استأنف المفاوضون الإسرائيليون والفلسطينيون أول أمس الأربعاء مفاوضاتهم الشاقة في القاهرة سعيا للتوصل إلى هدنة دائمة في اليوم الثالث والأخير من التهدئة ل72 ساعة التي دخلت حيز التنفيذ الاثنين في قطاع غزة. والتزم الطرفان بشكل صارم الثلاثاء بالتهدئة فيما حاول المفاوضون في القاهرة التوصل عبر الوسطاء المصريين إلى صيغة توفق بين مطالب الطرفين المتناقضة، حيث تطالب إسرائيل بالأمن فيما يتمسك الفلسطينيون بشرط رفع الحصار عن غزة. وهدف المفاوضات غير المباشرة منع عودة المعارك وإذا أمكن إحلال هدنة طويلة بعد انتهاء مهلة التهدئة الحالية لثلاثة أيام بعد دقيقة على منتصف ليل الخميس. ويسعى الطرفان لفرض مطالبهما بعد حرب استمرت أكثر من شهر وأوقعت أكثر من ألفي قتيل من الجانب الفلسطيني فيما قتل من الجانب الإسرائيلي 64 جنديا وثلاثة مدنيين بينهم إسرائيليان. في غزة ، يترقب الفلسطينيون ما ستسفر عنه هذه المفاوضات أول أمس الأربعاء إما للاستقرار في منازلهم أو العودة إلى مدارس الاونروا أو اللجوء ثانية إلى منازل أقاربهم في إحياء أكثر أمنا. ويقول احمد سميح «30 عام» الذي عاد لمنزله في بلدة العطاطرة شمال قطاع غزة خلال أيام التهدئة بعد أسابيع قضاها في منزل أقاربه وسط مدينة غزة خلال الحرب الإسرائيلية «أتابع الأخبار لأعرف إذا كانوا سيتفقون على تهدئة أم لا، لأعرف أن أبقى هنا في منزلي أم أعود لمنزل أقاربي». أما سهير عبد العال من بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة والتي لجأت لمدرسة تابعة للاونروا في شمال القطاع فتقول «بيتنا دمر، ونحن مشردون هنا في المدارس. أريد أن تنتهي هذه الحرب، نريد تعويضات عن منازلنا، إلى متى سنبقى هنا». وتتابع «تعبنا من هذه الحياة، إما أن ترضخ إسرائيل لمطالب المقاومة أو فلنمت جميعا أفضل من هذا الموت البطيء». ووسط الخراب المخيم، لم يعلن عن إطلاق أي صواريخ أو قذائف هاون من غزة على إسرائيل ولا عن أي ضربة إسرائيلية على القطاع منذ بدء التهدئة. ويبدو الطرفان حريصين على عدم إعاقة المفاوضات الجارية في مصر، الوسيط التقليدي في مثل هذه الحالات. وأجرى الإسرائيليون من جهة والفلسطينيون من حركات حماس والجهاد الإسلامي وفتح الثلاثاء أكثر من عشر ساعات من المفاوضات غير المباشرة في مقر أجهزة المخابرات المصرية. وتوقفت المفاوضات في المساء على ان تستأنف أول أمس الأربعاء في اليوم الثالث والأخير من التهدئة، وفق ما أعلن الوفد الفلسطيني مشيرا إلى تحقيق «تقدم». وستكون المفاوضات أول أمس الأربعاء إذا حاسمة وقد المح الفلسطينيون إلى أنهم لا ينوون تمديد التهدئة في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق. وقال عضو في الوفد الفلسطيني لوكالة فرانس برس «حصل تقدم لكنه غير كاف من اجل توقيع اتفاق. تستأنف المفاوضات دون مزيد من التفاصيل. من جهتهم، غادر المفاوضون الإسرائيليون جوا إلى إسرائيل، وفق مصادر ملاحية، لإجراء مشاورات مع الحكومة على غرار ما يحصل عند نهاية كل يوم من التفاوض. وكان عضو في الوفد الفلسطيني قال في وقت سابق إن «المفاوضات صعبة وشاقة». ووردت معلومات مجزأة ومتناقضة يصعب التثبت منها خلال النهار حول خلافات عميقة لا تزال قائمة في وجهات النظر أو إحراز تقدم. وفي الساعات الأولى من فجر أول أمس الأربعاء قال موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحماس والذي يشارك في جلسات المفاوضات في القاهرة، على حسابه على الفيسبوك «هناك صمت إعلامي عند الوفد الفلسطيني، وإسهال في الصحافة الإسرائيلية رغم غياب النتائج، سوء تقدير الموقف الصهيوني للوضع سيؤدي إلى سلبية متوقعة». كما قال عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحماس والذي يشارك أيضا في المفاوضات على حسابه على الفيسبوك «متفقون في الوفد الفلسطيني على عدم الإدلاء بتصريحات إعلامية أو الخوض بتفاصيل المفاوضات.. للمصلحة العامة». ويتصدر مطالب الفلسطينيين رفع الحصار الإسرائيلي البري والبحري المفروض على القطاع منذ العام 2006 بعدما احتجزت حركة حماس جنديا إسرائيليا. وقامت زوارق حربية إسرائيلية أول أمس الأربعاء بإطلاق النار على قوارب صيد في قبالة شاطئ مدينة رفح جنوب قطاع غزة مما يذكر بحقيقة الحصار الذي يخنق اقتصاد القطاع الصغير الذي يعش فيه نحو 1،8 مليون شخص محاصرين بين إسرائيل والبحر ومصر التي تبقي معبر رفح مغلقا إلا في حالات استثنائية. وقال الجيش الإسرائيلي أن القارب تجاوز نطاق الثلاثة أميال بحرية (5.5 كلم) التي يسمح ضمنها للفلسطينيين بالصيد. ونقلت الصحافة الإسرائيلية عن مسؤول كبير إن الدولة العبرية وافقت في القاهرة على تخفيف الحصار بشكل كبير ومنح نحو 5000 تصريح شهري للغزيين للتوجه إلى الضفة الغربية أو إسرائيل، وزيادة كبيرة في حركة البضائع عبر معبر كرم أبو سالم بالإضافة إلى قبول دخول أموال بظروف صارمة لدفع رواتب آلاف الموظفين وتوسيع نطاق الصيد البحري المسموح به.