المغرب يضع لبنة أساسية لتطوير صناعة القطارات والسكك الحديدية على غرار صناعات السيارات والطيران يسعى المغرب لتطوير صناعة القطارات والسكك الحديدية بشكل نوعي وجعله يتجاوز حدود تلبية السوق الداخلية ليصبح قطاعا مصدرا بامتياز. هذا ما يستشف من تصريحات عدد من المسؤولين أكانوا حكوميين أو مرتبطين بقطاع السكك الحديدية . في هذا الإطار قال وزير التجهيز والنقل واللوجستيك عزيز الرباح، بمناسبة فوز الشركة الشريفة للعتاد الصناعي وللسكك الحديدية بعقد لإنتاج 50 قاطرة للمسافات الطويلة (للمسافرين) من نوع «كوراي» لفائدة المكتب الوطني للسكك الحديدية، أن هذه الشركة التي تتوفر على تجربة كبيرة في مجالات نشاطها، بدأت تسترجع مكانتها على الصعيدين الوطني والدولي. وأوضح الرباح أن هذه الأخيرة التي واكبت منذ أزيد مند نصف قرن تطور السكك الحديدية بالمغرب، تمكنت، عبر تجربتها الطويلة، من تلبية احتياجات السوق الوطنية وكسب أسواق إقليمية ودولية، مشيرا إلى أن المغرب يشهد تطورا متسارعا في مجال النقل السككي، سواء من حيث الخدمات التي يوفرها المكتب الوطني للسكك الحديدية، أو الشركات العاملة في مجال تأهيل وتجهيز وبناء عربات القطار كالشركة الشريفة للعتاد الصناعي والسكك الحديدية المعروفة اختصارا ب (SCIF). وأضاف الوزيرأن الشركة سبق لها أن صدرت 200 عربة لنقل الفوسفاط إلى تونس وكذا إلى بلدان أخرى مثل موريتانيا، مبرزا أن جميع المقومات توفرت لتطوير القطاع، وإمكانية توسيع نطاق أنشطة الشركة لتشمل جميع وسائل النقل، خاصة السكك الحديدية من أجل ولوج السوق الإفريقية الواعدة في هذا المجال. ومن جهة أخرى أوضح مسؤولو الشركة أن استراتيجية الاندماج السككي، التي انطلقت قبل ثلاث سنوات، قد مكنت الشركة من توسيع أنشطتها من أجل بناء عربات، وقاطرات خاصة بالركاب. تجدر الإشارة إلى أن الشركة الشريفة للعتاد الصناعي وللسكك الحديدية التي تأسست سنة 1946، كانت تتوفر في بداية مشوارها على ورشات وآلات ومعدات لإصلاح وتصنيع عربات لنقل البضائع ( معادن وفوسفاط) قبل أن توسع، في سنوات الثمانينات، مجال نشاطها ليشمل سيارات شحن البضائع والقاطرات. وفي 2014، حظيت الشركة بامتياز التمثيل الحصري بالمغرب لشركة «سي إس إر بوزن» الصينية الرائدة عالميا في مجال تصنيع المعدات والتجهيزات السككية. وتقوم الشركة الشريفة للعتاد الصناعي وللسكك الحديدية بصناعة القطارات لفائدة المكتب الوطني للسكك الحديدية، التي تستجيب للمعايير الدولية فيما يخص السلامة والراحة. في ذات السياق اعتبر ربيع الخليع، المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية، أن الاستراتيجية السككية الوطنية، التي تهدف إلى فك العزلة على العديد من مناطق المغرب، ستتم مواكبتها من طرف شركات ومقاولات صغرى ومتوسطة مغربية، والتي ستساهم في تصنيع وتجهيز عربات سككية وقطارات محلية الصنع. أما المدير العام المنتدب لشركة SCIf ،حسن الريبوهات ،فأكد أن هذه الأخيرة ستواصل تطوير أنشطتها في مجال الصناعات السككية، مشيرا إلى أن الشركة الشريفة لمعدات السكك الحديدية والصناعية، حصلت قبل شهرين على التمثيل الحصري بالمغرب للمجموعة الصينية CSR PUZHEN العاملة في مجال تصنيع معدات السكك الحديدية.ويهم هذا التقارب أساسا مجال معدات السكك الحديدية للمسافرين، كما يطال الجوانب التجارية والاندماج الصناعي لتصنيع عربات السكك الحديدية من نوع كوراي ومقطورات ذاتية التحرك، يقول المدير العام المنتدب للشركة الشريفية للعتاد الصناعي والسكك الحديدية.