جدعون ليفي: نتنياهو وغالانت يمثلان أمام محاكمة الشعوب لأن العالم رأى مافعلوه في غزة ولم يكن بإمكانه الصمت    أحمد الشرعي مدافعا عن نتنياهو: قرار المحكمة الجنائية سابقة خطيرة وتد خل في سيادة دولة إسرائيل الديمقراطية    مؤامرات نظام تبون وشنقريحة... الشعب الجزائري الخاسر الأكبر    الاعلام الإيطالي يواكب بقوة قرار بنما تعليق علاقاتها مع البوليساريو: انتصار للدبلوماسية المغربية    الخطوط الملكية المغربية تستلم طائرتها العاشرة من طراز بوينغ 787-9 دريملاينر    مؤتمر الطب العام بطنجة: تعزيز دور الطبيب العام في إصلاح المنظومة الصحية بالمغرب    استقرار الدرهم أمام الأورو وتراجعه أمام الدولار مع تعزيز الاحتياطيات وضخ السيولة    السلطات البلجيكية ترحل عشرات المهاجرين إلى المغرب    الدفاع الحسني يهزم المحمدية برباعية    طنجة.. ندوة تناقش قضية الوحدة الترابية بعيون صحراوية    وفاة رجل أعمال بقطاع النسيج بطنجة في حادث مأساوي خلال رحلة صيد بإقليم شفشاون    أزمة ثقة أم قرار متسرع؟.. جدل حول تغيير حارس اتحاد طنجة ريان أزواغ    جماهري يكتب: الجزائر... تحتضن أعوانها في انفصال الريف المفصولين عن الريف.. ينتهي الاستعمار ولا تنتهي الخيانة    موتمر كوب29… المغرب يبصم على مشاركة متميزة    استفادة أزيد من 200 شخص من خدمات قافلة طبية متعددة التخصصات    حزب الله يطلق صواريخ ومسيّرات على إسرائيل وبوريل يدعو من لبنان لوقف النار    جرسيف.. الاستقلاليون يعقدون الدورة العادية للمجلس الإقليمي برئاسة عزيز هيلالي    ابن الريف وأستاذ العلاقات الدولية "الصديقي" يعلق حول محاولة الجزائر أكل الثوم بفم الريفيين    توقيف شاب بالخميسات بتهمة السكر العلني وتهديد حياة المواطنين    بعد عودته من معسكر "الأسود".. أنشيلوتي: إبراهيم دياز في حالة غير عادية    مقتل حاخام إسرائيلي في الإمارات.. تل أبيب تندد وتصف العملية ب"الإرهابية"    الكويت: تكريم معهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية كأفضل جهة قرآنية بالعالم الإسلامي    هزة أرضية تضرب الحسيمة    ارتفاع حصيلة الحرب في قطاع غزة    مع تزايد قياسي في عدد السياح الروس.. فنادق أكادير وسوس ماسة تعلم موظفيها اللغة الروسية    شبكة مغربية موريتانية لمراكز الدراسات    المضامين الرئيسية لاتفاق "كوب 29"    ترامب الابن يشارك في تشكيل أكثر الحكومات الأمريكية إثارة للجدل    تنوع الألوان الموسيقية يزين ختام مهرجان "فيزا فور ميوزيك" بالرباط    خيي أحسن ممثل في مهرجان القاهرة    الصحة العالمية: جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة    مواقف زياش من القضية الفلسطينية تثير الجدل في هولندا    بعد الساكنة.. المغرب يطلق الإحصاء الشامل للماشية    توقعات أحوال الطقس لليوم الأحد        نادي عمل بلقصيري يفك ارتباطه بالمدرب عثمان الذهبي بالتراضي    مدرب كريستال بالاس يكشف مستجدات الحالة الصحية لشادي رياض    الدكتور محمد نوفل عامر يحصل على الدكتوراه في القانون بميزة مشرف جدا    فعاليات الملتقى العربي الثاني للتنمية السياحية    ما هو القاسم المشترك بيننا نحن المغاربة؟ هل هو الوطن أم الدين؟ طبعا المشترك بيننا هو الوطن..    ثلاثة من أبناء أشهر رجال الأعمال البارزين في المغرب قيد الاعتقال بتهمة العنف والاعتداء والاغتصاب    موسكو تورد 222 ألف طن من القمح إلى الأسواق المغربية        ⁠الفنان المغربي عادل شهير يطرح فيديو كليب "ياللوبانة"    الغش في زيت الزيتون يصل إلى البرلمان    أفاية ينتقد "تسطيح النقاش العمومي" وضعف "النقد الجدّي" بالمغرب    المغرب يرفع حصته من سمك أبو سيف في شمال الأطلسي وسمك التونة    قوات الأمن الأردنية تعلن قتل شخص بعد إطلاقه النار في محيط السفارة الإسرائيلية    المخرج المغربي الإدريسي يعتلي منصة التتويج في اختتام مهرجان أجيال السينمائي    حفل يكرم الفنان الراحل حسن ميكري بالدار البيضاء    كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة    الطيب حمضي: الأنفلونزا الموسمية ليست مرضا مرعبا إلا أن الإصابة بها قد تكون خطيرة للغاية    الأنفلونزا الموسمية: خطورتها وسبل الوقاية في ضوء توجيهات د. الطيب حمضي    لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



منظمة الطلائع.. 30 سنة من النضال دفاعا عن قضايا الطفولة
نشر في بيان اليوم يوم 19 - 05 - 2014


شبابنا في خدمة طفولتنا
في البدء..
كانت الشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكية..
ثم كان نادي الطلائع..
التاريخ: 1978..
الحدث: بذرة تفتقت وسميت نادي الطلائع كفضاء صغير يختص في العمل من أجل الصغار.. أو كخلية للتفكير في قضايا الطفولة المغربية في سياق حركة الطلائع العالمية التي كانت مشكلة مع حركة الشبيبة التقدمية العالمية .
نادي الطلائع.. ذلك الجنين الذي عمر 15 سنة داخل رحم الشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكية.. رغم ولادته العسيرة، ورغم المنع، أبى إلا أن يكون حاضرا، مصرا على الولادة ومتشبثا بالحياة .
22 ماي 1982..
تاريخ سيظل موشوما في الذاكرة الجماعية، حيث ارتبط بالنبأ المفجع، نبأ وفاة رفيقنا عزيز بلال، في ظروف غامضة، داخل فندق بمدينة شيكاغو الأمريكية، بسبب حريق شب في جناح كان يقيم فيه الرفيق، مما أثار أسئلة عديدة لا تزال عالقة إلى يومنا هذا.
ومن ثمة، ستقترن الطلائع باسم هذا الرفيق الغالي.
و منذ ظهور هذا النادي، انطلقت أنشطة الطلائع بالمغرب، وتم تنظيم أول مخيم صيفي في «عيشة مبارك» بالأطلس، وانخرط طلائع المغرب في حركة الطلائع العالمية، فشاركوا، رفقة طلائع العالم، في دورات مخيم «أرتيك» الدولي.
كبر نادي الطلائع/ الجنين، وصار كائنا حيا مكتملا، فكان لابد مما لابد منه: الخروج إلى نور الحياة ...
25مارس 1984
انعقد اللقاء الوطني التأسيسي لمنظمة الطلائع تحت شعار « الشباب في خدمة الطفولة»، ومن خلاله، تم الإعلان عن ميلاد هذه المنظمة الفتية تحت اسم «منظمة أطفال المغرب طلائع عزيز بلال»، عرفانا بعطاءات هذا المناضل الكبير والمفكر الألمعي، ووفاء لروحه الطاهرة، وسيرا على دربه القويم. واستقر الرأي على انتخاب الرفيقة رشيدة الطاهري أول رئيسة لمنظمة الطلائع .
