من الآلام في الظهر وتراخي العضلات إلى أمراض القلب والسكري وحتى الوفيات المبكرة.. كثيرة هي المخاطر المحدقة بالموظف القليل الحركة، بحسب مجموعة من الدراسات صدرت خلال الفترة الأخيرة. وأكد الطبيب روب دانوف العضو في جمعية أطباء العظام الأميركيين (إيه أو إيه) لوكالة فرانس برس «أننا بالجلوس (لساعات طويلة) نمهد طريق الوفاة». وشرح روب دانوف «أصبحنا مجتمعاً مترهلاً.. فنحن نبقى جالسين أغلب الأوقات في المكتب وعندما نعود إلى المنزل نجلس على الأريكة أمام التلفاز.. وهذا النمط فتاك». وكلما ازدادت ساعات الجلوس، تضررت الدورة الدموية، ما يؤدي إلى ارتفاع الخطر. ولا تحل ممارسة التمارين الرياضية في النوادي المشكلة، بحسب روب دانوف. وكشفت دراسة عن ازدياد خطر الوفاة المبكرة بنسبة 15% عند من يجلسون 8 ساعات في اليوم الواحد، وبنسبة 40% لهؤلاء الذين يجلسون لساعات أطول (11 ساعة)، بالمقارنة مع هؤلاء الذين يجلسون لأقل من 4 ساعات. وصدر العام الماضي توجيه عن الجمعية الطبية الأميركية (إيه إم إيه) يدعو «أرباب العمل والموظفين إلى إيجاد بدائل عن الجلوس دوماً في العمل مثل المكاتب المرتفعة والمقاعد النافخة». ويبدو أن هذه المطالب باتت تلقى أصداء. وهناك عدة حلول لهذه المشكلة، من بينها الوقوف لمدة دقيقة كل نصف ساعة، والمشي في الرواق، والصعود على السلالم بدلاً من المصعد، وقصد الزميل مشياً بدلاً من توجيه رسالة إلكترونية له، ووضع الطابعة بعيداً عن المكتب، والمشي أثناء التكلم على الهاتف. وفي موضوع ذي صلة، تؤكد الجمعية الألمانية للسلامة والطب المهني أن الجلوس الديناميكي يقي موظفي العمل المكتبي من آلام الظهر؛ حيث يحول تغيير وضعية الجلوس بصورة منتظمة دون التحميل على ناحية واحدة فقط من الجسم أثناء الجلوس، ما يُخفف بالطبع من الحمل الواقع على العمود الفقري. وأوضحت الجمعية أنه يُمكن تحقيق الجلوس الديناميكي من خلال ممارسة بعض التمارين البسيطة كأن يتم مثلاً نقل ثقل الوزن من إحدى ناحيتي الجسم إلى الأخرى وكذلك من خلال تحريك منطقة الحوض بشكل تبادلي إلى الأمام والخلف. وكتمرين آخر، أشارت الجمعية الألمانية إلى أن المواظبة على مد مؤخرة العنق من خلال إنزال الرأس إلى مؤخرة العنق تُسهم أيضاً في التخفيف عن الظهر، لافتةً إلى أنه يُمكن تحقيق تقنية الجلوس الديناميكي أيضاً من خلال تحريك القفص الصدري عدة مرات متتالية إلى الأمام وإلى الخلف وإلى الجانب. وبجانب هذه التمارين البسيطة أكدت الجمعية الألمانية على أهمية أن يحرص الموظفون أيضاً على إدراج الأنشطة الحركية داخل حياتهم اليومية قدر الإمكان، كي يتسنى لهم التخفيف عن الظهر، لافتةً إلى أنه يمكن تحقيق ذلك من خلال ممارسة المشي مثلاً لفترة قصيرة خلال فترة الراحة في الظهيرة أو بالذهاب إلى أحد صالات اللياقة البدنية خلال فترات المساء.