات السيارات والطيران والإلكترونيك والنسيج والألبسة والصناعة الغذائية وتحويل منتجات البحر والخدمات المرحلة ( أوفشورينغ). وشدد الوزير، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على أهمية انعقاد هذا اليوم الدراسي في ألمانيا التي تعتبر قوة اقتصادية وصناعية كبرى على المستوى الأوربي، مشيرا إلى الحضور المهم لبعض الشركات الصناعية الألمانية في المغرب، ومنها شركة ( ليوني)، العاملة في قطاع صناعة السيارات، والتي تشغل أزيد من ستة آلاف عامل مغربي. وأضاف أن هذا اليوم الاقتصادي يندرج في سياق سلسلة من اللقاءات، انطلقت من هامبورغ السنة الماضية، وستتواصل بلقاءات مماثلة مع فاعلين اقتصاديين في الولايات الرئيسية في ألمانيا من خلال غرف التجارة والصناعة، و أيضا مع أرباب العمل، مع التركيز على المقاولات الأساسية العاملة في قطاعات صناعة السيارات والطاقات المتجددة وصناعة الطيارات وغيرها. وقال السيد الشامي إن هذا المجهود " يقتضي أن نتوفر في المستقبل على أطر مقيمة في ألمانيا، مهمتها تتبع ما تخلص إليه مثل هذه اللقاءات مع الفاعلين الاقتصاديين والمقاولات الصناعية" الألمانية. وشارك في اللقاء، الذي حضره سفير المغرب في ألمانيا السيد رشاد بوهلال، والسادة العربي بلعربي ممثلا عن الاتحاد العام لمقاولات المغرب وقطاع صناعة السيارات، وعلي غنام رئيس الهيئة المديرية لمجموعة (ميد زيد)، وعزيز ناجب مدير تنمية الاستثمارات بالوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات، وعبد الرحيم الحافظي، مدير الكهرباء والطاقات المتجددة، بوزارة الطاقة و المعادن والماء والبيئة، و عبيد عمران عن الوكالة المغربية للطاقة الشمسية. كما شارك من الجانب الألماني عدد من رؤساء المقاولات، خاصة من قطاعي صناعة السيارات و الطاقات المتجددة. ونظم اللقاء غرفة التجارة والصناعة لميونيخ وبافاريا العليا والغرفة الألمانية للتجارة والصناعة في المغرب والوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات وسفارة المغرب بألمانيا. وتأتي ألمانيا في المرتبة الثامنة كممون للمغرب والسادسة كمستثمر في المملكة. وشهدت المبادلات التجارية بين البلدين، خلال السنة الماضية، نوعا من البطء، حيث سجلت ما بين نونبر 2008 و دجنبر 2009، تراجعا بنسبة 2ر4 في المائة. وعرفت الصادرات المغربية إلى ألمانيا منحى مماثلا، راجع بالأساس إلى الظرفية الاقتصادية العالمية، فقد انخفضت هذه الصادرات، ما بين نونبر 2008 و دجنبر 2009، ب 8ر17 في المائة، غير أن الأشهر الأولى من السنة الجارية شهدت تحسنا بلغ 6ر2 بالمائة. أما الواردات المغربية من ألمانيا، فانخفضت، مابين نونبر 2008 و دجنبر 2009، ب 8 في المائة، إلا أنها استفادت من المناخ الإيجابي الذي عاد مع شهر يناير من سنة 2010، فارتفعت ب2ر4 في المائة من مجموع الواردات المغربية. وتشمل هذه الواردات على العموم السيارات ، الشاحنات والآليات ومواد التجهيز المنزلي.