ترامب يهدد بمحاولة استعادة قناة بنما    هيئة المعلومات المالية تحقق في شبهات تبييض أموال بعقارات شمال المغرب    المغرب يخطط لإطلاق منتجات غذائية مبتكرة تحتوي على مستخلصات القنب الهندي: الشوكولاتة والدقيق والقهوة قريبًا في الأسواق    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    فريق الجيش يفوز على حسنية أكادير    شرطة بني مكادة توقف مروج مخدرات بحوزته 308 أقراص مهلوسة وكوكايين    دياز يساهم في تخطي الريال لإشبيلية    فرنسا تسحب التمور الجزائرية من أسواقها بسبب احتوائها على مواد كيميائية مسرطنة    المغرب يوجه رسالة حاسمة لأطرف ليبية موالية للعالم الآخر.. موقفنا صارم ضد المشاريع الإقليمية المشبوهة    المغرب يحقق قفزة نوعية في تصنيف جودة الطرق.. ويرتقي للمرتبة 16 عالميًا    حفيظ عبد الصادق: لاعبو الرجاء غاضبين بسبب سوء النتائج – فيديو-    وزارة الثقافة والتواصل والشباب تكشف عن حصيلة المعرض الدولي لكتاب الطفل    فاس.. تتويج الفيلم القصير "الأيام الرمادية" بالجائزة الكبرى لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي    التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة بالكشف عن مَبالغُ الدعم المباشر لتفادي انتظاراتٍ تنتهي بخيْباتِ الأمل    مسلمون ومسيحيون ويهود يلتئمون بالدر البيضاء للاحتفاء بقيم السلام والتعايش المشترك    الرجاء يطوي صفحة سابينتو والعامري يقفز من سفينة المغرب التطواني    العداء سفيان ‬البقالي ينافس في إسبانيا    جلالة الملك يستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني    بلينكن يشيد أمام مجلس الأمن بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    وقفة أمام البرلمان تحذر من تغلغل الصهاينة في المنظومة الصحية وتطالب بإسقاط التطبيع    الولايات المتحدة تعزز شراكتها العسكرية مع المغرب في صفقة بقيمة 170 مليون دولار!    الجزائر تسعى إلى عرقلة المصالحة الليبية بعد نجاح مشاورات بوزنيقة    انخفاض طفيف في أسعار الغازوال واستقرار البنزين بالمغرب    رسالة تهنئة من الملك محمد السادس إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي بمناسبة يوم الاستقلال: تأكيد على عمق العلاقات الأخوية بين المغرب وليبيا    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    رحيل الفنان محمد الخلفي بعد حياة فنية حافلة بالعطاء والغبن    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك    لقاء بطنجة يستضيف الكاتب والناقد المسرحي رضوان احدادو    بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    غزة تباد: استشهاد 45259 فلسطينيا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    أكادير: لقاء تحسيسي حول ترشيد استهلاك المياه لفائدة التلاميذ    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    "اليونيسكو" تستفسر عن تأخر مشروع "جاهزية التسونامي" في الجديدة    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    وفاة الممثل محمد الخلفي عن 87 عاما    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كلمات الوفود المشاركة في المؤتمر الوطني التاسع لحزب التقدم والاشتراكية
نشر في بيان اليوم يوم 02 - 06 - 2014

الحزب الشيوعي اللبناني
الرفيقات والرفاق أعضاء هيئة رئاسة المؤتمر
الرفيقات والرفاق أعضاء المؤتمر،
الضيوف الكرام،
بداية، أتوجه منكم، أعضاء المؤتمر، رئاسته والأمين العام، بتحيات رفاقية أنقلها من رفاقكم في الحزب الشيوعي اللبناني.
إن العلاقات بين حزبينا، علاقات تكرست عبر التاريخ، كعلاقات تضامن وتفاعل طالت كل جوانب القضايا المشتركة التي يهتم بها الحزبان وتتعلق بمصالح شعبينا وبمصلحة القضية العربية بشكل عام.
