الرفيق عبد المجيد الدويب في ذمة الله عبد المجيد الدويب.. اسم سيظل منقوشا في صفحات تاريخنا الوطني والنضالى والثقافي والإعلامي. عبد المجيد الدويب.. رجل من القامات الكبيرة والوازنة بمساره، بعطائه السخي من التضحيات وبالجهد الذي كرسه لخدمة وطنه وشعبه. عبد المجيد الذويب، أو "السي مجيد"، كما كان يناديه فقيدنا علي يعته، توفي، أول أمس السبت 13 شتنبر 2014، ووري جثمانه الثرى زوال أمس الأحد بمقبرة الشهداء بالدارالبيضاء، راحلا إلى دار البقاء بشموخ وعزة، وبصفحة نقية ناصعة البياض، مثله مثل سابقيه من الشهداء والمناضلين المخلصين الذين أعطوا كل شيء دون أن يطمعوا في أي شيء. في كل الأوساط السياسية والاجتماعية والنقابية، كان خبر وفاة الرفيق الدويب يعني استحضار الوجه البارز في الحركة الوطنية والتقدمية المغربية، من الحزب الشيوعي المغربي إلى حزب التحرر والاشتراكية وإلى حزب التقدم والاشتراكية.. واستحضار الوجه البارز واللامع في صفوف الحركة النقابية والنضالات الاجتماعية والسياسية للطبقة العاملة المغربية.. والحضور المتواصل للرجل في المحافل الدولية لحركة التضامن الأممي والدفاع عن القضايا العادلة للشعوب في مواجهة عدوانية الإمبريالية ومخاطر وهمجية الفاشية الجديدة. في تاريخه المعاصر، شهد المغرب أحداثا وتقلبات سياسية واجتماعية كبيرة وعميقة، وفي قلب مجمل هذه الأحداث والتطورات كان لعبد المجيد الدويب حضوره الفاعل والمتفاعل، وفي معمعان مسار هذه الأحداث تكونت وتطورت شخصية "السي مجيد"، ولاسيما في البدايات التي انطلقت من نشاطه المبكر في صفوف الحزب الشيوعي المحظور ثم حزب التحرر والاشتراكية. فبموازاة مع تجربته المهنية، كأستاذ، وكمدير لمدرسة الأطر بعين السبع، وكمفتش عام للتعليم الثانوي، كانت تجربته أيضا في العمل السياسي والنقابي غنية ومتميزة بمحطاتها المتلاحقة. وخلال كل هذه المحطات، قدم "السي مجيد"، عطاءات كبيرة وقام بأدوار دينامية كانت بارزة مع حصول حزب التقدم والاشتراكية على القانونية في غشت 1974، عشية انطلاق ما عرف بالمسلسل الديمقراطي، وتنظيم مسيرة استرجاع الأقاليم الصحراوية التي كان الدويب في مقدمة المشاركين فيها، وتم انتخابه كعضو مساعد، ثم كعضو رسمي في الديوان السياسي للحزب، حيث كان ضمن القيادة الحزبية، (من لجنة مركزية وديوان سياسي)، التي دبرت المرحلة التي كانت أمام أحداث وأسئلة سياسية شديدة التعقيد ونجحت في تدبيرها. وقبل المسلسل الديمقراطي كان لعبد المجيد الدويب "حظه" أيضا في ما عرف بسنوات الجمر، والقمع، فكان أن اعتقل خلال أحداث مارس 1965 وتعرض لشتى أنواع التعذيب في مخافر البوليس. ومرة أخرى اعتقل بسبب نشاطه السياسي، أواخر الستينات، وحكم عليه بالسجن. وبالطبع فإن الملاحقات والمضايقات والأساليب الترهيبية لم تنل من إيمان وعزيمة "السي مجيد".. بل إنه كان دائم الفاؤل باستعمال كل إمكانية لفرض حق حزبه وحقوق الجميع في حرية التنظيم والتعبير. وبهذا التفاؤل والعزم والعزيمة، استقبل بيته، بحي عين السبع، بمدينة