ومنذ ذلك الحين، أخذت منظمة الطلائع على عاتقها الدفاع عن حقوق الطفولة المغربية، مما أكسبها طابع منظمة حقوقية متخصصة.
ومع التأسيس، بدأت صعوبات الاعتراف القانوني تظهر، شيئا فشيئا، وظلت الولادة متعسرة.
وخلال المؤتمر الوطني الثاني للشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكية، المنعقد سنة 1988 بالرباط، انبثقت عن لجنة الطلائع والمخيمات إحدى أهم التوصيات وهي ضرورة عقد المؤتمر الوطني الأول لمنظمة الطلائع أطفال المغرب عزيز بلال، والعمل من أجل الحصول على الاعتراف القانوني .
وهو ما كان قريبا أن يتحقق: ففي مارس 1990 نظم المؤتمر الوطني الأول بالدار البيضاء تحت شعار سيظل خالدا في ذاكرة الطلائع «حقوق الطفل رهان المستقبل».
كان المؤتمر مناسبة لالتئام الرفيقات والرفاق ولم شملهم.. وتم انتخاب مجلس وطني، ومكتب تنفيذي، كما اختير الرفيق محمد الملياني رئيسا للمنظمة.
فكان المنع مرة أخرى.. وتأخرت الولادة مرة أخرى...
واستمر الجنين بالحياة داخل رحم (JMPS)، حيث تواصل النضال من أجل قضايا الطفولة.. وواصلت الطلائع تربية الأطفال، بروح الوطنية، والعدالة، والصداقة، والمحبة، والتضامن والسلام .
ولم توقفها معركتها من أجل انتزاع حقها في الاعتراف القانوني بها عن الاستمرار، بإصرار، في حمل لواء أحد أهم مبادئها الأساسية، ألا وهو نصرة القضايا العادلة للشعوب التواقة للاستقلال، والحرية، والتحرر من براثن الفقر والجوع والعنصرية.
فكان الطلائع دائما حاضرين/ متضامنين مع قضايا أطفال مختلف أرجاء العالم، وخصوصا أطفال فلسطين.. واعتبر الطلائع قضية فلسطين قضيتهم.. وأطفال فلسطين إخوانهم ورفاقهم.. واعتبروا أنفسهم فلسطينيين... فنظمت التظاهرات، ونصبت خيام الدعم الفلسطينية وغنى الطلائع لفلسطين.. تفتقت مواهبهم.. فأبدعوا وناضلوا من أجل حرية فلسطين، واستقلالها، وأمنها وسلامها، حاملين العلم الفلسطيني، وهم بالكوفية الفلسطينية موشحون.. ولعلامة النصر رافعون .
وجاءت سنة 1993 حاملة معها الفرج.. بأن وقع المغرب على اتفاقية حقوق الطفل الأممية، بعد أربع سنوات من صدورها.
وفي السنة نفسها تم تنظيم الندوة الوطنية الأولى لمنظمة الطلائع – أطفال المغرب، وجرى انتخاب أجهزة تقريرية وتنفيذية جديدة، واختار أطر الطلائع رئيسا جديدا لمنظمتهم هو الرفيق الطيبي الطويل .
وفي خضم ذلك، حصلت منظمة الطلائع – أطفال المغرب، أخيرا، على الاعتراف القانوني.. لتواصل أنشطتها، والدفاع والترافع عن قضاياها، في واضحة النهار وتحت اسم الطلائع .
أبريل 2001
التأم، بالهرهورة، المؤتمر الوطني الثاني تحت شعار: «العمل التربوي تجديد ومسؤولية». وكانت، بحق، محطة نوعية لمسائلة الذات وقراءة الواقع، قراءة تحليلية ونقدية متأنية، واقفين على أهم مكامن الخلل.. قراءة مكنت من مراجعة المسألة التنظيمية والتربوية، مما أعطى دفعة قوية، وقيمة مضافة للعمل التربوي، بتبني المنظمة لترسانة قانونية تنظم علاقاتها الداخلية وتحكم سير عملياتها .
