أرجع السبب إلى غلاء الاستشارات الطبية وتفشي الأمية دعا وزير الصحة الحسين الوردي، أمس الاثنين بالرباط، إلى تضافر الجهود بين الدول العربية في مجال اليقظة الدوائية بما يمكن من تبني سياسة عربية موحدة لليقظة الدوائية، وتبني مقاربة تشاركية من شأنها المساهمة في توطيد رؤية موحدة ومندمجة لتحقيق التوافق العربي في نشر العلم والمعرفة المتعلقتين بميدان اليقظة الدوائية. وأضاف الوردي، في افتتاح أشغال اللقاء الأول لليقظ الدوائية للمنطقة العربية وشرق المتوسط، أنه على الرغم من وجود بعض المراكز الوطنية لليقظة الدوائية ذات مهارات وكفاءات وخبرات عالية في المنطقة، إلا أنها لا تزال تعاني من نقص في الوصول إلى مستوى الدول الرائدة في هذا المجال، مشددا على ضرورة تكثيف الجهود لتحقيق الأهداف المرجوة من خلال تنمية القواعد والمعايير والمبادئ التوجيهية وفقا للسياقات المحلية وانطلاقا من التجارب الدولية. وبعد أن ذكر بأن الإحصائيات تشير إلى أن نسبة استهلاك الأدوية في الدول النامية تتزايد سنة بعد أخرى، عبر وزير الصحة عن الأسف لكون معظم مواطني المنطقة يلجؤون إلى التطبيب الذاتي لغلاء الاستشارات الطبية وتفشي الأمية، موضحا أن هذا الوضع يزيد من مخاطر تعرض المواطنين إلى حالات التسمم بواسطة الأدوية. وأشار في هذا الصدد إلى أن الوزارة الوصية في المغرب تتوفر على استراتيجية قطاعية تتضمن تدابير وإجراءات لتعزيز الأنشطة المتعلقة باليقظة الصحية تنبني على تنظيم نشاط اليقظة الدوائية واليقظة ضد التسممات، وتعزيز أنشطة مختبر المركز الوطني لمحاربة التسمم، ووضع شروط الدعم لتمكين ضحايا حالات التسمم المختلفة من الرعاية اللازمة أثناء العلاج في المستشفيات، وإضفاء الطابع الرسمي على اللجنة التقنية المعنية برصد الآثار الدوائية الضارة. وذكر بأن المغرب يعتبر رائدا في مجال اليقظة الدوائية واستمد تجربته في هذا المجال من تجارب دولية متطورة، مؤكدا أن المملكة تتعهد بالقيام بكل ما بوسعها لتعزيز توجهات منظمة الصحة العالمية في مجال اليقظة الدوائية وسلامة المرضى على الصعيدين العالمي ومنطقة شرق المتوسط. وخلص وزير الصحة إلى أن هذا اللقاء يعتبر فرصة سانحة لإعادة النظر وترتيب الأولويات للنهوض بمجال اليقظة الدوائية والاستعمال المعقلن للدواء، ومناسبة أيضا لتبادل التجارب والخبرات بين الدول المشاركة . ويستمر اللقاء لمدة خمسة أيام وتتمحور أشغاله حول الوضعية الراهنة لليقظة الدوائية في البلدان العربية وطرق تطويرها وتوحيد القاموس العلمي العربي في مجال اليقظة الدوائية، بالإضافة إلى تقويم نظام اليقظة الدوائية في الدول الناطقة بالعربية من خلال وضع استراتيجية مشتركة لتفادي أخطار الآثار الجانبية للأدوية وحفاظا على سلامة المرضى. ويعرف هذا اللقاء العربي مشاركة ممثلين عن منظمة الصحة العالمية ونحو 150 من الأطباء والصيادلة والخبراء من عدة دول عربية، بالإضافة إلى خبراء دوليين في المجال. وتعرف ''اليقظة الدوائية'' بأنها أنشطة تتعلق بفحص الدواء، ومراقبة العلاج، ومنع الآثار الجانبية للأدوية، بالإضافة إلى تجنب المشاكل المرتبطة بها بعد دخولها إلى الأسواق.