إن الذي يجمع حزبينا، كما كل الأحزاب التقدمية واليسارية في العالم العربي هو بالأساس وحدة القضية، المتمثلة بمصالح الفقراء، الطبقة العاملة ومحدودي الأجر وكذلك بالإطار الوطني الجامع لهذه القضية....
فقضايا، التبعية بوجهها الإقتصادي والإجتماعي، هي قضايا موحدة أمام قوى التقدم في بلادنا والتشويه الأساسي الحاصل، كما حددناه سوية هو نمو الرأسمالية في بلادنا، كما في كل بلاد الجنوب، في ظل أزمة الرأسمالية العالمية أو بمعنى آخر كما حدده مهدي عامل، في ظل السيطرة الكولونيالية، وهذا ما جعل قضية التقدم والتغيير عندنا ذات أبعاد مترابطة لها معايير ثلاث متكاملة ما بين القضية الوطنية في عالمنا العربي ووجهيها، اغتصاب فلسطين ونهب الثروات العربية، والمعيار السياسي القائم على مصلحة البرجوازية التابعة بمنع قيام الدولة الديمقراطية وكبت الحريات والقمع، وكذلك المعيار الإجتماعي، من خلال تعميم الفقر والجوع في بلادنا...
إن تاريخ حزبكم وشعبكم مليء بالصفحات المشرقة في التصدي لهذه القضايا، وتقديم الشهداء والأسرى والعَرَق والدم من أجل التقدم والديمقراطية والعدالة ودفاعاً عن قيم الحرية والعدالة الإجتماعية...
لقد أثمرت الدماء وأيام المعتقلات السوداء، في بلاد المغرب. وفرضت نضالاتكم ونضالات القوى التقدمية المغربية والشعب المغربي مزيداً من التنازلات على المؤسسة الحاكمة وعلى البرجوازية المغربية، مكتسبات ديمقراطية حقيقية ولكن نحن نعتقد معكم أن أمامكم وأمام اليسار المغربي المزيد من المهام والنضالات، لصالح بناء الدولة الديمقراطية المدنية من أجل حقوق الفقراء والمهمشين والمعطلين عن العمل والعمال وذوي الأجر المحدود، ومن أجل مستقبل أفضل للشباب المغربي وللمرأة المغربية.
لقد راقبنا وعايشنا بفرح وإهتمام، نضالاتكم من أجل التفاعل بين الفئات المغربية المتنوعة ولكن في إطار الوحدة الوطنية للمغرب، وهي تجربة تستدعي الدراسة والمواكبة، في الكثير من الدول العربية باتجاه تحويل التنوع عبر احترام الحقوق، الى مصدر غنى وتفاعل، بديلاً عن نهج البرجوازية والدول الغربية التي تسعى لإستخدام هذا التنوع وتسهيل التناقضات الطائفية والعرقية والمذهبية، خدمة لمشروعها وتثبيتاً لسلطتها.
أيتها الرفيقات، أيها الرفاق
تعيش منطقتنا هذه الأيام، مرحلة هامة من تاريخها، ما يميزها هو المواجهة والصراع بين مشروعين: الأول هو المشروع الأميركي الاسرائيلي المدعوم من الأنظمة العربية الرسمية وهو الذي يستهدف، إعادة تكوين المنطقة تحت شعارات مختلفة، أبرزها شعار الشرق الأوسط الجديد، وعلى هذه القاعدة استهداف القضية الفلسطينية بوجودها، تحت غطاء السلام الأميركي الذي يحتضن الدولة الصهيونية ويتآمر على حق شعب فلسطين بالعودة وحقه التاريخي بدولته المستقلة وعلى قاعدة الغاء قضية فلسطين واستبدال الصراع مع الكيان الصهيوني بافتعال صراعات بديلة وعلى الأسس العرقية والطائفية والمذهبية.
أما المشروع الثاني، وهو مشروع جنيني، مشروع لم يتبلور بعد هو المشروع الذي يعبر عن مصالح الشعوب العربية وحقها بالحرية.