كما تم تجديد الهياكل بانتخاب المجلس الوطني، والمكتب التفيذي، واختيار رئيس جديد للمنظمة، الرفيق رشيد روكبان.
وفي سياق ذلك، تأسست مجموعة من النوادي داخل فروع المنظمة بدور الشباب، والمؤسسات التعليمية، وبمقار خاصة، وضمن برامج الملتقيات، والمخيمات الربيعية والصيفية .
وهكذا، أبدع الطلائع في المسرح، فوق الخشبة الصغيرة، وكشفوا عن ملكات إبداعية عالية، وتفتحت شخصياتهم، بالنظر لما للمسرح من دور في صقل موهبة الطفل والارتقاء بمواهبه، وتفتحه على الآخر وإدماجه في محيطه السوسيو ثقافي.
وأبدع الطلائع في الرقص، والتعبير بلغة الجسد، وعبر تشجيع الطفل على الاهتمام بموروثه الثقافي. وبذل الجهد لتجسيد صور رائعة، إثباتا لهويته الثقافية الحضارية العربية الأمازيغية. وقد لقي هذا النوع من الأنشطة إقبالا منقطع النظير، من طرف الأطفال، ومن كل الفئات العمرية .وهو إقبال تجلى في نجاح كل دورات المهرجان الدولي للرقص والتعبير الجسدي، الذي تقيمه منظمة الطلائع كل سنة بالدار البيضاء.
وإذا كان أهم ما يميز الطفل هو الرغبة الكبيرة في الحركة واللعب.. و من أجل تنظيم الوقت وخلق فضاء لتفريغ طاقاته الحسية والحركية، فإن منظمة الطلائع – أطفال المغرب دأبت على تنظيم أوراش رياضية يشرف عليها أساتذة متخصصون في الميدان، من قبيل كرة القدم والسباحة وركوب الموج والشطرنج وغيرها من الرياضات.
ومن جانب آخر، لاشك أن أكثر اللحظات سعادة عند الطفل هي لحظات الرسم والعمل اليدوي. فهي، من جهة، تسعده، ومن جهة أخرى، تساعد على تكوين شخصية متوازنة ومتفتحة لديه، وتنمي فيه روح المبادرة والإبداع، والثقة بالنفس، كما تعزز استقلال شخصيته في الفكر و الممارسة .وغير هذه النوادي كثير لا يتسع المجال لذكرها جميعا.
وعقدت المنظمة مؤتمرها الوطني الثالث، في الأيام الأولى من يناير 2005، تحت شعار «أطفالنا مستقبلنا»، تم خلاله تجسيد استمرارية الخيارات التي أسسها المؤتمر الوطني الثاني، وأقام الدليل على أن منظمة الطلائع- أطفال المغرب ماضية في التوسع، وتطوير أساليب العمل والاشتغال.
فأصبح لها، للمرة الأولى، مقر وطني خاص بها..
وكانت هذه توصية من توصيات المؤتمر.
واقتحمت منظمة الطلائع مجالات جديدة، حيث وسعت دائرة انشغالاتها، وأصبح للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، أو في وضعيات صعبة، حيز مهم في أجندة عمل منظمة الطلائع- اطفال المغرب، حيث عملت على إدماج من استطاعت في أنشطتها، كما ناضلت من أجل تمتيعهم بحقوقهم كاملة، وتوفير رعاية خاصة لهم، وإدماجهم في المجتمع .
ومن باب آخر، ولجت منظمة الطلائع مجال البيئة، فاهتمت بتحسيس الأطفال بأهمية محيطهم البيئي وتربيتهم على الحفاظ عليه .. وجعلت موضوع البيئة محورا للعديد من أنشطتها العادية والاستثنائية.
