الشأن الرياضي وخطر التسييس... أثار حضور مصطفي الباكوري بعد زوال أول أمس السبت للمباراة التكريمية للاعب السابق لشباب المحمدية عبد الرحيم زوهو، العديد من التساؤلات حول أهدافها وتوقيتها والظرفية التي جاءت فيها. شارك في هذا المباراة التي شهدها ملعب البشير بالمحمدية، لاعبون دوليون سابقون وفنانون وصحفيون، وحضرها جمهور رياضي جاء لمساندة لاعب يعاني من وضعية اجتماعية صعبة لا تخفى على أحد، وجاءت بمبادرة من المدرب الوطني والحارس الدولي والفاعل الجمعوي الطاهر رعد، باعتباره عضوا نشيطا داخل جمعية قدماء لاعبي شباب المحمدية. من حيث المبدأ، فللباكوري الحق في الحضور في أية مناسبة يريدها باعتباره واحدا من أبناء المدينة، إلا أن المثير في مبادرة الحضور هذه، تكمن في كونها خطوة جديدة، لهذا الإطار الوطني الذي كان يحسب من قبل على التقنوقراط، كما يكمن عنصر الغرابة من عدم التفاتته من قبل لا لوضعية زوهو أو لغيره من نجوم مدينة الزهور الذين يعيشون وضعية مزرية، كما لم يتدخل لإنقاذ شباب المحمدية من مخالب النزول لقسم المظاليم، وهو الذي عاش لسنوات خصاصا ماديا فضيعا، كما لم يساهم بفعل نفوذه في إصلاح ملعب البشير المعلمة التي كان يضرب بها المثل من حيث جودة عشبه ومرافقه المختلفة. حضور الباكوري، صاحب القبعة السياسية المعروفة، أثار تساؤلات من طرف الكثير ممن حضروا حفل التكريم، خصوصا وأنها تأتي ضمن تحركات ودينامية ملحوظة لأطر حزبه داخل المجال الرياضي، وعلى بعد شهور من موسم انتخابي على الأبواب. فالكل يعرف الدور الذي لعبه إلياس العماري العضو البارز في «البام» في تكوين المكتب الجامعي الجديد لجامعة كرة القدم، وفي تثبيت أفراد من فريق الحسيمة أو فرق أخرى ضمن تشكيلة فوزي لقجع، والكل تابع الصراع السياسي بين نفس الحزب وحزب العدالة والتنمية في ملف النادي القنيطري ورجاء بني ملال، ونفس الصراع عرفه فريق الوداد، انتهى بانتصار الأصالة والمعاصرة على حزب التجمع الوطني للأحرار في قيادة واحد من أعرق الأندية على الصعيد الوطني. وكما للباكوري الحق في حضور مباريات كرة القدم سواء الرسمية أو غير الرسمية، فإن لسعيد الناصري الرئيس الجديد للوداد الحق في ترأس النادي الذي ينتمي إليه، لكن الاختلاف هنا يكمن في احتلال أعضاء ينتمون لحزب «التراكتور» أغلب المناصب داخل المكتب. الذي لا نقاش فيه هو أن تدخل الفاعلين السياسيين في الشأن الرياضي لا يمكن إلا أن يأتي بأفكار ومبادرات تفيد المجال، وتمنحه بعدا إضافيا يتكامل مع دور أصحاب الاختصاص، إلا أنه من غير المقبول أن يتحول المجال إلى حلبة للصراعات السياسية والمذهبية والأيدلوجية، فهذه مسألة محرمة دوليا، لكونها تجر على التنظيمات الرياضية خلافات وانقسامات، والأمثلة كثيرة ومتعددة ... هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته