انتهت في الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي الفلسطيني (الخامسة بالتوقيت العالمي) الهدنة في قطاع غزة دون اتفاق على تمديدها، بسبب عدم استجابة إسرائيل للمطالب الفلسطينية، في ظل تأكيد كل طرف جاهزيته لاستئناف القتال والرد بقوة على أي إطلاق للنار، بينما أعلنت سرايا القدس الجناج العسكري لحركة الجهاد الإسلامي قصفها عسقلان بثلاثة صواريخ غراد. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فوزي برهوم صباح اليوم الجمعة قوله إن الفصائل الفلسطينية لم توافق على تمديد التهدئة مع إسرائيل في قطاع غزة والتي انتهت في الساعة الثامنة بعدما استمرت ثلاثة أيام. وأضاف المتحدث باسم حماس أن "الفصائل الفلسطينية لم توافق على تمديد التهدئة بسبب عدم استجابة الاحتلال لشروط المقاومة". حرب استنزاف هذا وكانت كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- قد طالبت الخميس الوفد الفلسطيني بالقاهرة بألا يقبل تمديد وقف إطلاق النار الذي ينتهي صباح الجمعة إلا بعد الموافقة على وقف العدوان ورفع الحصار نهائيا, وأكدت أنها مستعدة لحرب استنزاف مع إسرائيل. وقال المتحدث باسم كتائب القسام أبو عبيدة في كلمة مصورة إن على وفد الفصائل الفلسطينية الموجود في القاهرة الانسحاب في حال لم ينل موافقة على مطالب المقاومة والشعب الفلسطيني، وعلى رأسها رفع الحصار, ويشمل ذلك إنشاء ميناء تجاري بحري في غزة. وأضاف أن المقاومة قادرة على فرض شروطها في حال لم تلقَ المطالب المتعلقة بوقف العدوان ورفع الحصار استجابة في المفاوضات غير المباشرة بالقاهرة. وتأتي تصريحات الناطق باسم الجناح العسكري لحركة حماس في وقت تشير فيه تقارير إلى صعوبات كبيرة تعترض مفاوضات القاهرة في ظل الشروط الإسرائيلية, ومن بينها رهن إعادة إعمار قطاع غزة بنزع سلاح المقاومة. وكان أعضاء في الوفد الفلسطيني المفاوض -الذي يضم ممثلين لأكبر الفصائل الفلسطينية- قد نفوا الاتفاق على تمديد الهدنة السارية ل48 ساعة أو 72 ساعة. وفي المقابل, علمت الجزيرة من مصادر عسكرية إسرائيلية أن هناك استعدادا لدى الحكومة لتمديد وقف إطلاق النار ثلاثة أيام أخرى دون شروط مسبقة. حرب وقتال حتى رفع الحصار وفي البيان الذي ألقاه الخميس, قال الناطق باسم كتائب القسام إن المقاومة لن تقبل أن تنتهي المعركة دون وقف حقيقي للعدوان ورفع الحصار الذي ترزح تحت غزه منذ عام 2006. وأضاف أبو عبيدة أن التعبير الحقيقي لرفع الحصار هو إنشاء ميناء تجاري في غزة, وأن "ما عدا ذلك خداع". وتابع "جاهزون للانطلاق في المعركة من جديد، وسنضع الاحتلال أمام خيارات صعبة فإما سندخلهم في حرب استنزاف طويلة أو نستدرجهم في حرب برية واسعة" يُقتل فيها آلاف الجنود الإسرائيليين. وكان الجيش الإسرائيلي قد اعترف بمقتل 64 من جنوده منذ بدء التوغل البري في قطاع غزة في 18 يوليو/تموز الماضي, بينما تؤكد كتائب القاسم أنها قتلت بمفردها نحو مائتي عسكري إسرائيلي. وفي وقت سابق الخميس, قال مسؤول رفيع في كتائب القسام إن الكتائب ستستأنف عملياتها العسكرية ضد إسرائيل مع انتهاء الهدنة السارية في الثامنة من صباح الجمعة ما لم يتم التوصل إلى اتفاق يضمن رفع الحصار عن قطاع غزة. وأضاف المصدر أنه إذا لم تُعطَ اليوم (الخميس) موافقة على رفع الحصار بشكل نهائي، وموافقة مبدئية على تشغيل ميناء غزة، فلن يكون هناك تمديد للتهدئة. وكان القيادي في حركة حماس مشير المصري قد حذر الخميس سكان المستوطنات الإسرائيلية -خلال مظاهرة بغزة داعمة للمقاومة وللمفاوضين الفلسطينيين بالقاهرة- من العودة إلى بيوتهم في حال لم تستجب حكومتهم للمطالب الفلسطينية.