إنه صراع، يمتلك فيه المشروع الأول كل عوامل القوة، من القدرة العسكرية الى القدرة المالية الى المؤسسات الدولية، اما الثاني فليس أمامه إلاّ تضحيات الفقراء والمناضلين وتصميمهم على امتلاك شروط التغيير... إنطلاقاً من هذا التقدير وقفنا ونقف مع انتفاضات الشعوب العربية، التي وللمرة الأولى تحمل قضاياها بيديها، وتتجاوز قمع الأنظمة ومحاولات مصادرة انتفاضاتها وتسليم قيادتها بالدعم المباشر، لقوى دينية لم تكن هي بالأساس الرافعة الحاضنة لهذه الإنتفاضات.
إن المراحل الثانية من الإنتفاضات، تؤكد موقفنا الذي ينطلق من صحة شعاراتها ونقاء استهدافاتها. وتؤكد الموقف الحقيقي للولايات المتحدة وحلفائها في تركيا ودول الخليج التي تحاول الالتفاف على طموحات وحقوق الشعوب وانتفاضاتها..
وعلى اساس هذا التحليل ايضاً، اعتبر حزبنا، أن تجاوز الأزمة السورية لا يكون بالصدام العسكري ولا بالمراهنة على المؤتمرات الخارجية، انما بحوار وطني حقيقي لكل القوى الرافضة للتدخل الخارجي والتي تطمح لبناء الدولة المدنية الديمقراطية المحافظة على موقع سوريا في مواجهة الخطر الإسرائيلي والمشروع الأميركي..
ودعا حزبنا كذلك الى وحدة وطنية فلسطينية، أساسها العودة الى صياغة مشروع المقاومة بأشكالها المختلفة والتمسك بالحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني في بناء دولته وحق العودة الى أرضه.
ايتها الرفيقات والرفاق،...
إن المشروع الأميركي، والتدخل الخارجي يتقاطعان في لبنان مع طبيعة النظام الطائفي الطبقي، ويضع وطننا مجدداً أمام فراغ سياسي في دور الدولة والسلطة ويفتح الباب لمرحلة جديدة من عدم الاستقرار الأمني والإقتصادي والإجتماعي. ويجعل اللبنانيين يعانون في انتظار نتائج المفاوضات أو تعثرها بين القوى الإقليمية والدولية لإستيلاد او تصنيع رئيس للجمهورية يشكل تقاطعاً لمصالح هذه القوى.
إن لبنان أمام مرحلة جديدة من الفراغ مهدد بحرب أهلية هي اليوم حرب أهلية مستدامة يدفع ثمنها الفقراء في بلدنا... فراغ سياسي، ديون تجاوزت الستين مليار دولار، خضوع لكل شروط البنك الدولي وصندوق النقد، مواجهة لحقوق الموظفين في القطاع العام...
إن شعبنا اللبناني الذي يعاني تبعات النظام الطائفي، المستخدم من البرجوازية اللبنانية لمنع قيام دولة مدنية حقيقية، يستكمل انتفاضته وثورته بأشكال مختلفة.... هو الذي حرر معظم أراضيه، بمقاومة بدأها وأعلنها حزبنا الذي دفع مئات الشهداء وآلاف الجرحى والأسرى وتكاملت مع قوى مقاومة أخرى ملأت فراغ وتخاذل بل تواطؤ الدولة اللبنانية مع الاحتلال، هذا الشعب مصرُّ اليوم وبمقاومته الشعبية بدعم من الجيش الوطني على استكمال تحرير أرضه ومنع العدو من الإعتداء على أرضه وعلى مياهه في الجنوب وتهديد الثروة الوطنية المكتشفة حديثاً والتي بدأت تدخل في إطار استراتيجية المشروع الأميركي وأطماع الكيان الاسرائيلي.
