المبادرة التي أقدمت عليها صحيفتا «بيان اليوم» و»البيان» بنشر حوارات مع قياديين في حزب التقدم والاشتراكية أعلنوا عزمهم الترشح لمنصب الأمين العام للحزب خلال المؤتمر الوطني التاسع المرتقب انطلاق أشغاله غدا الجمعة ببوزنيقة، ليست تمرينا صحفيا مهنيا عاديا، وإنما هي إشارة قوية عن امتلاك ثقة التغيير، وعن اختلاف الأزمان والرؤى والأمزجة بين الأمس واليوم. صحيح أن تعدد الترشيحات هو نفسه إشارة التغيير، ولكن مع ذلك، فالذاكرة الحزبية، وهنا لا يتعلق الأمر فقط بذاكرة حزب التقدم والاشتراكية لوحده أو بمسار مؤتمراته، لا تختزن كثير مبادرات من هذه الشاكلة، أي أن تبادر صحيفة الحزب من تلقائيتها وتبرز عبر صفحاتها أكثر من صوت من داخل الحزب، وتحرص على حق نشر كل الكلام كما صدر عن قائله، وتعرض للمناضلات وللمناضلين ولعموم القراء الدينامية الحزبية بمختلف أصواتها وتمايزاتها. الإشارة تعني أن الوقت غير الوقت، كما أن الأمزجة تبدلت، وأن التمرين المهني ليس مستحيلا عن صحافة مرتبطة بهوية فكرية وسياسية واضحة، ولهذا فالإشارة اليوم تجسد خطوة تاريخية لابد من التقاط رمزيتها، والدفاع عن تطويرها مستقبلا، واحتضان ديناميتها من لدن المناضلين والقراء والمراقبين. منذ البداية اعتبرنا في «بيان اليوم» و»البيان» أن المؤتمر الوطني التاسع لحزب التقدم والاشتراكية مناسبة لنا لإنتاج متابعة مهنية سياسية نقدم من خلالها فرص حوار سياسي رصين وجدي للمغاربة، وأيضا نطور أدوات عملنا بغاية الدفع بخطوات الانفتاح والتجديد إلى الأمام. وعلى الرغم من ضعف إمكاناتنا ومواردنا المادية بالخصوص، فقد نقلنا للقراء دينامية الحوار الداخلي كما عاشته مختلف هياكل ومنتديات الحزب طيلة فترة التحضير، وتابعنا مختلف الأعمال الإعدادية، سياسية ولوجيستيكية وتواصلية، على قدر المستطاع، ومن ثم فقد نجحنا، ونجح الحزب كذلك، من خلال كامل هذه الدينامية المواكبة في التأسيس لخطوات جديدة في التعاطي مع الشأن الحزبي الداخلي والإشعاعي. وتجدر الإشارة إلى أن المهم في كل ما سبق، أن الفكرة والخطوة والإنجاز وبقية الأعمال الصحفية المهنية نبعت من داخل هذه المؤسسة، بلا توجيهات غارقة في الضيق والانغلاق، ولهذا فقد كسب الجميع، أي الحزب والصحيفة، وتأكد أن طريق الانفتاح يقود دائما إلى التقدم ومراكمة خطوات التجديد. غدا الجمعة تبدأ إذن أشغال المؤتمر، ونحن لازلنا في عمق المهمة، وسنواصل بذات الأسلوب ونفس المنهجية بقية الحلقات حتى النهاية، لكننا أردنا التوقف هنا لالتقاط بلاغة اللحظة المجسدة في حوارات المرشحين للأمانة العامة والقبض على رمزيتها، وتجديد الدعوة من خلالها إلى الثقة في ... الانفتاح، وإلى التمثل الدائم لجدلية «الوفاء والتجديد». التقدم والاشتراكية يغني باستمرار رصيده ومساره، ويقدم دائما إشارات ومواقف واجتهادات وسلوكات تثري ذاكرته والذاكرة الحزبية والمهنية. بالتوفيق هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته