اللغة في الفيلم مجرد وسيلة وليست غاية المخرج السينمائي عزيز السالمي عبر حلقات خاصة ببيان اليوم، نخبة من الفاعلين في الحقل السينمائي ببلادنا، يتناولون هذا القطاع الفني من مختلف جوانبه، يمارسون النقد البناء، سواء من منطلق تخصصهم في مجال النقد السينمائي تحديدا، أو من خلال ما راكموه من تجربة وخبرة في مجال التمثيل والإخراج في هذه الحلقات حديث عن السينما وعن مهرجاناتها وتقييم لإنتاجها ووقوف عند القانون التنطيمي للمهنة إلى غير ذلك من الجوانب المرتبطة بهذا القطاع الفني 2 عندما يتم المزج بين العربية والفرنسية في الفيلم المغربي، فهذا يدخل ضمن واقعنا المغربي، فنحن حينما نتحدث في حياتنا اليومية عادة ما نوظف هاتين اللغتين، هذا طابعنا المغربي، لكن الشيء الذي يبدو غير مستساغ، هو حين يتم عرض فيلم ناطق بكامله بالفرنسية، علما بأنه ليس من الضروري توظيف هاته اللغة، من هنا يحق للمشاهد أن يتساءل: ما السبب الذي يجعل الأب يتحدث مع ابنه داخل البيت بالفرنسية وليس بالعربية، أما أن يتم الخلط بين هاتين اللغتين، فهذا أمر معتاد، مثلا عندما نقصد الطبيب، غالبا ما نجده يوظف جملا وعبارات بالفرنسية، لأن تكوينه في الأصل فرنسي. لكن اللغة ليست هي التي ستجعل الفيلم المغربي ناجحا أو غير ناجح، اللغة ليست سوى وسيلة لإيصال مضمون القصة، يمكن تلقي الفيلم بصرف النظر عن لغته السينمائية، والوقوف بعد ذلك حول ما إذا كان فيلما جيدا ومتقنا أو أنه لا يعدو أن يكون مجرد صباغة. - السينمائي والتلفزيوني ليس الموضوع في حد ذاته هو الذي يجعل الفيلم تلفزيونيا أو سينمائيا، ما يخلق الإشكال هو تناول القصة، هل هو تناول تلفزيوني أو سينمائي، يمكن أخذ نفس الموضوع والسيناريو الذي طرح في التلفزيون، ونقله إلى السينما، ويظهر في النهاية أن الأمر يتعلق بشيء آخر، ولكن على المخرج أن تكون لديه طريقة معالجة مختلفة، ليكون الفيلم سينمائيا، قد يتم توظيف حبكة بسيطة جدا، فيتم جعل المشاهد متفاعلا، والقيام باجتهاد لكي يفهم ما يعرض أمامه، لكن على مستوى التلفزة يتم تقديم العمل مهضوما للمشاهد، إحساسا من صاحب العمل بتوفر شروط خاصة لمتابعته داخل البيت، حيث يمكن للمشاهد أن يغادر مكانه للرد على مكالمة هاتفية، أو الذهاب إلى المطبخ والعودة منه، وبالتالي رغم أنه قد تضيع دقيقة من مشاهدة الفيلم، فإن ذلك لا يؤثر سلبيا على فهم القصة، لماذا؟ لأن القصة تم تبسيطها بشكل كبير، حيث تصبح في متناول مختلف فئات المتفرجين. أما على المستوى السينمائي، فيكون على المشاهد أن يبذل مجهودا لاستيعاب الفيلم. - لننقذ قاعاتنا السينمائية أكبر مشكل تعاني منه السينما المغربية هو تقلص عدد قاعات العرض، في كل سنة يتم الحديث عن أنه سيتم خلق قاعات جديدة، ولكن مع الأسف هذا لا نراه على أرض الواقع. ربما أن السبب في ذلك راجع إلى انعدام الإمكانيات، أو ربما أن المستثمرين لا يؤمنون بأن الاستثمار في بناء القاعات السينمائية يمكن أن يكون مربحا كذلك، بالنظر لعدة أسباب، من بينها أن المشاهد المغربي اعتاد على القرصنة وعلى البقاء في البيت عوض تجشم عناء التنقل إلى قاعة سينمائية. هذا النوع من الفضاءات لا ينحصر فقط في الجانب السينمائي، بل يدخل ضمن تطور ثقافي يدور كله حول المغربي في حد ذاته.ينبع