استمعت مصالح الأمن بمدينة المحمدية، يوم الثلاثاء، إلى مصطفى الزياتي رئيس شباب المحمدية لكرة القدم، وأسامة النصيري نائب الرئيس، بالإضافة إلى محمد النصيري المدير الإداري للمجموعة الوطنية لكرة القدم النخبة الذي من المرتقب أن تكون المصالح الأمنية قد استمعت إلى أقواله يوم الأربعاء. الإجراء إياه، جاء بعد أن تقدم محمد المتوكل الرئيس السابق لفريق الشباب، والرئيس الحالي لمجلس عمالة المحمدية وغرفة التجارة والصناعة والخدمات، بشكاية لوكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بالمحمدية، يتهم فيها الزياتي أسامة النصيري ووالده محمد النصيري، بالكذب والسب والقذف. الحدث شكل محور أحاديث ونقاشات الرأي العام المحلي بالمحمدية، وانتقلت أصداؤه إلى صفحات الجرائد الوطنية، على اعتبار موقع أطراف القضية في الساحة المحلية وفي المشهد الكروي الوطني، خصوصا أن المشتكي محمد المتوكل، يعتبره متتبعو ومحبو الفريق الفضالي، من أبرز رؤساء الفريق الذين تعاقبوا على تسييره، كما يعتبره الجميع جزءا هاما من تاريخ الفريق. هذا الأخير للتذكير، عاش أزهى فتراته، عبر تاريخه، تحت رئاسة محمد المتوكل الذي قاده للتوقيع على محطات تألق كثيرة، أبرزها إحراز لقب البطولة الوطنية في موسم 1980، وتأهيله للنهاية التاريخية لكأس العرش سنة 1979 أمام الوداد البيضاوي، وغيرها من المحطات البارزة التي تحفظها سجلات تاريخ فريق الشباب. بعد كل تلك المحطات الرائعة وهو يقود فيها فريق الشباب، ابتعد محمد المتوكل عن الساحة الرياضية، مخصصا وقته للعمل الجمعوي والسياسي، توج ذلك بحصوله على رئاسة مجلس عمالة المحمدية وغرفة التجارة والصناعة والخدمات، وعضوية المجلس البلدي كمستشار نشيط في الفريق الاتحادي. عن تفاصيل الشكاية التي وضعها ضد مصطفى الزياتي أسامة النصيري ومحمد النصيري، يقدم محمد المتوكل التوضيحات التالية: « لم أكن، بكل صدق، لأعير الأمر أدنى اهتمام.. اعتبرت في البداية كل تصريحات الزياتي رئيس فريق الشباب، في مختلف وسائل الإعلام ، مجرد ردود فعل متسرعة، خصوصا اتهاماته بوجود مؤامرة من طرف رئيس سابق للفريق ومنتخب حالي يوجد في مركز القرار، ويعني به شخصي.. لم أهتم بالأمر لأن تفكيري يرتفع عن الدخول في مثل تلك النقاشات غير المجدية، ولأن انشغالاتي واهتمامي بشؤون المدينة فوق هذا المستوى بكثير، ويكفي أنني أخصص كامل وقتي لخدمة مدينتي من خلال مسؤولياتي على رأس مجلس العمالة، وعلى رأس غرفة التجارة والصناعة والخدمات،وفي المجلس البلدي كذلك. ويكفي كذلك ونحن نفتخر بذلك كثيرا، أن الغرفة التي أتشرف برئاستها قد نجحت، مؤخرا، بتعاون مهم من أعضاء الفريق الاشتراكي وحلفائه بالمجلس البلدي، ووزارة الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة، وعمالة المحمدية، في تعزيز النسيج الصناعي بخلق قطب إلكتروني يتمثل في خلق استثمار صناعي مهم جدا بغلاف مالي قيمته 50 مليار سنتيم، وسيتيح 1500 منصب شغل لأبناء مدينة المحمدية.. نحن نشتغل على مثل هذا المستوى، وهذا نموذج من انشغالاتنا، لكن أن يتطور الموقف العدائي لبعض الجهات إلى توجيه كل الإهانات والتحقير لذاتي وشخصي، وأمام الملأ وعبر لافتات في ملعب يشهد على تعلقي وتضحياتي بالفريق، وكل ذلك بدافع انتخابوي تحركه جهات معروفة في المدينة تخاف على مواقعها، وتعرقل كل محاولات إصلاح وتنمية المدينة التي نغار عليها ونعتز بانتمائنا لها.. لأجل ذلك، قررت رفع شكاية في الموضوع للعدالة، لأني أعتبر ما لحقني مسا بكرامتي وكرامة أبنائي وأحفادي. نحمل غيرة حقيقية تجاه فريق الشباب، وأزمته الحالية هي بكل تأكيد، أزمة مرتبطة بأزمة الواقع الرياضي المحلي بشكل عام، والعلاج، كما عبرت عن ذلك مرارا، يكمن في إعادة النظر في العملية الرياضية ككل، وبوضع سياسة رياضية عامة تروم الارتقاء بهذا الواقع إلى مستوى طموح كل الغيورين الحقيقيين بالمحمدية، وبطبيعة الحال، نضع شباب المحمدية ضمن هذا الإطار الشمولي الواضح. في مقابل ذلك، اعتبر «مسؤولو» فريق الشباب هذا الموقف عنوانا لشكل من أشكال العداء، فهل يعقل أن أقف ضد مصالح فريق هو جزء من كياني ومن مدينتي؟ وهل يعقل أن أمنع عامل العمالة وكل فعاليات المدينة الاقتصادية عن دعم الفريق؟ وهل يستوعب «مسؤولو» فريق الشباب أنهم بسلوكهم ذلك يخلقون عداء مجانيا مع كل الفعاليات الاقتصادية بالمدينة المنضوية في غرفة الصناعة والتجارة والخدمات التي أترأس مكتبها؟ ولكي أوضح، عندما ابتعدت عن مجال التسيير الرياضي منذ فترة طويلة، فقد كان ذلك بمحض إرادتي واختياري.. أضف إلى ذلك، أعتبر أن الأمر لا يعدو كونه مهندسا له للنيل من سمعتي وسمعة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي أعتز بالانتماء إليه في هذا الظرف بالذات الذي يسبق الاستحقاقات الانتخابية القادمة. بخصوص موضوع الشكاية، فكما عاين المتتبعون، وخلال المقابلة التي جمعت بين شباب المحمدية والوداد البيضاوي برسم البطولة الوطنية، وهو اللقاء الذي عرف متابعة كبيرة بالملعب وعبر شاشة التلفزة، فقد قام المنظمون من مكتب فريق الشباب، بتعليق لافتة حملها لاعبو الفريق، تحمل كل عبارات السب والقذف والإهانة في حقي، وجرى ذلك أمام أنظار الجميع بمن فيهم المدير الإداري للمجموعة الوطنية لكرة القدم النخبة، ومندوب المقابلة وطاقم التحكيم.. وللأسف، تكرر الأمر في مقابلات أخرى، مما يوضح أن سوء النية كان حاضرا مع سبق الإصرار والترصد لدى أولئك الذين أهانوني في كرامتي بالكذب والسب والقذف، حدث ذلك أيضا خلال مباراة الفريق أمام أولمبيك خريبكة بمدينة خريبكة، حيث رفعت نفس اللافتات المهينة لكرامتي، وخلال المباراة أمام الكوكب المراكشي بالمحمدية حيث كانت هناك محاولة لرفع نفس اللافتات، لكن رجال الأمن تدخلوا لمنع ذلك وأخذوا أقوال الأشخاص الذين كانوا وراء المحاولة، وقد تدخل أسامة النصيري نائب رئيس الفريق مدافعا عن الأشخاص المذكورين أمام رجال الأمن! الأمر كان مخططا له، وللأسف صدر عن جمعية رياضية من المفروض أن تخضع للقانون المنظم: فنادي شباب المحمدية يعتبر جمعية رياضية تخضع لمقتضيات ظهير ويتعين الرجوع إلى قانونها الأساسي الذي يحدد الأهداف التي أحدثت الجمعية من أجلها: الملعب الذي كان مسرحاً لرفع اللافتة هو ملك بلدي عام، موضوع رهن إشارة جمعية نادي شباب المحمدية لأغراض رياضية وليس لتحويله إلى حلبة للصراع مع أطراف أخرى برفع لافتات لأجله، تعبر عن موقف الجمعية ضد الغير في مواضيع لا علاقة لها بالمجال الرياضي. استغلال مقابلة في كرة القدم برسم الدورة من دورات بطولة القسم الوطني الأول لرفع لافتة بداخل رقعة الملعب، يطرح مسؤولية السلطات المحلية والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، باعتبارها جهة وصية على قطاع الرياضة والأنشطة الرياضية الرسمية، بما في ذلك البطولة الوطنية. كيف يعاقب لاعب أخل بالتزاماته وبالقوانين المنظمة للعبة، ولا يعاقب مسير ارتكب خطأ في الملعب بقيامه بعمل بعيد كل البعد عن المجال الرياضي في رقعة الملعب وفي مقابلة رسمية. حولت الجمعية ملعب البشير من ملعب التنافس الرياضي للتربية والأخلاق الرياضية العالية الشريفة إلى ساحة لرفع اللافتات التي تحمل كلاما ساقطا، يمس أشخاصا في شرفهم وأعراضهم التي تتنافى مع أخلاقيات ومبادىء العمل الجمعوي، خاصة عمل الجمعيات المهتمة بالمجال الرياضي. كل تلك اللافتات، وكل التصريحات الصحافية التي أدلى بها «مسؤولو» فريق الشباب، لها معنى واحد لاغير وهو محاولة الهروب من مسؤولية الفشل الذي ميز تدبير شؤون الفريق في الموسمين الأخيرين.. إنه هروب من تحمل مسؤولية الفشل! للأسف، في الأندية الأخرى يكرم الرؤساء السابقون.. وفي المحمدية يهانون ويُحتقرون»!