وبالنظر لما تشكله حوادث السير من خطر كبير على حياة وسلامة الأطفال، سهرت منظمة الطلائع على ادراج أنشطة مرتبطة بالتربية الطرقية في برامجها، مساهمة بذلك في توعية الأطفال وتجويد سلوكهم الطرقي.
كما عملت على تربية الأطفال على احترام الآباء والمربين، وتخليد بعض المناسبات العالمية والوطنية بأسلوب يرسخ قيم التسامح والانفتاح والمساواة، كاليوم العالمي للمرأة، الذي أولته المنظمة، على الدوام، ما يليق به من اهتمام خاص.
وستظل المخيمات والرحلات والزيارات الثقافية من أكثر الأنشطة التي راكمت فيها منظمة الطلائع تجربة كبيرة تعود إلى أزيد من ثلاثين سنة، ابتداء من حوالي 50 مشاركا سنة 1980 إلى نحو 2800 مشارك حاليا. فقد دأبت الطلائع، حتى قبل تأسيس منظمتها، على تنظيم مخيماتها بأشكال وطرق مميزة، تجعل منها إطارا فاعلا وفضاء خصبا لتحقيق أهدافها التربوية السامية والنبيلة.
وانطلاقا من تجارب المنظمة وتاريخها، ورغبة في مسايرة كل المستجدات التربوية، عملت الطلائع على تجديد تصورها وأساليب عملها باستمرار، واعتمدت قانونا تنظيميا خاصا بالمخيمات يضبط جميع العلاقات والعمليات المتعلقة بهذا القطاع .
إضافة إلى كل هذا، عملت منظمة الطلائع– أطفال المغرب على إغناء حقل الطفولة المغربية بما أنتجته من أعمال أدبية وقانونية وفنية .
و باختيارها لشعار «أطفالنا مستقبلنا» تكون هذه المنظمة قد ربطت الحاضر بالمستقبل. فقوة كل مجتمع بقوة طفولته، تلك القوة الكامنة في أضعف مكون في المجتمع، الذي هو أقوى قواته إن نحن آليناه من العناية ما يستحق، تربية وتكوينا وترفيها وتوجيها.. لتكون بحق طفولة أمل.. طفولة المستقبل.
وفي أبريل 2010، نظمت منظمة الطلائع مؤتمرها الوطني الرابع تحت شعار «لنحم أطفالنا «، بمشاركة 400 مؤتمرة ومؤتمر جاؤوا من كل أنحاء المغرب، وعاشوا عرسا نضاليا تنظيميا تربويا من خلال حفل الافتتاح المتميز والحضور الوازن للضيوف والشخصيات والمسؤولين ورؤساء المنظمات التربوية الصديقة.
هذا إضافة إلى أشغال اللجان والجلسات العامة، التي أبان فيها أطر الطلائع عن كفاحية كبيرة ومستوى نقاش رائع وإلمام ودراية كبيرين بمختلف القضايا المطروحة، مما أكد مجددا على أن الطلائع منظمة أصبحت لها مكانة متميزة في الحقل التربوي والنسيج الجمعوي المغربي.
واليوم.. أصبحت الطلائع منتشرة في كل ربوع الوطن عبر 120 فرعا فيها فروع نشيطة للغاية بمناطق قروية نائية .. ومن طلائع الصحراء إلى طلائع أعالي الجبال.. تقوت المنظمة، من حيث التنظيم، محليا وجهويا ووطنيا..
وحافظت على دورية انعقاد أجهزتها التقريرية والتنفيذية، من حيث احترام الآجال القانونية لعقد المؤتمرات الوطنية والمجالس الوطنية، طبقا لما ينص عليه قانونها الأساسي ونظامها الداخلي. كما أصبح للمنظمة إدارة وطنية تشرف على السير العادي للمقر الوطني، وأضفت على عمل المنظمة دينامية جديدة تتسم بالاحترافية.
واهتمت الطلائع، من جانب ثان، بأطفال مغاربة العالم حيث عملت على اشراكهم في أنشطتها، وتبني قضاياهم وحقوقهم العادلة والمشروعة، والتعريف بها والدفاع عنها.