الدارالبيضاء، أشغال المؤتمر الثالث للحزب الشيوعي المغربي في سرية، ولم تعلم به عيون الأجهزة البوليسية والمخابراتية إلا فيما بعد. كما كان بيته فضاء لاستقبال عديد من الأنشطة السياسية والفكرية والاجتماعات التنظيمية.. وعرف عن الدويب مساهمته المتميزة في تظاهرات حزبية كبيرة، من قبيل إشرافه التنفيذي على بعض المؤتمرات الوطنية للحزب التي لقيت النجاح التنظيمي والسياسي الباهر، رغم قلة الوسائل المادية. وكذا تظاهرة تخليد الذكرى العاشرة لصدور جريدة البيان (1982) بالقصر الكبير للمعرض الدولي بالدارالبيضاء، وكانت تظاهرة سياسية وإعلامية وثقافية خلفت أصداء واسعة في كل أرجاء الوطن. وعكست المشا ركات الفنية فيها (من ناس الغيوان إلى عبد الوهاب الدكالي، ومن محمد الحياني إلى محمد رويشة، ومن نعيمة سميح إلى فرقة الكدرة الصحراوية وأساطين الروايس.) عكست التعاطف والتقدير اللذين يحظى بهما الحزب وصحافته. وعلاوة على الأنشطة المكثفة والمهام التي اضطلع بها على الصعيد الوطني، كانت للرفيق الدويب بصماته القوية على مستوى تنظيمات الحزب بالدارالبيضاء، فمنذ إعادة هيكلة القيادة الحزبية في الجهة (1974)، كان دائم التواجد والحضور في المكتب الجهوي حيث كان يسهر على تنظيم وتأطير الطاقات الجديدة الوافدة على الحزب في كل فروع وأحياء المدينة والمؤسسات الإنتاجية والخدمانية، وعدد كبير من الثانويات، ومن طلبة الجامعة. ولفترة غير قصيرة، تولى "السي مجيد" مهمة الكاتب الجهوى للحزب، وإلى جانبه، تمكن الحزب بالجهة من توسيع صفوفه، وتقوية حضوره في كل القطاعات، وتحقيق نتائج انتخابية إيجابية في بعض الجماعات، والفوز بأول مقعد برلماني للحزب في دائرة بوسمارة... الذي فاز به الزعيم علي يعته، وبهذه الدينامية كان الحزب بالجهة يتقدم من تفعيل شعار: "الحزب الطلائعي الجماهيري". وعلى المستوى الفكرى والنظري، يعرف الفقيد بأنه كان أشرف على تكوين أجيال كاملة من الأطر والكفاءات، وكانت له مكانته المستحقة والمعترف بها من قبل كل المؤسسات. كما كان له إسهامه القيم في إنضاج تصورات وأطروحات الحزب في قطاعات حيوية، كقطاع التعليم، منذ مناظرة إفران، ووضع مشروع الميثاق الاجتماعي بتعاون مع مركز عزيز بلال للدراسات والأبحاث، وفي عدة قضايا وملفات ثقافية أخرى, الخ .. وفي الحقل النقابي كدَّس المناضل الدويب رصيدا كبيرا من التجربة والخبرة الميدانية داخل صفوف الاتحاد المغربي للشغل الذي كان لسنوات طوال من أطره وقادته البارزين، ولاسيما في قيادة الجامعة الوطنية للتعليم، وفي زمن كان للعمل النقابي ثقله وتأثيره الحاسم على مجرى الأحداث. وبهذه الحنكة تولى مهمة الكاتب العام للتعليم الثانوي داخل الاتحاد المغربي للشغل، وقاد مفاوضات ونضالات شاقة دفاعا عن حقوق وكرامة رجال ونساء التعليم . وبرغم تعدد مهامه ومسؤولياته الحزبية والنقابية، كان الرفيق الدويب حاضرا ومعطاء في مجال آخر هو مجال الصحافة والإعلام. فمنذ سنواتها الأولى من الصدور، كان الرفيق الراحل عضوا في هيئة التحرير لصحيفتي (البيان) بالعربية