هذا الشعب المصرُّ ايضاً على استكمال التحرر بعملية التغيير الديمقراطي، لهذا النظام الذي لم يورثنا سوى القهر والفقر والحروب الأهلية المتتالية، وعلى هذا الأساس شكلت الإنتفاضات الشعبية، المكونة من عمال وموظفين ومعلمين ومتقاعدين ومتعاقدين ذروة جديدة، ضمت عشرات الآلاف من المتظاهرين في إطار العشرات من التحركات، لعب الشيوعيون اللبنانيون دوراَ اساسياً في إعطائها بعداً وطنياً يتجاوز الإنقسامات المذهبية والطائفية ويؤسس لحركة نقابية ديمقراطية مستقلة تكون نواة للحركة الديمقراطية الشعبية، الوجه الآخر للعمل الوطني المقاوم..
أيتها الرفيقات والرفاق،..
إن نمو الرأسمالية في دولنا، في ظل المرحلة الكولونيالية ومع أزمة الرأسمالية الكبرى في العالم، حولت اقتصادنا الى اقتصاد تابع، وجعلت من هذا الإقتصاد اقتصاداً مشوهاً، يقتصر اليوم على الرأسمال الريعي، في تجارة العقارات وفي حركة المصارف... اقتصاداً مشوهاً بعيد عن التوازن وعن تنمية متوازنة مما خلق فروقات شاسعة بين الريف والمدينة، ولعل تخلف الصناعة و«موتها» وكذلك اهمال الزراعة كقطاعين منتجين، ساهما عدا عن ضرب الاقتصاد الوطني، في زيادة سريعة لعدد المعطلين عن العمل. هذه التبعية الإقتصادية، وضعت اسساً لتبعية سياسية ما زلنا نعاني منها حتى الآن، وصلت بأنظمتنا في أغلب الأوقات الى ما يلامس الخيانة الوطنية. وفي كل الحالات هي أنظمة قايضت وجودها في السلطة، بتسليم القرار السياسي للخارج.
إن هذا الواقع المشترك في التكوين والاقتصاد والمشوهين لبلادنا وسرقة الثروة القومية وخصوصاً النفط، عبر سمسرة واضحة من الأنظمة مهدت لنكبة فلسطين وخلق الكيان الصهيوني وتنفيذ اتفاقية سايكس بيكو وخلق المشاكل ال «بين عربية» على حدود كل دولة بينها وبين الدول العربية المحيطة.
كل ذلك يخلق وقائع مشتركة لشعوبنا، تقتضي تفاعلاً فيما بين قوى اليسار العربي، لإعادة صياغة مشروع مشترك على قاعدة هذه القضايا...
نعم على اليسار العربي ان يعمل على تجديد التزامه بالقضية الفلسطينية ودعمه لمقاومة شعب فلسطين، أن يعمل على أن يكون في طليعة الانتفاضات العربية، في مواجهة التطرف الديني الذي لا يمكن النظر اليه على المستوى الإجتماعي الاّ طفرة على هامش مشروع البرجوازية في العالم العربي وتابع لها..
أننا ننتظر من حزبكم، حزب التقدم والأشتركية وبالتوازي مع دوره الداخلي على مستوى الدفع بالعملية الديمقراطية وعلى مستوى النضال من اجل سعادة الشعب المغربي وسيادة العدالة والمساواة وحماية حقوق الفقراء، دوراً، على مستوى العمل المشترك لليسار العربي وهو دور انتم قادرون على لعبه الى جانب مهامكم الكبيرة.
لقد قال مارتن لوثر كينغ: «كل شيء يبدأ بالحلم»
إننا وبفعل ما جرى في الدول العربية ومنها المغرب، من تحركات شعبية ومن تطورات على طريق الوعي الديمقراطي والتقدمي، تخطينا مرحلة الحلم ونحن أمام مرحلة نضالية جميلة وقاسية باتجاه الدولة المدنية الديمقراطية حاملة المشروع الوطني...
