مسرح نسائي ببعد إنساني تنظم جمعية دراما للمسرح والسينما الدورة الثانية لمهرجانها الدولي السنوي للمنودرام النسائي بمراكش في الفترة الممتدة من 7 إلى 10 ماي 2014. وستصادف هذه الدورة احتفال المغرب بيومه الوطني لأب الفنون، وسيتخذ المهرجان من جديد المرأة أيقونة واحدة ووحيدة لتوليد دلالاته الركحية، مؤصلا بذلك لتقليد مسرحي قائم على فتح ورش ومختبر للبحث المسرحي الجاد والملتزم بقضايا المسرح الحديث والحداثي. لذلك وسيرا على النهج الفني الذي اختارته الجمعية، سيكون نص الكاتب الإيطالي داريوفو «امرأة وحيدة» مهادا لاشتغال الفرق المسرحية المشاركة. وقال السعيد شكور مدير المهرجان إن الجمعية، ومن خلال توالي دورات المهرجان، ستحاول جاهدة بناء لبنات للفن الحقيقي الذي يساهم في رسم ملامح الإنسان الأصيل في مواقفه وانتماءاته، لأنها ترقى بالفعل الفني عامة والمسرحي خصوصا عن كل الخطابات الجاهزة وتفتحه مجالا خصبا للتجريب والانفتاح على الآخر في تفاعل بناء وتبادل للخبرات والتجارب. وأفاد شكور، في تصريح صحفي، أن هذه الدورة ستنفتح على تجارب من السعودية ومصر وتونس وليبيا وفرنسا والجزائر، وإن كانت معظم الفرق ستشتغل على النص سابق الذكر فهي أيضا ستنفتح على نصوص أخرى للدراما النسائية، واحتفاؤنا بالمرأة في ضوء ما سبق، يضيف المتحدث، هو نوع من رد الاعتبار للمرأة التي رغم أن صروف وأحوال الحياة اليومية في تغير ملحوظ إلا أن مشاركتها في الحقول الثقافية أو حتى مساهمتها في النشاط الفني يتوقف على الموقع الذي كانت تحتله في المجتمع، كما كان يعتمد بدرجة حاسمة على الخبرة والوعي الذي امتلكته هي نفسها حول إرادتها الحرة وقدرتها على الفعل، لهذا كله يحاول المهرجان فسح المجال للدراما المسكونة بصراعات إنسانية عميقة ارتأى المهرجان بلورتها في شعار هذه الدورة «مسرح نسائي ببعد إنساني» لأن المرأة في تصورنا، يؤكد مدير المهرجان، قادرة على العمل بفاعلية وفعالية شديدة إن أعطيت مساحة من الحرية التي تستحق، وهي في الإبداع تستطيع خلق التميز بعيدا عن أي مزايدات. ولهذا كان لابد من لحظة للتكريم وتسجيل الاستحقاق والأحقية لنون النسوة. هذا وسيكرم المهرجان في دورته الثانية الفنانة المسرحية المتألقة بشرى أهريش احتفاء بتجربتها ومن خلالها احتفاء بالتجربة النسائية على الخشبة، فاذا كتب على المرأة يوما أن تحكي لتعيش وتستمر في الوجود المادي فربما الآن وجب عليها أن تصعد الخشبة لتستمر في هذا الوجود والتواجد. تحاول جمعية دراما للمسرح والسينما من خلال دورات المهرجان أن تؤسس لفعل مسرحي جاد قائم على المقاربة الورشية التي تروم التجريب من أجل مسرح متجدد ومتأصل في الآن ذاته، وتهدف إلى انفتاح الجمعية أولا والمدينة ثانيا على ممارسات فنية رائدة كفيلة بتنقيح وإغناء التجربة الذاتية إيمانا من المنظمين بما للمسرح من دور في التغيير من أجل الإصلاح وإن كان تطور الدراما في العالم جرى عبر تكامل بين الأدب وفنون العرض، أي بما بدأه خيال المؤلف ليكمله خيال المخرج والمؤدين وبقية عناصر السينوغرافيا حسب المعمار المسرحي السائد، فالتجريب المسرحي لا يتحقق إلا بتضافر العوامل المسرحية المختلفة؛ لذلك حاول المهرجان إذن أن ينوع من فقراته، فإلى جانب العروض المسرحية، ستعرف أيام المهرجان تنظيم ورشات تكوينية في فن التمثيل والإخراج والكتابة، وورشات ثقافية تتجلى في مناقشة العروض وندوة المهرجان ومعرض للكتاب المسرحي إبداعا ونقدا، إلى جانب معارض وأروقة تشكيلية وتوقيع لأعمال إبداعية نسائية، ليحاول أن يحقق نوعا من الشمولية في التعامل مع مفردات العرض المسرحي متكاملة، وتتوزع أعمال المهرجان على فضاءات الحمراء الثقافية المختلفة كمسرح المركز الثقافي الداوديات، ومؤسسة دار بلارج، والمديرية الجهوية للثقافة، ومدرسة الفنون السمعية البصرية.