استأنفت المقاومة الفلسطينية أمس الجمعة إطلاق الصواريخ على عدد من المدن الصهيونية مع انتهاء التهدئة التي استمرت ثلاثة أيام، في حين رد جيش الاحتلال بقصف وغارات على مناطق متفرقة من القطاع، مما أدى إلى استشهاد طفل فلسيطني وجرح آخرين في تصعيد يبدو «محسوبا» ويندرج ضمن سياسة الضغط لتحقيق مطالب كل طرف. وأعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وألوية الناصر صلاح الدين، الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية، أنهما قصفا عسقلان وكيسوفيم، وذلك مع انتهاء الهدنة المؤقتة في قطاع غزة. في المقابل شن الطيران الصهيوني غارة جوية على منطقة الشيخ عجلين جنوب مدينة غزة، كما أطلقت الزوارق الحربية قذائف على غرب بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، وقصفت المدفعية الصهيونية مناطق في حي الزيتون. وذكرت تقارير صحفية أن الغارات الإسرائيلية كانت متفرقة ولم تكن على مناطق سكنية، ولفتت إلى أنها أدت إلى إصابة أربعة فلسطينيين بجروح. يأتي ذلك في حين توعد مسؤولون صهاينة بمواصلة الحملة العسكرية على قطاع غزة بعد انهيار التهدئة، وقال عضو المجلس الأمني المصغر نفتالي بنيط إن عملية الجرف الصامد لم تنته بعد، وطالب بإعادة الوفد الإسرائيلي من القاهرة. على صعيد متصل، بدأ آلاف الفلسطينيين يغادرون بيوتهم في المناطق الشرقية من مدينة غزة صباح أمس خوفا من تجدد الضربات الإسرائيلية. وكانت إسرائيل قد أعلنت أن 13 صاروخا على الأقل أطلقت من قطاع غزة باتجاه أراضيها بعد انتهاء الهدنة، كما كان الجيش الإسرائيلي أعلن في وقت سابق أن صاروخين أطلقا صباح الجمعة قبل انتهاء الهدنة بثلاث ساعات باتجاه بلدات إسرائيلية على الحدود مع قطاع غزة وهو ما نفته حماس. من جهتها، نفت حركة حماس اتهام الجيش الإسرائيلي لها بخرق التهدئة قبل موعد انقضائها بإطلاق عدة صواريخ من قطاع غزة على جنوب إسرائيل. وقال مسؤول فلسطيني، أمس الجمعة، إن الوفد الفلسطيني المفاوض لم يتخذ حتى الساعة قرارا بشأن تمديد وقف إطلاق النار، فيما توعدت حركة المقاومة الإسلامية «حماس» باستئناف القتال ما لم توافق إسرائيل على المطالب الفلسطينية. والتقى رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية الوزير محمد فريد التهامي الوفد الفلسطيني إلى محادثات وقف النار والتهدئة في قطاع غزة برئاسة عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» عزام الأحمد للمرة الثالثة لإبلاغه الرد الإسرائيلي على المطالب الفلسطينية وأهمها وقف العدوان وفك الحصار عن غزة.ويذكر أن الوفد التقى التهامي مرتين هذا الأسبوع لطرح ورقة فلسطينية موحدة بمطالب الشعب الفلسطيني من أجل التهدئة في غزة في مقدمها وقف العدوان الإسرائيلي وفك الحصار عن قطاع غزة. وأوضحت «كتائب عز الدين القسام» الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» أن مطالب المقاومة والشعب الفلسطيني المتمثلة في وقف العدوان ورفع الحصار وبناء الميناء البحري هي حقوق أساسية لا تحتاج إلى تفاوض، وطلبت من الوفد المفاوض عدم تمديد الهدنة ما لم توافق إسرائيل مبدئيا على مطلب وقف العدوان وإنهاء الحصار وأهمها بناء الميناء البحري. وقالت في خطاب تلفزيوني مسجل ألقاه الناطق باسمها أبو عبيدة: «إننا في كتائب الشهيد عز الدين القسام خاصة، وفي فصائل المقاومة الفلسطينية عامة، قد أعطينا القيادة السياسية لفصائلنا وشعبنا المجال للمفاوضات لتحقيق شروط شعبنا التي تمثل الحد الأدنى من تطلعاته في الحياة الكريمة وألا يظل أطفالنا تحت رحمة الاحتلال وحصاره».