طلائعيون يغنون أنشودة الذكرى...أنشودة الحياة تكريم جيل من الرواد بصموا مسار المنظمة وكتبوا صفحات مشرقة في تاريخ المغرب التربوي والحقوقي هي لحظة متميزة.. تلك التي تقاسمها مناضلو ومناضلات منظمة الطلائع أطفال المغرب .. لحظة إطفائها لشمعتها الثلاثين مساء أول أمس الاثنين بالمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط.. لحظة للاحتفال وللذكرى .. لحظة عرفان ووفاء للرواد الأوائل الذين بصموا الطلائع بعطائهم وتضحياتهم حتى غدت من أكبر المنظمات التربوية التي تعانى بقضايا الطفولة المغربية. ثلاثون سنة من العطاء بكل جد وحيوية لأطرالمنظمة، إناثا وذكورا راهنوا حياتهم لبناء جيل المستقبل.. الكل حضر هنا .. والآن .. كانوا مميزين بزيهم الموشح بالأحمر والأبيض .. لا تخطئهم العين .. كانوا يتحركون فرادى وجماعات .. لونوا ساحة وأروقة مسرح محمد الخامس بألوان الحياة .. غنوا أنشودة الذكرى .. أنشودة الوفاء.. في لحظة استشعر فيها الجميع ثقل التاريخ وجغرافية الأمكنة .. وحجم مسؤولية المستقبل، بما يعني ذلك من قدرة على البقاء والتطور في الآن ذاته، لأنه ليس من السهل التفريط في الأمانة التي أداها جيل الرواد لجيل الحاضر ليسلمها لجيل المستقبل. في السياق ذاته، تم اختيار شعار «شبابنا في خدمة طفولتنا» بالنظر إلى حمولته الفسلفية والفكرية والتربوية التي تؤطر مسارا بأكمله.. مسار منظمة الطلائع أطفال المغرب التي جعلت من الربط الخلاق بين الماضي والحاضر وبين الحاضر والمستقبل تيمة عملها ومحور تفكيرها.. إيمانا منها أن شباب الطلائع له ما يكفي من الكفاءة والقدرة للإسهام في بناء مغرب الحداثة والديمقراطية والتقدم المجتمعي. خلال هذا الحفل / الذكرى، تألقت المجموعة الصوتية لمنظمة الطلائع أطفال المغرب، التي أبدعت في لوحات فنية، ألهمت حماس المناضلات والمناضلين.. حيث كان البدء بنشيد المنظمة الذي لا تخطئه الأذن، حين تسمعه من بعيد سواء وسط الجبال أو في القرى أوفي السهول، كما تألقت نفس المجموعة، حينما أهدت حزب التقدم والاشتراكية بمناسبة مرور سبعين سنة على تأسيسه، نشيد «هلموا يا رفاق» الذي تفاعلت قيادة حزب التقدم والاشتراكية التي حضرت بقوة لمسرح محمد الخامس، في مقدمتها الأمين العام للحزب محمد نبيل بنعبد الله، الذي وجه بالمناسبة، تحية لمنظمة الطلائع أطفال المغرب، أعرب من خلالها عن مدى تأثره بحجم العمل الذي يضطلع به أطر المنظمة في مختلف ربوع الوطن، وأكد أن الفعل التربوي والحقوقي الذي تقوم به منظمة الطلائع أطفال المغرب له صدى داخل الحزب ووسط المجتمع، وجعل منها رقما أساسيا في المعادلة الجمعوية في بلانا. لم تكن كذلك هذه الذكرى لتمر، دون أن تحيي منظمة الطلائع أطفال المغرب ضيوفها الذين حضروا بكثافة لمشاركة أفراح الطلائع، التحية وجهها رئيس المنظمة رشيد روكبان، الذي رحب بالجميع، وأكد على أن واقع المنظمة الآن هو ثمرة لعطاء رواد الأمس الذي أبلوا البلاء الحسن من أجل بناء هذه المنظمة في سياق تاريخي صعب، لم يكن الأمر فيه سهلا لتأسيس منظمة وطنية تناضل من أجل طفولة مغربية تتمتع بكل حقوقها. ضمن فقرات برنامج الذكرى، عاش الجميع لحظات مؤثرة ودالة وغنية عن التعليق .. لحظة الاعتراف والعرفان لمناضلين كان لهم فضل المساهمة في بناء هذه المنظمة العتيدة، هم مناضلون قدماء لا زالوا يواصلون العطاء.. إنها لحظة التكريم حيث اعتلى خشبة مسرح محمد الخامس مجموعة من الرواد وهم محمد غانم، الدكتورة نعيمة غانم، سعيد الكديحي، رشيد البشير، دحمان مصطفى، أحمد الزاوي، محمد العلام، محمد بطا، محمد باجي، شرفات أفيلال، رشيدة الطاهري، رشيد نودير، بالإضافة إلى قدماء الشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكية الذين قدموا خدمات جليلة للمنظمة أيام مخاض التأسيس وفترة الولادة، وهم سعيد سيحيدة، وموسى الكرزازي، كما تم تكريم مناضلتين وقفتا بجانب المنظمة طيلة مسارها، وقدما لها الدعم في كل مناسبة، يتعلق الأمر بالمناضلة تورية العلوي الصقلي والمناضلة نزهة الصقلي، كما تسلم درع المنظمة المناضل أحمد زكي عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، عرفانا للدعم الذي ما فتئ يقدمه للمنظمة. كانت فقرة التكريم لحظة مؤثرة، وكان كل واحد وكل واحدة من المكرمين ينبض بالحياة، لأنه بات يعرف أن من أودعهم الأمانة هم أهل لها، يعرف أن ثلاثين سنة من البدل والعطاء، هي مدونة في تاريخ منظمة الطلائع أطفال المغرب بمداد من ذهب ... صفحات مشرقة في تاريخ المغربي التربوي والحقوقي يحق لكل الطلائعيين الافتخار به ... جزء من هذه المحطات أوجزها الشريط الوثائقي الذي أنجزته المنظمة بمناسبة هذه الذكرى الذي أتم خيوط البداية .. خيوط الحكاية .. إنه التاريخ المرئي والمسموع الذي يجسد حجم العمل النوعي الذي قام به مجموعة من الرواد ويواصل جيل الحاضر المسير . لحظات فنية تفاعل معها ضيوف المنظمة، تلك التي أبدع فيها طلائع وجدة للطرب الغرناطي أو مع أولا الغيوان الذين جاوؤا من طنجة ونسجوا لحظات فنية من روائع ناس الغيوان، ليأتي الدور على مجموعة السهام، وهما مجموعتان صديقتان للفعل التربوي الهادف، أصدقاء الفن الملتزم بقضايا وهموم هذا الوطن، بالإضافة إلى الفكاهي فاتيح عبد العالي الذي أدار الحفل.