أكدت الأستاذة الجامعية ورئيسة المنتدى الوطني للأسرة والتنمية البشرية خديجة مكوار بلفتوح، مؤخرا بكلميم، أن الثقافة الحسانية تضطلع بدور هام في التصدي للخطاب الانفصالي، بإصرارها الدائم على الانتماء إلى المغرب. وشددت مكوار، خلال افتتاح الملتقى الثالث للثقافات الشعبية الذي نظمته على مدى ثلاثة أيام جمعية الإحسان لمحاربة الفقر والتسول بجهة كلميم-السمارة، على دور هذه الثقافة في الدفاع عن البلاد ووحدته الترابية والروحية من خلال القصائد الشعرية والأغاني الشعبية المجددة للتآخي والانتماء اللامشروط للمغرب. واعتبرت في هذا اللقاء، الذي حضره المندوب الجهوي للتعاون الوطني ورئيس جمعية الإحسان إلى اليتيم ببلجيكا ورئيسة جمعية أم الأيتام للتكافل الأسري بتطوان وعدد من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، أن الثقافة الحسانية تشكل ثقافة أمجاد وبطولات لا يمكن تمييزها عن الثقافات المغربية التي تصب كلها في قالب الثقافة الشعبية المغربية الأصيلة. وسجلت أن الأغنية الحسانية التي نجحت في شد كل من استمع إليها من داخل المغرب أو خارجه، شكلت قاطرة للثقافة الحسانية التي تعتبر في مجملها إبداع الإنسان المغربي الصحراوي المتشبث بهويته وانتمائه إلى بلده. وأضافت أن طرق التواصل التي يعتمدها الإنسان بالصحراء المغربية جعلت منه سفيرا لهذه الثقافة التي تجسد انتماءه المغربي الأصيل واعتناقه لإيديولوجية الوحدة والانخراط الفعال في ورش التنمية المستدامة من أجل النهوض بالمنطقة. وبعد أن ذكرت بمميزات ومكونات اللهجة الحسانية، دعت مكوار إلى التفكير الجاد من أجل تدوين التراث الحساني وتوثيقه قبل أن يتعرض للزوال في خضم الحداثة والتكنولوجيا وانتشار الفضائيات. من جهتها، أكدت رئيسة الإحسان لمحاربة الفقر والتسول بجهة كلميم-السمارة حادة يونس، أن هذا الملتقى السنوي يهدف بالأساس إلى الاهتمام بالثقافات الشعبية كموروث يحافظ على الهوية المغربية والتمسك بالتقاليد والعادات التي ترمز إلى وحدة الوطن. وركزت باقي المداخلات على دور الجالية المغربية المقيمة بالخارج ومساهمتها في الأعمال الاجتماعية وترسيخ قيم التضامن والتكافل الاجتماعي، منوهة في هذا الصدد بالمبادرة القيمة التي قام بها مواطن مغربي من كلميم بإهدائه سيارة من ثمانية مقاعد للجمعية من أجل توظيفها في خدماتها الاجتماعية. وقد تميز هذا الملتقى المنظم بمناسبة الذكرى الحادية عشرة لعيد العرش المجيد واليوم الوطني للمهاجر، بتقديم فقرات فنية فلكلورية شاركت فيها فرق محلية تجسد التنوع الثقافي المغربي. وتضمن برنامج هذا الملتقى، الذي شاركت فيه جمعيات المجتمع المدني عرض أعمال الفنانة التشكيلية عائشة الخمليشي من تطوان وتوزيع مجموعة من الهدايا على نزلاء عدد من المراكز الاجتماعية بكلميم. وتوج الملتقى بتنظيم حفل فني بمشاركة فرق فنية محلية من كلميم والمدن المجاورة وتكريم أفراد من الجالية المغربية المقيمة بالخارج وشخصيات أخرى.