والفرنسية، وكان مشرفا لعدة سنوات على الصفحات التعليمية بالجريدتين، وفي (بيان اليوم) كان له ركن يومي ساخر بعنوان "حديث عيسى بن هشام"، كما كان حريصا على الإشراف الشخصي على إعداد العدد الخاص ليوم فاتح ماي الذي كانت توزع منه عشرات الآلاف من النسخ عن طريق البيع النضالى في تظاهرات عيد الشغل عبر ربوع البلاد. بهذه الإشارات التي ليست إلا نماذج مختصرة من مسار عبد المجيد الدويب المناضل والقائد السياسي والنقابي، والمثقف العضوي، والمعطاء الغزير في أكثر من واجهة.. يكون من الصعب القول.. وداعا، وإذا كانت سنة الحياة تفرض ذلك، فعزاؤنا أن ذكرى الرجل ستبقى حية وحاضرة بيننا، عزاؤنا أن الأهداف والمطامح الديمقراطية التي ناضل من أجلها، عبر سنوات، تتجسد اليوم على الأرض ويساهم حزب التقدم والاشتراكية إلى جانب شعبنا وقواه الحية، في ترسيخ وتعزيز البناء الاقتصادي والنهوض الاجتماعي في إطار مشروع مجتمعي حداثي وديمقراطي. شهادات إسماعيل العلوي مدرسة نضالية من الطراز الرفيع كان عبد المجيد الدويب بحق مدرسة نضالية من الطراز الرفيع. كان، كما في علمي وعلم الرفاق الذين عايشوه، متعدد الأنشطة سواء في المجال الحزبي أو النقابي أو التربوي. وقد أبلا، حقيقة، البلاء الحسن في هذه الميادين الثلاثة كلها. ظل عبد المجيد الدويب، على الدوام، وفيا لمبادئ ولقيم حزبنا، حزب التقدم والاشتراكية، في كل المراحل التي اجتازها هذا الحزب الذي اختاره وهو في عنفوان شبابه. فقد انطلقت أولى نضالات رفيقنا الراحل الذويب منذ سنة 1958، واستمر مناضلا وفيا إلى أن وافته المنية. الرفيق الدويب يعتبر فعلا مدرسة لكل من عايشه من الرفاق القدامى، وخاصة من الشباب، لأنه تعرض للتنكيل والتعذيب مرتين على الأقل في حياته النضالية، لكنه لم يغير مع ذلك قيد أنملة من اقتناعه ومن قناعاته بأهمية وقيمة المبادئ التي آمن بها وأخلص لها وقدم من أجلها الكثير من الجهد والصبر والمثابرة. كمال لحلو رجل تميز بروح المواطنة الحقة عبد المجيد الدويب مناضل زرع فينا، وأنا الذي كنت أحد تلاميذه، روح الوطنية وحب البلد وخدمته بكل الإمكانيات، كان يمتاز حقا بروح المواطنة الحقة، ونضاليته العالية. عبد المجيد، كان رجلا ومناضلا من أبناء حزب التقدم والاشتراكية، ظل مدافعا عن قيم الحزب في أحلك الظروف، حيث كان يصر على توضيح مواقف الحزب للمواطنين رغم الحظر الذي كانت تمارسه وزارة الداخلية آنذاك. واستمر الرجل في الدفاع عن الحزب وظل يوضح مواقفه المرتبطة بالدفاع عن الحق في المشاركة السياسية. المغرب يفقد اليوم أحد أكبر المناضلين والسياسيين، ولكن سيظل المواطنون يتذكرون هذه الشخصية والتي لم يرتبط اسمها فقط بالعمل السياسي ولكن حتى بالعمل النقابي. المحجوب الكواري تفان في خدمة الجماهير عبد المجيد الدويب رحمه الله، رجل عظيم، سيترك فراغا كبيرا، لأنه كان يحمل على كتفه طيلة حياته، عبء الدفاع عن الكادحين. لقد أعطى الفقيد كل ما في وسعه وسخر طاقاته لهذا الغرض النبيل، فكان فعلا مناضلا وقائدا سياسيا، أبان