واستمرت في تحقيق أهدافها، تفعيلا لما تضمنته الوثيقة التربوية للمنظمة:
* تربية الأطفال، واليافعين، بروح الوطنية، والعدالة، والصداقة، والمحبة، والتضامن، والسلم، والتعاون، والعمل الاجتماعي، والتسامح والانفتاح.؛
* الدفاع عن حقوق الأطفال في العيش الكريم، والصحة، والتعليم، والتغذية، والسكن، والترفيه، والعمل على حمايتهم من كافة أشكال الحيف والإهمال والحرمان والاستغلال.
* العمل على توسيع مدارك الأطفال وتفتح شخصيتهم وصقل مواهبهم وتنمية مهارتهم العلمية وفتح المجال أمامهم لتحقيق ذلك.
وهي أهداف تلتقي فيها مع مجموعة من الجمعيات والمنظمات الصديقة ذات الاهتمام المشترك، ما مكنها من أن تحظى باحترام وتقدير من قبلها، وهو ما جعل منظمة الطلائع عضوا فاعلا ونشيطا بكل من اتحاد المنظمات التربوية المغربية وكذلك الجامعة الوطنية للتخييم.
وعلى الصعيد الدولي، تطورت، إيجابا، العلاقات الخارجية لمنظمة الطلائع، حيث وطدت علاقاتها مع شبكة «هيلب تشيلدرن انترناشينوال» «HELP CHILDREN INTERNATIONALE»، المتواجد مقرها بأمستردام (هولندا)، من خلال العضوية الكاملة فيها، وأيضا عبر المشاركة في المؤتمرات الدولية لخطوط مساندة الطفل. وكذلك من خلال العضوية في شبكة (CISV) التي يوجد مقرها بإيطاليا.
وكانت منظمة الطلائع أطفال المغرب دائما حاضرة في المحطات الوطنية، بروح وطنية عالية وكلما تعلق الأمر بالدفاع عن الوحدة الترابية المغربية والتنديد بما يتعرض له الأطفال المغاربة المحتجزون بتندوف.
كما قامت، وبكل مسؤولية، بحملة وطنية واسعة قصد إقناع المواطنات والمواطنين بالتصويت بنعم على دستور 2011، وذلك تحت شعار: «نعم للدستور: هذا قرارنا هذا خيارنا».
وبعد أن قدمت الطلائع مذكرة للجنة المعنية، تمت الاستجابة للعديد من الاقتراحات التي تضمنتها، وأهمها مجلس الشباب والعمل الجمعوي، والمجلس الاستشاري للأسرة والطفولة.
ومن ناحية أخرى، نظمت أنشطة موضوعاتية للتحسيس بخطورة ظاهرة الإرهاب، مكرسة كل جهدها لتحصين فلذات أكبادنا وشبابنا من الوقوع ضحية لأفكار التطرف بكل أنواعه.
وركزت منظمة الطلائع عملها، خلال السنوات الأخيرة، على البعد الحقوقي في عملها، عملا بشعار «لنحم أطفالنا»، حيث بادرت إلى فتح مركز «آلو الطلائع»، وهو مركز خاص بالاستماع للأطفال ضحايا العنف والاستغلال. كما عملت على الترافع في العديد من القضايا ذات الصلة، خصوصا ما يتعلق منها بالمطالبة بتشديد العقوبات على مرتكبي جرائم الاعتداء الجنسي على الأطفال، ومنع تزويج القاصرات، ومكافحة تشغيل الخادمات القاصرات.
كما أصبحت المنظمة تهتم بمجال محو الأمية والتربية غير النظامية، انخراطا منها في هذا الورش الوطني الكبير، باذلة، من خلال أطرها، جهدا كبيرا للقضاء على آفة الأمية ببلادنا. وعملت أكثر على الاضطلاع بدورها في المطالبة بتعميم التعليم حتى يصل جميع الأطفال للمدارس، علما بأن ذلك لن يتأتى إلا بتنمية التمدرس بالعالم القروي، خصوصا تمدرس الفتاة .
