لحظة قوية تلك التي عاشها مناضلوا ومناضلات حزب التقدم والاشتراكية، ليلة يوم الجمعة الماضي بإحدى الدور التاريخية «درا بلقاضي» بالمدينة العتيقة بسلا، ليلة الوفاء والعرفان لجيل من الرواد بصموا تاريخ ومسار حزب التقدم والاشتراكية بهذه المدينة العتيدة. خلال هذه الليلة، اختار الفرع المحلي بطانة حي السلام، أن يخلد ذكرى مرور سبعين سنة على تأسيس حزب التقدم والاشتراكية، بطريقة مغايرة، من خلال تكريمه لثلة من المناضلين والمناضلات الذين يمثلون ذاكرة الحزب بمدينة سلا، مناضلون ومناضلات طبعوا هذه المدينة من خلال معارك نضالية خاضوها أيام كان للنضال معنى، وللكلمة معنى.. كانت اللحظة مليئة بالدلالات.. المكان ،دار بلقاضي، كان يشع بهذه الرمزية التاريخية التي تحيلك مباشرة على العمق النضالي والسياسي والاجتماعي لمدينة سلا، أيام النضال من أجل الاستقلال، وأيام النضال من أجل بناء مغرب الديمقراطية والحداثة والمساوة والتقدم المجتمعي، كل الأطياف السياسية مرت من هناك، بالقرب من هذا المكان الذي اختاره مناضلوا حزب التقدم والاشتراكية ليخلدوا فيه أن ينظموا ليلة الوفاء لرواد هذا الحزب. كان من بين المحتفى بهم الرفاق إسماعيل العلوي، الطبيب الشكلي المرحوم إدريس السبيطي، الحاج محمد خادير، فتحي لخضر والرفيقة رابحة قادة هم جيل من الرواد الذي كان الهم الفضل في زرع تلك البذور الأولى لمدرسة لحزب التقدم والاشتراكية، خاصة مرحلة الحزب الشيوعي المغربي، قبل أن ينضاف إليهم مناضلين ومناضلات آخرين في مرحلة تأسيس حزب التحرر والاشتراكية ضمنهم موسى كرزازي يوسف الناصري ،عبد الحفيظ والعلو ،عبد الرحمان الحسوني، امحمد الشرقاوي، عبد الرحيم حجي، محمد شيكر، محمد أنشوم، وخلية التلاميذ التي كانت موجودة بثانوية النهضة والتي كانت مكونة آنذاك من السعيد سيحيدة، موسى ناجم ومحمد ولد حيدة وعبر العزيز مازوز. وبعد ذلك تم تكريم مناضلات ومناضلين عايشوا ميلاد حزب التقدم والاشتراكية الوريث الشرعي للحزب الشيوعي المغربي وحزب التحرر والاشتراكية، كان من ضمن هؤلاء المحتفى بهم محمد الأمين الصبيحي، لطفي المريني، الميلودي الصديقي، سيدي محمد الإدريسي، محمد زكار، سعاد الصبيحي، أحمد الجباري، محمد مازوز، محمد فتحي،الطاهر بنداود ،رحال الزكراوي، محمد ايغودي، سعيد القصباوي، محمد الهيضوري والدكتور الجملي. كل هؤلاء الرفاق والرفيقات عاشوا خلال ليلية الوفاء، لحظة استرجاع قوية بشخوصها وأمكنتها، وأحداثها السياسية والاجتماعية والتي تقاسموها مع مناضلين جايلوا تلك الفترة بكل حمولاتها التاريخية.. خلال هذا الحفل الذي أداره رشيد روكبان عضو الديوان السياسي للحزب وعضو الفرع المحلي ببطانة حي السلام رئيس فريق التقدم الديمقراطي بمجلس النواب، عزفت المجموعة الشبابية جيل الغيوان السلاوية مقطوعات غنائية ربطت الماضي بالحاضر من خلال تلك الأغاني الغيواني التي كانت تملئ مختلف الفضاءات خلال فترة السبعينيات والثمانينيات القرن الماضي زمن الفن الجميل والنضال الجميل. لم تكن هذه الليلة لتمر دون أن يذكر كل هؤلاء المحتفى بهم، بتلك المعارك اللنضالية التي خاضها الرفاق خلال تلك الفترة سواء تلك المعارك الانتخابية أو المعارك العمالية خاصة مع عمال معمل :باروك» وعمال «معمل أنابيب المياه» بالإضافة إلى تلك المعارك النضالية التي كان يقودها مناضلي ومناضلات حزب التقدم والاشتراكية في مختلف أحياء هذه المدينة كتابريكت وسيدي موسى وحي السلام وبطانة وغريها من الأحياء التي ظلت شاهدة على نضالاتهم، منذ بداية التنظيم الحزبي بهذه المدينة. هذه المسيرة التي لخضها محمد أمين الصبيحي عضو الديوان السياسي للحزب وزير الثقافة وأحد رواد النضال الحزبي في سلا، في كلمة له بالمناسبة، حيث أكد على أن التواجد السياسي والانتخابي لحزب التقدم والاشتراكية بسلا ما هو إلا ثمرة لنضال هؤلاء الرواد الذين ناضلوا في ظروف صعبة من أجل مغرب التقدم والتحرر والمساواة وحقوق الإنسان.