الذئاب التي تعوي في القلب، منْ فرْطِ جُوعِ الحب وحيدُ القرن الذي يتقدَّمُ الضباع والسباع والغزالات في جسدي، ويعلمني كيف أنطح العالم بقصيدة الغراب الذي ينقر بمنقاره الذهب على جمجمتي، صَدِأَتْ زواياها الفراشات في دمي كأنها كريات قزحية، ترقص على إيقاع «السامبا» النمل في الأطراف، يتدرب على دوره في الموت الأسد الشامخ في كبريائي يدفعني نحو القمة الفرس الأصيل يصهل في أعماقي، كلما جرحني لسان الصقر درَّبَني طويلا على الأعالي في رُؤاي الذبابة التي تطن في الذاكرة، وتُصِرُّ على أحْلَكِ التفاصيل القطط في المصارين تنادي بإسقاط حكومة الفقر الفئران تقظم المخطوط الوحيد، دليلي على انتمائي لكوكب الرِّيح السلحفاة التي في الأعصاب، تقضي الوقت في الذهاب والإياب في انتظار الموت العقرب الذي يتجول بين الضلوع، سوف يطلق سمه متى أراد الإله السرطان الضخم الذي ينتظر صدمة، كي يتوالد في بحر دمي القرش الشرير الذي يظهر ويختفي في العين كلما هلَّتْ خيانة ما العصافير الزرقاء في المسام تُذَكِّرُ برومانسية كانت، فأصبحت علامة بلادة الخطاطيف القَلِقَة التي في طرف الأصابع، تحرض على الهجرة إلى سماء أرقى الأفعى التي تسكن الجسد، وتحرض على الشهوة النحل يترك عسله في الفم عربون قبلة لاتتكرر الدود يندلع في الشرايين ويشوِّهُ الرغبة في العراء الثور الهائج الذي يتربع عرش الفؤاد، ويثور كلما لاحتْ بوادر وداع الحمام الذي يشبه سمفونية ماء تحت جلدي الضفدع البليد الذي يحفظ خيباتي في كل عشق الصراصير آنستني في زنزانة القلق طيلة سجني في التَّجْرِبَة الدينصور الآخير راقصني، جسدا وروحا، ذات وجع في مشفى المجانين الأشجار السامقة، نبتت على ضواحيَّ، وحمتني من «تسونامي» اللَّعَنات الببغاء يكرر عني حكايات الغياب، ويردد على قلبي أغاني « الفادو» بنفس بحَّة الرجاء الكلب دربني على الوفاء ودربته على التوغل بلا رهبة في أدغال روحي الخطيف الذي يحط كل ليلة على صدري ويسميني صيادة أعالي الغابة الصفصافة تينع في خاطري وتحذرني من صداقة الخريف زهرة الدفلى مُرَّةً على وادي عمري القرد الذي يرقص فوق كتفي، ويهمس في أذني بشغب لذيذ الحمل الوديع يسحبني من يدي إلى هدأة خضراء في مستهل القلق اللبوءة التي تتفرج عليَّ من فوق ربوة أحلامي، وتضحك عاليا من فرط بلاهتي الثعلب الماكر يقفز من فكرة إلى فكرة في شساعة خيالي ضاج هذ المخلوق الذي أكونه بكل هذه المخلوقات غابة بأسرها تسكنُنِي غابة بقَهْرِها أسْكُنُها غابة بكامل هديرها وزئيرها وعوائها وثغائها وهشيمها ورُعُودِها تأويني وآويها في جسدي ولا أخاف إلاَّ منْ هُدْهُدٍ هناك عَيْنُهُ علَى قلبي هو الوحيد العارف بأنِّي حيوان ناطق بِسِرِّ الغابة.