إطلالة على الموت ليس من اليسير الحديث عن تجربة الإطلالة على الموت اعتمادا على العلم . تجربة كهذه تماثل تجربة الوقوع في الحب. عندما يحب الشخص يدخل في تجربة ذاتية و يستطيع أن يصف ذلك بناء على معطيات فيزيولويجة ونفسية . إذا رن جرس هاتف المحبوب مثلا فإن دقات القلب تتسارع والأنفاس تتلاحق . وقد يحدث لك انقباض في المعدة و أنت ترى من تحب من بعيد. غير أن هذه الأعراض تختلف من شخص إلى آخر. كالعودة من الموت قد يغير الحب حياتك وسلوكك . وقد يجعل منك شخصا آخر أفضل من الذي كنته من قبل . وحضور الحبيب يمنحك إحساسا بالسعادة لا يوصف. لا أحد يختلف عن مفعول الحب في المحب .. ومن لم يقع في الحب لن يفهم أبدا آثاره .ذاك يصعب عليه بداهة. ومع ذلك فالوقوع في الحب مسألة متداولة ومعروفة بخلاف غير أن التجربة الروحية تبقى أقل تداولا رغم أنها تقع لعدد لا يستهان به من الناس . إنها تجربة تلامس الصوفية حتى. تجعل هذه التجربة من الإنسان مدركا لتوحده مع الكائنات ويصبح بموجبها إيمانه قويا بكونه جزءا من هذا الكون. لا توجد كلمات تصف هذا الإحساس لقصورها عن عرضه كما يعاش .كل من جرب الحالة يعجز عن وصف إحساسه لحظتها . كالصوفية. تمنحك التجربة إيمانا بسمو المكان والزمان وتغمرك بالسعادة والاطمئنان. من دخل رحاب التصوف يعرف هذه الحالات. وقد قام باحثون بطرح أسئلة على عينة من المستجوبين تقول ؛ هل أحسست بانتمائك إلى الكون وبكونك جزءا لا يتجزأ منه ؟ هل شعرت بتأثير حضور أو قوة ما مختلفة عما تعرفه عادة ؟ وهل أحسست بأنك قريب من قوة تخرجك من ذاتك ؟ وجاءت الأجوبة بالإيجاب . العداء مثلا يعرف التجربة الصوفية في لحظات السباق الحاسمة. إذن إذا اعتمدنا على العلم للوقوف على أحاسيس من هذا النوع سنصاب بخيبة أمل .و هذا ما يجعل تجربة العودة من الموت تجربة صوفية صرفة تبحر بالإنسان إلى عوالم جديدة عليه تماما .