فقامت المنظمة بتوزيع الدراجات على التلاميذ بالعالم القروي، وبعمليات عديدة لتوزيع اللوازم المدرسية، وفتح مجموعة كبيرة من أقسام التربية غير النظامية في مناطق جبلية نائية لا تصلها وسائل النقل الحديثة، حيث تم حمل الطاولات والسبورات على الدواب لإيصالها إلى الأقسام. كما قامت المنظمة، في إطار مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وإسهاما منها في محاربة الهدر المدرسي، بتزويد بعض الدواوير النائية بالماء الصالح للشرب، حتى تمكن الفتيات القرويات من الدراسة عوض تسخيرهن لجلب الماء من مسافات بعيدة ولساعات طويلة.
وفي الاتجاه ذاته، اهتمت منظمة الطلائع بالعمل الاجتماعي والإنساني، من خلال تقديم خدمات قرب للمواطنات والمواطنين بتنظيم حملات طبية متعددة الاختصاصات، وتوزيع الملابس والأغطية، والإسهام في فك العزلة عن بعض القرى بالشروع في بناء قناطر في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
وما كان ليتحقق لها ذلك دون إعداد جيش من الأطر يتوفر على الشروط والإمكانات والمؤهلات الضرورية لبلوغ هذه الأهداف والنجاح في هذه المهام .وهم أطر متشبعون بالروح التطوعية، ويكنون لوطنهم حبا جما جسدوه بإقبالهم المتحمس على تنظيم أوراش تطوعية وحملات نظافة وتظاهرات تحسيسية وتوعوية، مستفيدين من العديد من الملتقيات التكوينية والتداريب التي نظمتها منظمة الطلائع على اختلاف أنواعها وعلى امتداد أشهر السنة، واستهدفت فئة اليافعين بملتقيات رفاق الطلائع، من جهة، وفئة الأطر، من جهة أخرى. وتنوعت هذه التداريب بين تداريب محلية وجهوية، وأخرى وطنية، حتى يستفيد أكبر عدد ممكن من الشباب، سواء لتأطير المجالات الجديدة، أو لتأطير مختلف الأندية، حسب التخصصات، ضمانا لأداء أفضل لمنظمتنا .
وطورت منظمة الطلائع أطفال المغرب مقاربتها التواصلية عبر الاعتماد على وسائل وتكنولوجيا الاتصال الحديثة، بإحداث موقع رسمي للمنظمة، والصفحة والمجموعة الرسمية بأكبر مواقع الشبكات الاجتماعية، بحيث يناهز عدد أعضائها ثلاثين ألف عضو، إضافة إلى المواقع والصفحات والمجموعات الخاصة بالفروع.
وقد مكن ذلك من نشر أنشطة المنظمة، صورا وفيديوهات، على نطاق واسع، خصوصا بعد انطلاق المشروع الناجح «OTEC» أو «الطلائع للتكنولوجيا والاتصال»، الذي يهدف إلى تطوير الكفايات المعلومياتية لدى الأطر والطلائع. و هو ما تحقق بالحضور القوي في الشبكة العنكبوتية.
إن ما تحققه منظمة الطلائع أطفال المغرب دليل على أن الشباب المغربي بإمكانه أن يسهم، وعن طواعية وبتطوع، في تنمية الوطن .. إن نحن آمنا به، ووثقنا في قدراته، و مكناه من وسائل وظروف العمل ...
والطلائع عملت دائما من أجل طفولة سعيدة .. متمتعة بحقوقه .. ومضمونة حمايتها..
ولذلك اختارت منظمة الطلائع أطفال المغرب أن تخلد ذكرى مرور 30 سنة من النضال إلى جانب قضايا الطفولة بشعار: «شبابنا في خدمة طفولتنا»


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.