تعرضت للتهديد بالقتل بسبب «حجاب الحب» المخرج السينمائي عزيز السالمي عبر حلقات خاصة ببيان اليوم، نخبة من الفاعلين في الحقل السينمائي ببلادنا، يتناولون هذا القطاع الفني من مختلف جوانبه، يمارسون النقد البناء، سواء من منطلق تخصصهم في مجال النقد السينمائي تحديدا، أو من خلال ما راكموه من تجربة وخبرة في مجال التمثيل والإخراج في هذه الحلقات حديث عن السينما وعن مهرجاناتها وتقييم لإنتاجها ووقوف عند القانون التنطيمي للمهنة إلى غير ذلك من الجوانب المرتبطة بهذا القطاع الفني 3 المغاربة لم يعودوا يرغبون في الذهاب إلى القاعات السينمائية، على قلتها، لعدة أسباب، منها أنه لا وقت لديهم لهذا الغرض، أو لأنهم يفضلون اقتناء أقراص دي في دي ويتفرجون عليها في بيوتهم، في أي وقت يشاؤون، فهم غير مقيدين بالتوقيت الذي تفرضه البرمجة السينمائية. صرنا نعيش على كون السينما لم تعد خرجة لأجل المتعة، وهو ما ترتب عنه قلة الجمهور وبالتالي من الطبيعي جدا أن تغلق العديد من القاعات أبوابها. كان موضوع أطروحة الدكتوراة التي ناقشتها منذ مدة، قد انصب حول الجمهور، جمهور المسرح تحديدا، وهو يختلف عن جمهور السينما، حيث قدمت صورة تقريبية للجمهور في أواسط التسعينات من القرن الماضي، علما بأن طبائع الجمهور تختلف من مرحلة زمنية إلى أخرى، الآن نحن في سنة 2014، أي مرت عشرون سنة، لا أعرف إن كانت نفس مشاكل ذلك الوقت قائمة. جمهور السينما حاليا صار يبحث عن الفيلم الذي يشكل حدثا، إذا انتفى هذا العنصر، فهو لا يريد أن يجشم نفسه عناء الذهاب إلى قاعة سينمائية، الحدث يمكن أن يتمثل في أفلام الفرجة، بمعنى أنه يرغب إما في الضحك، وإما أن تثار ضجة حول فيلم ما، ويخلق لديه فضول لمشاهدة هذا الفيلم. أما الأفلام التي لا تخلق ضجة ولا أي شيء من هذا القبيل، لا تحظى بإقبال كبير عليها. مثلا، فيلمي الطويل «حجاب الحب»، أثيرت حوله ضجة، وذهب الناس لمشاهدته، كذلك فيلم كازانيغرا لنور الدين الخماري، خلق هو الآخر ضجة، وتم الإقبال على مشاهدته. هذا الأمر وعيت به بعد تجربة، لم أكن أنوي أن يحدث فيلم حجاب الحب تلك الضجة، لأنه بالنسبة إلي، أخرجت فيلما، وأنا في تصوري أن يثير نقاشا حوله، باعتبار أن الفيلم يدور حول موضوع حساس، وأردت خلق النقاش بشأنه، هذا كان عندي مقترحا منذ البداية، ولكن لم أكن أتصور أن يخلق ضجة، إلى حد أن هناك من هددني بالقتل، وهناك من اقترح عرض القضية على البرلمان، كل ذلك لم أكن أنتظره تماما، ولكن هذا لا يعني أنني أفكر في تكرار التجربة. (فيلم حجاب الحب، من بطولة يونس ميكري وهدى صدقي، يتطرق لموضوع امرأة محتجبة وعلاقتها غير الشرعية بأحد الرجال. يقول عنه الناقد السينمائي المغربي محمد شويكة: قارب المخرج تيمة الحب التي تطرق من داخلها إلى علاقة حب بين الطبيبة الشابة الباتول، البالغة من العمر ثمانية وعشرين عاما، والتي ترعرعت في وسط بورجوازي محافظ لا يسمح للمرأة بالتعرف على أي رجل قبل الزواج، إلا أن لقاءها بحمزة جعلها تتجاوز كل المبادئ التي كانت ترسم طريقها، ودخلت علاقتهما الغرامية في نفق التحدي المرتبط بالحمل خارج دوائر الاعتراف الديني والاجتماعي.ساهم هذا الوضع في جدل قديم/جديد حول ما يجوز وما لا يجوز بين السينما والدين في ضوء القرآن والسنة، وهنا لابد من التنبيه إلى أن الفيلم مادة فنية دنيوية لا يمكن مُحَاكَمَته دينيا، ويتم منعه وفقا لمرجعية لاهوتية خالصة، فليس في مصلحة رجال الدين في المغرب ولا في البلدان الإسلامية الأخرى أن يضعوا أنفسهم وجها لوجه أمام الفنانين).يتبع