أعتبر نفسي مهمشا من طرف لجان الدعم المغربية المخرج السينمائي عزيز السالمي عبر حلقات خاصة ببيان اليوم، نخبة من الفاعلين في الحقل السينمائي ببلادنا، يتناولون هذا القطاع الفني من مختلف جوانبه، يمارسون النقد البناء، سواء من منطلق تخصصهم في مجال النقد السينمائي تحديدا، أو من خلال ما راكموه من تجربة وخبرة في مجال التمثيل والإخراج في هذه الحلقات حديث عن السينما وعن مهرجاناتها وتقييم لإنتاجها ووقوف عند القانون التنطيمي للمهنة إلى غير ذلك من الجوانب المرتبطة بهذا القطاع الفني 4 موضوع القانون التنظيمي للقطاع السينمائي يظل موضوعا شائكا، لأنه يثير العديد من القضايا التي تحتاج إلى نقاش مستفيض. إذا كان صحيحا أن القانون الجديد سيفرض الرقابة على السينمائيين، فإنه من الأفضل إلغاء السينما بالمرة. الرقابة في نظري تصور خاطئ، لأنه حاليا صار من الصعب جدا فرض الرقابة، على اعتبار أن الوسائط التكنولوجية الحديثة توفر فرص انتشار المنتوج على نطاق واسع، الشيء الغريب أنه فقط الدول المتخلفة هي التي لا تزال تحمل أفكارا من قبيل الرقابة وما إلى ذلك. العالم كله تغير منذ أن ظهر الأنترنت والرقمي. الآن يمكن إخراج الفيلم في أمريكا وعرضه في جميع القاعات السينمائية بواسطة التكنولوجية الرقمية، ولم يعد الموزع يحمل عناء نقل «البوبين» أو المكبة، والخوف من أن يتم قطعها، كما يتم عرض الفيلم عبر الأنترنت. ويتم حاليا ظهور العديد من القنوات التلفزية التي تنشأ في شبكة الأنترنت، وهي واسعة الانتشار، ولن يظل المنتج يحتار بحثا عن القنوات التقليدية لعرض فيلمه السينمائي، بل سيتحداها. إذن، علينا أن نعي جيدا أن الرقابة لن يكون لها مجال لتفرض ذاتها، أحببنا أم كرهنا، لن يكون هناك مجال للرقابة. إذا كانت هناك رقابة، ستظل مقتصرة على الذات. إذا لم يعجبني الفيلم، فلن أشاهده، أما إذا أعجبني سأذهب لمشاهدته، هكذا بكل بساطة. لماذا الدول الأوروبية لا يطرح لديها مثل هذا «التخربيق» الذي يسمى الرقابة؟ نحن دائما نعقد الأمور. المغرب ليس دولة محافظة، وكل من يعتقد غير ذلك فهو كاذب. نحن لسنا محافظين. الشارع يدل على ذلك، الحانات منتشرة في معظم الأماكن، ما يجري داخل الفنادق يدل كذلك على أننا لسنا محافظين. الحديث عن الرقابة، مجرد خطاب سياسي، للتذكير بأننا دولة مسلمة محافظة. حاليا أستعد لتصوير فيلم سينمائي طويل معاناة المغاربة المحتجزين بتندوف، غير أن آخر فيلم أخرجته هو «حجاب الحب» وذلك قبل حوالي أربع عشرة سنة، ربما أن هذا الفارق الزمني الشاسع يرجع إلى كون مشاريعي السينمائية لم تعد تقنع لجان الدعم، لا أقول إن ذلك أصابني بإحباط، بالرغم من أنني قدمت مجموعة من المشاريع وتم رفض دعمها، ولهذا أعتبر نفسي مهمشا من طرف لجان الدعم المغربية. - معطف أبي بالإضافة إلى «حجاب الحب»، لعزيز السالمي فيلم تلفزيوني بعنوان «معطف أبي» من بطولة: عبد القادر لطفي، يونس الجندي، مالك أخميس، السعدية لديب وسعاد صابر. ويحكي الفيلم قصة اجتماعية درامية حول عائلة من الطبقة المتوسطة، تعاني من بخل رب البيت الذي لا يفارقه معطفه القديم، مما أدخل الشك لزوجته وأبنائه الثلاثة حول سر هذا المعطف الذي سيتضح في نهاية الفيلم. - دموع الرمال من أحدث الأعمال التي يشتغل عليها السالمي، الفيلم السينمائي الطويل «دموع الرمال» الذي يتطرق لمعاناة المغاربة المحتجزين بمخيمات تندوف، وتم الاعتماد بصفة أساسية على ما يرويه العائدون من هذه المخيمات، وبالأخص مذكرات السجين عبد الله لماني، مع الإشارة إلى أن هذا العمل لن يكون وثائقيا تماما، بل سيعرف توظيف بعض الجوانب التخييلية التي يتطلبها الإبداع السينمائي.