الحزب الشيوعي الأردني
أيتها الرفيقات أيها الرفاق
أعضاء المؤتمر العام
بداية اسمحوا لي أن أنقل لكم تحيات رفاقنا في الحزب الشيوعي الأردني، وتمنياتنا لكم بنجاح مؤتمركم العتيد وإننا نتطلع بهذه المناسبة إلى توطيد وتعميق أواصر العلاقة الرفاقية بين حزبينا لما فيه المصالح الوطنية والأممية والإنسانية المشتركة.
أيها الرفاق..
لقد اتيح لنا بعد أن تلقينا دعوتكم الكريمة لحضور أعمال مؤتمركم هذا أن نطلع باهتمام على وثائق مؤتمركم التاسع وأطلعنا من خلالها على ما حققه حزبكم الشقيق من نجاحات وما أضافه من لبنات أساسية في الحياة السياسية المغاربية من أجل مغرب المؤسسات والعدالة الاجتماعية. نعم نشارككم الرأي في أن المنطقة العربية والمغاربية قد شهدت حراكا شعبيا واسعا بدوافع سياسية واقتصادية واجتماعية، ونتج عن هذه الحراكات تحولات كبيرة، نقلت أجزاء أساسية من المنطقة العربية إلى مرحلة أخرى انعدم فيها وجود نظم استبدادية فردية فرضت نفسها على شعوبنا العربية بالحديد والنار. وحرمت شعوبنا من أبسط أشكال الديمقراطية والحرية والكرامة.
إن انهيار هذه لأنظمة كان مكسبا ومنعطفا تاريخيا خلص الجماهير من الخوف والكبت، واتسعت مطالب الجماهير رافعة شعار خبز، حرية، عدالة اجتماعية ومطالبة بمحاربة الفساد والمفسدين.
أيها الرفاق الأعزاء
نسجل لحزبكم الشقيق الرؤى الثابتة في منهج وإدراك روح العمل المشترك مع الآخرين، وتبنى نهج الديمقراطية السلمية وإدراك حزبكم بأهمية الإصلاح السياسي المنشود وضرورة تفهاماته مع النظام على أرضية السبق الرسمي للإصلاح السياسي والاجتماعي في بلدكم.
نسجل لحزبكم الشقيق تفاعله بمضامين الحراك السياسي والاجتماعي ودعم فعالية الإصلاحات التي تحقق طموحات الشعب المغربي الشقيق، فكانت مبادرة جلسات الحوار الموضوعية تحت عنوان: منتديات ربيع الديمقراطية والتحام رفاقكم بقضايا جماهير شعبكم من أجل بناء المغرب الجديد مغرب الوحدة الوطينة.
لقد قدم حزبكم الشقيق وعلى مدى أكثر من 52 عاما التضحيات الجسام عبر سنوات النضال الصعبة، وتحملتم الشيء الكثير من المعاناة والاضطهاد.
وها أنتم اليوم تحتفلون بإنجاز هذا النضال، فحزب التقدم والاشتراكية اليوم يحتل مكانة سياسية هامة في بلدكم المغرب وفي المنطقة العربية، حزب أثبت جدارته بحنكة وبحكمة سياسية وحنكة قيادته وتفاني رفاقه، والتفاف جماهير شعبكم حوله.
أيها الرفاق أيتها الرفيقات، أعضاء المؤتمر الكرام
إن حزبنا الشيوعي الأردني الذي تأسس عام 1951م، قد خاض مسيرة نضالية صعبة قدم من خلالها الآلاف من المعتقلين وعلى مدى سنوات طوال، سنوات ملاحقة وتشرد واعتقال، ومع ذلك لم يلق راية النضال وبقي متمسكا بنهجه وفكره، ومبادئ الماركسية اللينينية وسيستمر في النضال من أجل أردن وطني ديمقراطي.
إن السمة الأساسية للمرحلة الراهنة التي يجتازها بلدنا وشعبنا تتمثل في تنامي الصراع بين إرادتين: إرادة مهيمنة وقابضة على السلطة والثروة تمثل تحالفا لشرائح البرجوازية الكمبرادورية والبيروقراطية والفئات الطفيلية وإرادة أخرى نقيضة لها تمثل الطبقات الشعبية والفئات الكادحة تتعرض لسياسة الإقصاء السياسي والتهميش الاقتصادي.
