غيبوبة يقول الدكتور بيتر فينويك إن المريض المدعو بيتر تومسون حكى له أنه كان على طاولة الجراحة. العملية كانت تتعلق بزرع صمام في القلب. كان الألم فظيعا في الذراع التي كانت تنتظر حقنة التخدير. رأى بأم عينيه الجراح يتصبب عرقا ثم أحس به يدخل في غيبوبة تدريجية في لحظة كان فريق الأطباء حوله يشتغل عليه وقد بدا عليهم الارتباك. ثم لا شيء. اختفى الألم. اختفى الأطباء. اختفت أجهزتهم.. ورآه ينظر إلى جسد مسجى. أين كان هو آنذاك؟ كان فوق الجميع ينظر من عل إلى مجريات العملية. لم يكن يحلم. أدرك أن الجسد جسده لا غيره. لم يرتبك بينما كان الأطباء يعيشون حالة حيرة بم يدرك كنهها. احتار في الأمر هل هو اثنان؟ ذاك الممدد أسفل وذاك الذي يطفو أعلى. لاحظ أنه يطفو داخل نفق. النفق مظلم وظلامه على غير المعتاد لا يخيف بل يبعث على الطمأنينة. في أقصى النفق نور. أحس بقوة تدفعه نحو ذاك النور. انزلق دونما رهبة. كانت طمأنينة اللحظة لا تقاس. لم يسبق له أن عاش مثلها في أجمل لحظات ابتهاجه. وكلما تقدم نحو الضوء كان هذا الأخير يزداد توهجا دون أن يشعر بصره بأي إحراج. في آخر النفق شخص ينتظره. لم يتبين ملامحه. وفي لحظة أحس بقوة تجذبه إلى الخلف. لم يكن يرغب في العودة إلى الوراء غير أن القوة زجت به داخل الجسد الذي كان يشاهده قبل لحظة. وعاد الألم من جديد. في اليوم الموالي همس له الطبيب أن الفريق الطبي كان قد يئس من عودته إلى الحياة.. وقرروا معاودة الكرة من جديد. وبابتسامة أمل أكد له أن العملية هذه المرة سيحالفها النجاح.. ابتسم المريض وتمنى لو عاش اللحظة السابقة إلى الأبد.