عن تفانيه في خدمة الجماهير، وحنكته في تأطير التنظيمات الحزبية سواء على صعيد ناحية الدارالبيضاء أو على الصعيد الوطني. ولعل أبرز حدث يجسد ذلك، إشراف ناحية الدارالبيضاء للحزب الذي كان هو المسؤول الأول عنها آنذاك، على تنظيم الذكرى العاشرة لجريدة البيان. هذه الذكرى التي احتضنها المعرض الدولي، كانت بمثابة حفل جماهيري لقي نجاحا منقطع النظير. سيبقى المرحوم عبد المجيد الدويب اسما مرتبطا بالحزب وبنضالاته، مسجلا في تاريخ حزب التقدم والاشتراكية إلى جانب الرفاق علي يعته، عبد السلام بورقية عبد الله العياشي عزيز بلال وغيرهم من المناضلين الأفذاذ. رحم الله عبد المجيد الدويب، كان شخصية بارزة، نال احترام رفاقه ورفيقاته في النضال. نبيل بنعبد الله مثال وقدوة للأجيال الحالية يعد الرفيق عبد المجيد الدويب رحمه الله من الرعيل الأول الذي ضم القادة التاريخيين أمثال علي يعته وعبد الله العياشي وعبد السلام بورقية. وكان ينتمي لجيل عزيز بلال، وهادي مسواك، وآخرين. ومن الضروري في هذه اللحظات المؤلمة أن نتذكر دوره كمناضل سياسي تقدمي، وكمؤطر كفء، ودوره أيضا كمثقف ملتزم، ودوره كمعلم ومدرس ومربي ناجح، ودوره كمناضل نقابي صلب. حرص الدويب دائما على أن يمزج، على غرار المثقفين الكبار، بين المقاربات النظرية وبين النضال في الميدان، خصوصا في الساحة العمالية والتعليمية، وبالأخص ما قدمه على مستوى مدينة الدارالبيضاء. وبجذر بنا التذكير أن الرفيق عبد المجيد الدويب هو الذي احتضن في بيته المؤتمر الوطني الثالث للحزب الشيوعي سنة 1966 في السرية، كما كان بيته قبلة لعدد من الاجتماعات الهامة لقيادة الحزب، وظل، رغم المرض الذي ألم به لسنوات طوال، حاضرا في الساحة الحزبية والنقابية ومتتبعا لكل أنشطة الحزب. لقد مات عبد المجيد وهو حامل لنفس المبادئ والأفكار التي من أجلها انخرط في الحزب الشيوعي المغربي. مات الذويب وهو يشكل مثالا وقدوة بالنسبة للأجيال الحاضرة المناضلة في صفوف حزب التقدم والاشتراكية. رحم الله الرفيق الدويب وأسكنه فسيح جنانه. الحسين بن المومن ظل طيلة حياته متشبثا بالدفاع عن المدرسة الوطنيةالحسين بن المومن كان الفقيد أنيقا ليس فقط في شخصيته، بل أيضا في أفكاره التي آمن بها حد النخاع، سواء كمناضل في صفوف حزب التقدم والاشتراكية أو في عمله النقابي الذي اتسم بالدقة والاحترافية، فكان فعلا رجل المواقف والثبات على المبادئ ذا حنكة وتجربة واسعة في العمل الحزبي والنقابي. منذ عرفناه، وهو ينادي بضرورة النهوض بالمدرسة المغربية، ويناضل ضد المس بمجانية التعليم واستقرار الوظيف، وكان رحمه الله، أول من أشار إلى مسألة "تبضيع التعليم" ووقف ضدها، وهي المسألة التي سيتبناها الجميع بصيغ وشعارات مختلفة. فالمرحوم السي عبد المجيد، كان معروفا عنه دفاعه المستميت عن قضايا الشغيلة التعليمية وعن المدرسة الوطنية... في الحقيقة، تعجز الكلمات عن الإحاطة بكل ما لهذه الشخصية الكاريزماتية ولن تفيها حقها في إبراز مناقب وخصال هذا الرجل الذي كان يحظى باحترام