إن الصراع بين هاتين الإدارتين لم يعد محكوما فقط بموازين القوى الطبقية والسياسية الداخلية، بل بات يتأثر كذلك بالتبدلات الجارية في العالم العربي، وقد تجسد ذلك في انطلاق الحراك الشعبي الذي سرعان ما اتسعت صفوفه لينضم إلى جانب أحزاب وقوى المعارضة الوطنية الأردنية، ممثلين عن طبقات وفئات اجتماعية ساخطة ومتضررة من النهج الاقتصادي والسياسي للنظام.
إن البلاد الآن، تعيش أزمة مركبة سياسية واقتصادية سياسية تتمثل في النكوص والتراجع عن التوجه الديمقراطي الذي بدأ في البلاد عام 89 وكنتاج لهبة نيسان المجيدة التي ارتبطت بنضالات الشيوعيين والقوى الوطنية الأخرى. تراجع تمثل في فرض قوانين تقيد الحياة السياسية تلبي رغبة قوى الشد العكسي في العودة إلى الأحكام العرفية، إذ ما شابه ذلك وتمثل هذا في قانون الانتخاب السيء الصيت. قانون الصوت الواحد الذي كرس العشائرية والفئوية والإقليمية، إضافة إلى مجموعة أخرى من القوانين المعيقة للحياة السياسية كقانون الأحزاب وقانون الاجتماعات العامة والتضييق على الحريات العامة.
وثنائية هذه الأزمة تكمن في استمرار النظام لنهج اقتصادي تبعي يلبي رغبات وتطلعات المؤسسات النقدية والدولية، وفي المقدمة منها البنك والصندوق الدوليين الذين أوصلا البلاد إلى حالة فقر مدقع وبطالة مرتفعة، ومديونية خارجية فاقت ال 20 مليار دينار.
وعلى صعيد آخر، فإن بلادنا رغم تلك الأزمة الثنائية، فإن الحكومات المتعاقبة ما انفكت عن سياسة الموالاة والتبعية مع القوى الامبريالية العالمية وعلى الأخص الولايات المتحدة الأمريكية.
ويناضل حزبنا، ومع كافة القوى الوطنية والديمقراطية من أجل ثني الحكومة عن هذا النهج التابع وضرورة الابتعاد عنه، حيث إن سيادة واستقرار واستقلال بلدنا تكون بالاستناد إلى عمقه العربي.
ولكي نستطيع، صياغة برنامج التغيير لحل مسألة الديمقراطية ودفع البلاد في مسار التطور الاجتماعي والحفاظ على الهوية الوطنية الأردنية فلا بد من إصلاحات سياسية جدرية تضمن تطبيق المبدأ الدستوري (الشعب مصدر السلطات) وإيجاد مجموعة قوانين ناظمة للحياة السياسية وفي مقدمتها قانون للأحزاب يخلو من الذهنية العرفية.
إن تحقيق أهداف الشعب الأردني في التحرر وإنجاز مهام الثورة الوطنية الديمقراطية وفك تبعية البلاد السياسية والاقتصادية للدوائر الرجعية والامبريالية وممارسة حقه الطبيعي في حكم نفسه، تتطلب بناء أوسع تحالف شعبي على أساس برنامج الحد الأدنى، ويضم كافة القوى صاحبة المصلحة في الانتهاء من صيغة الحكم المطلق لأي طرف وإجراء إصلاحات سياسية شاملة لتأسيس دولة عصرية تقوم على تداول السلطة من قبل حكومات كاملة الصلاحية نابعة من انتخابات حرة ديمقراطية نزيهة توحد الوطن والشعب في مواجهة التحديات.
إن حزبنا يؤكد على موقفه الثابت إزاء ما يجري في سوريا الشقيقة ويؤكد ما تتعرض له سوريا هو هجمة امبريالية رجعية ظلامية تهدف إلى إنهاء الدولة السورية ودورها الوطني.
