أفادت مصادر صحفية، بأن أربعة فلسطينيين استشهدوا صباح أول أمس الجمعة في قصف إسرائيلي شرقي رفح بجنوب قطاع غزة بعيد سريان الهدنة الإنسانية، مما يشكل خرقا صريحا للهدنة التي أعلنت الأممالمتحدة وواشنطن أن تل أبيب وفصائل المقاومة الفلسطينية وافقت على الالتزام بها لمدة 72 ساعة. وأفاد نفس المصدر، بأن القصف المدفعي الإسرائيلي استمر حتى بعد دخول الهدنة حيز التنفيذ بالثامنة من صباح أول أمس الجمعة، وأشار إلى سماع دوي انفجارات ناجمة عن قذائف مدفعية بالأطراف الشرقية لمدينة غزة. وأشار إلى أن هناك ثلاثة خروقات إسرائيلية على الأقل للهدنة حتى الآن. وقالت الداخلية الفلسطينية في بيان إن جيش الاحتلال قصف بالمدفعية مناطق حدودية جنوبي قطاع غزة بعد سريان الهدنة بالثامنة من صباح أول أمس الجمعة بتوقيت القدسالمحتلة. من جهتها، ذكرت مصادر فلسطينية أن الجيش الإسرائيلي قصف بعيد الثامنة من صباح اليوم مناطق شرقي رفح بجنوب قطاع غزة، وأوضحت أن القصف استهدف فلسطينيين أرادوا العودة إلى بيوتهم في تلك المنطقة. وبدأ رسميا سريان التهدئة بعد يوم شهد قصفا إسرائيليا عنيفا أسفر عن استشهاد ثمانين فلسطينيا مما رفع الحصيلة الإجمالية للعدوان إلى نحو 1460 شهيدا وثمانية آلاف جريح. وقال شاهد عيان، إن القصف المدفعي والجوي الإسرائيلي استمر بوتيرة عالية حتى اللحظات الأخيرة التي سبقت بدء الهدنة. وأضاف أن 14 فلسطينيا جلهم من عائلة «الفرا» استشهدوا بالساعات الأولى من صباح اليوم في خان يونس جنوبي القطاع. وأضاف نفس الشاهد، إلى قصف عنيف تعرضت له مناطق شرقي غزة ومنها حي الشعف قبل سريان الهدنة، وذلك بالتزامن مع اشتباكات وصفها المراسل بالضارية بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال في المحور الشمالي الشرقي لمدينة غزة. وبالتزامن مع الإعلان عن استشهاد فلسطينيين في قصف مدفعي إسرائيلي بعيد سريان الهدنة، قالت مصادر فلسطينية إن ثلاثة فلسطينيين أصيبوا برصاص قناصة إسرائيليين في حي الشعف شرقي غزة. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووزير الخارجية الأميركي جون كيري قد قالا -في بيان مشترك قرأه أمس ستيفان ديجوريك المتحدث باسم الأمين العام الأممي- إن وقف إطلاق النار سيبدأ في الثامنة صباحا بتوقيت فلسطين. وجاء في البيان أن جميع الوحدات العسكرية البرية ستبقى في مواقعها خلال تطبيق فترة التهدئة، مما يعني أن القوات الإسرائيلية لن تنسحب من مواقعها التي احتلتها في القطاع. وقال كيري وبان «نحث جميع الأطراف على ضبط النفس حتى تبدأ الهدنة الإنسانية، والالتزام التام بتعهداتهما أثناء وقف إطلاق النار». وأضافا «هذه الهدنة مهمة لمنح المدنيين الأبرياء وقفة من أعمال العنف تشتد حاجتهم إليها». وتابعا «خلال هذه الفترة سيتلقى المدنيون في غزة مساعدات إنسانية ملحة وفرصة للقيام بأمور حيوية، منها دفن القتلى والاهتمام بالمصابين وتخزين المواد الغذائية». وأوضح البيان أن الإسرائيليين والفلسطينيين سيباشرون مفاوضات في القاهرة من أجل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار. وأعلنت حركة المقاومة الإسلامية «حماس» فجر أول أمس الجمعة أن فصائل المقاومة وافقت على تهدئة إنسانية متبادلة مع إسرائيل، وذلك «استجابة لدعوة من الأممالمتحدة ومراعاة لأوضاع شعبنا». وقال المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري في بيان إن «فصائل المقاومة وافقت على تهدئة إنسانية متبادلة لمدة 72 ساعة تبدأ من الساعة الثامنة صباح أمس الجمعة». وكان مسؤول العلاقات الخارجية في حماس أسامة حمدان أكد أن المقاومة ستكون في حل من الهدنة الإنسانية في حال تم خرقها من الجانب الإسرائيلي، وقال إن هذه الهدنة طُلبت من الأممالمتحدة عبر ممثلها في القدس. ويأتي الإعلان عن التهدئة بعد أن دعا مجلس الأمن الدولي في وقت سابق أمس الخميس إلى «وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار» في قطاع غزة، مطالبا أيضا ب»هدنات إنسانية» لإغاثة السكان الفلسطينيي. وفي ساق متصل، اعترفت إسرائيل بمقتل خمسة من قواتها في هجوم بقذائف الهاون على تجمع للدبابات على تخوم قطاع غزة أمس الخميس، فيما قالت كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية»حماس» إنها أطلقت ليلة الخميس ثلاثة صواريخ بعيدة المدى على تل أبيب. كما قالت إسرائيل إن 19 من قواتها أصيبوا في معارك أمس في قطاع غزة، فيما قصفت المقاومة عدة مدن ومستوطنات إسرائيلية بالصواريخ وقذائف الهاون، مما أدى إلى إصابة ثمانية إسرائيليين بجروح متفاوتة الخطورة.