وإعجاب الجميع. فالسي عبد المجيد رحمه الله كان أبا روحيا للجميع وكان من خلال التجربة التي راكمها في المجال السياسي والنقابي، مدرسة حقيقة لتعليم وتلقين قواعد النضال على أساس أخلاقي، لا يحيد عن المبادئ الكونية التي تكافح ضد استغلال الإنسان للإنسان. حيث ظل طيلة حياته متشبثا بمواقفه المبدئية في الدفاع عن الكرامة الإنسانية والتقدم والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. ويبقى عزاؤنا واحد في هذا الخطب الجلل، تغمذ الله الفقيد بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته وألهم أسرته الكبيرة والصغيرة الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون. أحمد سالم لطافي منارة لكل المناضلين على الواجهات السياسية والنقابية والمجتمعية رحيل عبد المجيد الدويب خسارة كبيرة لحزب التقدم والاشتراكية وللحركة النقابية والسياسية، فهو يعد من القادة التاريخيين لحزب التقدم والاشتراكية، ومن رموز الحركة النقابية والوطنية. كرس حياته للدفاع عن القيم الإنسانية وعن قيم حزبه. كان حضوره، رحمه الله، قويا ووازانا منذ شبابه. ساهم بقوة في الحركات الاحتجاجية والمظاهرات الطلابية والتلاميذية وخاصة في الدارالبيضاء التي عرفت سند 1965 مظاهرات اجتماعية دامية يوم 23 مارس أدت إلى اعتقاله بمعية عدد من القادة الشيوعيين والمناضلين، حيث تعرض لتعذيب وحشي. كان حضور الدويب وازنا في الستينات من القرن الماضي، أي في فترة غنية بالأحداث السياسية القوية والتي ميزها عدم رضوخ الحزب الشيوعي المغربي لكل الضغوطات والمناورات وأساليب الترهيب. ويمكن القول أن سنة 1966، كانت فارقة في تاريخ هذا المناضل حيث سيلتئم المؤتمر الثالث في السرية ببيته. لم يأبه بالمخاطر. قام بالمجازفة النضالية بكل ما تتطلبه من ثبات على المبادئ. وعلى هذا المنوال سارت الحياة النضالية لعبد المجيد الدويب خلال السبعينات والثمانينات والتسعينات. ورغم آلام المرض، ظل منارة لكل المناضلين، على الواجهات السياسية والنقابية والمجتمعية. رحم الله عبد المجيد الدويب. نور الدين سليك الدويب.. عاش هرما ومات هرما يرحل عنا عبد المجيد الدويب اليوم وبرحيله نفقد المناضل والوجه التاريخي. نفقد بوفاة الدويب الرعيل الحزبي الذي ضحى خلال سنوات الجمر والرصاص من أجل نصرة قضايا الشعب والوطن. نفقد جزء من التاريخ النضالي لحزب التقدم والاشتراكية. لقد عاش الرفيق عبد المجيد الدويب هرما شامخا. ومات أيضا وهو هرم شامخ يطل على منجزات لا تحصى خدمة للبلاد وللطبقة الكادحة ولعموم المواطنات والمواطنين. ظل الراحل، رغم المحن والملاحقات والتعذيب، وفيا للروح الفلسفية لحزب العمال والشغيلة حزب التقدم والاشتراكية إلى آخر أيام حياته. لطالما اعتبرته من أساتذتي. اختلفت معه في مسألة العمل النقابي. ولكنه خلاف لم يفسد قط للود قضية. ظل الراحل وسيبقى نموذجا ووجها من الوجوه التاريخية لحزب التقدم والاشتراكية الذي من الصعب أن يمحوه الزمن من ذاكرة المناضلات والمناضلين والطبقة الكادحة المغربية.