والقضية الفلسطينية بالنسبة لنا هي قضية مركزية، فالتلاحم النضالي الوطني الأردني والفلسطيني، ركيزة أساسية حتى يتحقق للشعب الفلسطيني حقه المشروع وفق قرارات الشرعية الدولية بإقامة دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس، وحق العودة للاجئين الفلسطينيين.
إننا ندرك أهمية الحراك الشعبي والانتفاضة الشعبية المليونية للشعب المصري الذي قام وصوب المسار ورفض نهج «الإسلام السياسي» المنغلق على نفسه والرافض لسياسة المشاركة لمكونات المجتمع المصري الشقيق.
إننا نتطلع إلى مغربي وعربي ديمقراطي يرتكز على منهج الحريات العامة والديمقراطية الحقة، والعدالة الاجتماعية والمشاركة الوطنية لكافة مكونات الشعب المغربي الكبير.
نتطلع إلى أن يعود الشعب الليبي الشقيق إلى حاضنته العربية الوطنية منعتقا مما خلفه وخلقه حلف الناتو والبند السابع من الأمم المتحدة فالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية هي الكفيلة بتصحيح مسار حراك الشعب الليبي الشقيق.
ونؤكد، أننا مع الخيار الديمقراطي للشعوب العربية والحفاظ عل استقلالها ووحدة أراضيها وحمايتها من التدخل الخارجي، ومواجهة العدو الصهيوني الذي يتربص بالمنطقة العربية كافة لمواجهة مشاريعه التوسعية في الأرض الفلسطينية والعربية، ونقف بحزم صد سياسة المحاور الإقليمية التي تستهدف رسم خارطة سياسية لمنطقتنا للوصول إلى واقع جديد يساعد على تصفية القضية الفلسطينية بمنظور التحالف الامبريالي الصهيوني وعلى حساب شعب فلسطين وإنهاء قضيته.
* نائب الأمين العام للحزب الشيوعي الأردني
حزب المستقبل الموريتاني
السيد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية
السادة أعضاء اللجنة المركزية
السادة المدعوون
سيداتي أوانسي سادتي
اسمحوا لي بادئ ذي بدأ أن أعبر لكم أصالة عن نفسي ونيابة عن كافة قياديي وأطر ومناضلي حزب المستقبل عن كامل تشكراتي وامتناني لكم في حزب التقدم والاشتراكية عن على توجيه الدعوة لحضور افتتاح أشغال مؤتمر حزبكم التاسع المنعقد تحت شعار»مغرب المؤسسات والعدالة الاجتماعية».
كما يسعدني أن أشكركم على حسن الاستقبال وكرم الضيافة التي حظينا بها منذ أن وطأت أقدامنا أراضي الملكة المغربية الشقيقة حتى هذه اللحظة.
أيها الحضور الكريم
يجمع حزب المستقبل بين العراقة والحداثة، فهو حديث من حيث النشأة والتسمية، عريق من حيث مضمون الخطاب السياسي المتمثل في خطه النضالي التحرري ونهجه التقدمي واهتماماته الوطنية ، الإقليمية والدولية، وهو الواجهة السياسية الفعلية لحركة تحرير وانعتاق الحراطين المعروفة اختصارا ب»حركة الحر» التي اشتهرت عبر تاريخها النضالي بالدفاع من أجل تحرير وانعتاق الحراطين من نير العبودية ومختلف مظاهر الغبن والإقصاء والتهميش الذي يتعرضون له منذ قرون.
فقد تأسس حزب المستقبل في الثامن من يونيو 2012 ، وهو يحمل وصل ترخيص من وزارة الداخلية واللامركزية، حيث يضم بين صفوفه شخصيات قيادية ساهمت في تأسس أحزاب سياسية وعريقة كحزب اتحاد القوى الديمقراطية الذي تعرض سنة 2001 للحل في عهد الرئيس الأسبق معوية ولد سيدي أحمد الطايع والذي كان يشكل يومها أحد أكبر وأهم الأحزاب السياسية الموريتانية، ومن بعده تأسيس حزب العمل من أجل التغيير الذي حصد نتائج جبارة في انتخابات 2001، والتي كانت ضمن أهم أسباب ودواعي حظره سنة 2003 على يد نفس النظام، غير أن هذا الحل لم يمنع تلك القيادات من محاولة تشريع حزب المعاهدة من أجل العمل الذي منعت السلطات الترخيص له، وهو ما حملها على الدخول في عملية اندماج مثلت حيها سابقة في تاريخ النضال السياسي الموريتاني، اندماج جمع تيار حركة تحرير وانعتاق الحراطين» الحر»مع التيار القومي العروبي ذو التوجه الناصري في حزب التحالف الشعبي التقدمي فيما تمت تسميته آنذاك ب» اندماج الحراطين والناصريين»، اندماج آلت بموجبه رئاسة حزب التحالف إلى فئة الحراطين ممثلة في رئيس الجمعية الوطنية السابق ورئيس حركة الحر يومها السيد مسعود ولد بلخير، قبل أن يخرج الأخير عن الخط النضالي. وتقرر مجموعة أطر وقيادات الحراطين الثائرين على واقع الاستعباد والحرمان، والطامحين إلى بناء دولة موحدة، متجانسة تذوب فيها الفوارق، ويعيش فيها كل مواطن في جو من الحرية والعدل والعيش الكريم، قيل أن تقرر إذن مجموعة الأطر والقياديين هذه، مواصلة النضال السياسي في شكله الذي نمثله أمامكم اليوم.
نشير إلى أن حزبنا ينشط منذ تأسيسه قبل سنتين في صفوف منسقية المعارضة الديمقراطية، التي توسعت مؤخرا لتضم المنظمات النقابية وهيئات المجتمع المدني والشخصيات المستقلة في قطب سياسي بات يعرف بالمنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة المعارض للسلطة القائمة في موريتانيا، والمقاطع للانتخابات الرئاسية المزمعة.
أيها الحضور الكريم
تعيش شعوبنا العربية والإفريقية منعطفا حاسما من تاريخها المعاصر، نرجو أن يكون ايجابيا وبناء بما يعزز جو الحريات العامة أكثر فأكثر، ويشيع ثقافة احترام الحقوق الأساسية للإنسان ويرسخ قيم الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية ويضمن رفاهية أشمل، بغية الوصول إلى ثورات نموذجية تلبي آمال وتطلعات الشعوب وتقلص من نفوذ الناكصين حتى الآن عن القيام بالإصلاحات المنتظرة.
أيها الحضور الكريم
تنصب اهتماماتنا في حزب المستقبل على إقامة شراكة حزبية مثمرة نأمل أن تكون فاتحة عهد جديد وفعال يترجم مستوى التقارب الايجابي بين الحزبين « التقدم والاشتراكية والمستقبل»، ومن خلالهما الشعبين الشقيقين المغربي والمويتاني، بما يعزز أواصر القرابة وحسن الجوار.
كما نعرب أمامكم عن استعدادنا الدائم للتعاون المثمر والبناء مع كافة الأحزاب المغربية، بل المغاربية، بما يضمن تحقيق وبناء مغرب عربي قوي قادر على تلبية تطلعات الجماهير، قصد خلق واقع جديد تنصهر فيه كافة جهود شعوب وحكومات المنطقة سبيلا إلى إقامة صرح مؤسساتي مغاربي قادر على إشاعة جو الحرية والعدالة الاجتماعية وتلبية متطلبات العيش الكريم. إضافة إلى تطلعاتنا لإقامة شراكة عربية وافريقية، بل شراكة عالمية قادرة على تحقيق مكاسب جبارة في مجال الحرية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية بما يكرس الحقوق الأساسية للإنسان ويضمن مزيدا من السلم والاستقرار العالميين.
نجدد لكم الشكر مرة ثانية ونتمنى لكم التوفيق في أعمالكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.