انطلقت٬ مساء الجمعة الماضي بدار الثقافة بمراكش٬ الدورة الثامنة لمهرجان مراكش الدولي للمسرح٬ وذلك بمبادرة من النقابة المغربية لمحترفي المسرح (فرع مراكش تانسيفت الحوز). وتم خلال حفل الافتتاح عرض مسرحية مغربية - فرنسية «رحلة حول البحر الأبيض المتوسط» للمخرجة إيفلين بشير٬ يسرد فيها الكاتب جون لوك سورايانو رحلة خادمة تبحث عن الحب بالفضاء المتوسطي٬ فضلا عن تنظيم حفل تأبيني تكريما لذكرى المرحوم الفنان عزيز العلوي٬ وذلك بعرض مسرحية «الخابية» لفرقة شباب مولاي يوسف بالدار البيضاء وهو آخر عمل مسرحي شارك فيه الفنان الراحل. ويشارك في هذه الدورة٬ التي ستحتضن عروضها المسرحية كل من دار الثقافة بالداوديات والمسرح الملكي وقصر المؤتمرات٬ 12 فرقة مسرحية من المغرب والسويد وسويسرا وهولندا وفرنسا٬ وهي «أكواريم» و«طقوس 4» و«ورشة الإبداع دراما» و«أبعاد» و«أنفاس» و«خشبة المسرح» و«نحن نلعب للفنون» و«شباب مولاي يوسف» و«ينابيع» و«أبسرا» و«ليكميندس» و«زليج/فرقة فرنسية مغربية». كما يعرف هذا لمهرجان تنظيم ورشات تكوينية بكل من دار الشباب عرصة الحامض والمركب الثقافي الحي المحمدي لفائدة الشباب المحترف للمسرح٬ فضلا عن توقيع بعض الإبداعات الجديدة في المجال المسرحي من قبيل «فرجة» للكاتبة جميلة عابد إسماعيل٬ و«تحفة الحواري» لعبد اللطيف فردوس٬ و«باقي الخير لكدام» لمحمد بن إدريس الكلاتي٬ و«ثوار من أورشليم» لمصطفى الوراد. وحسب رئيس المهرجان٬ يوسف أيت منصور٬ فإن هذا الملتقى الفني والثقافي استطاع أن يكتسب مكانة هامة ضمن الأنشطة الثقافية بمراكش وتمكن من استقطاب أجود العروض المسرحية وتجارب مسرحية رائدة من مختلف الدول٬ فضلا عن كونه لا يكتسي فضاء للفرجة فقط بل قبلة للتكوين التنظيري المسرحي والتجريب وتبادل الخبرات في المجال المسرحي وذلك من خلال تنظيم ورشات وندوات ومحاضرات لها ارتباط بالموضوع. وأوضح أن ما يميز هذه الدورة هو الاحتفاء بالوجه المسرحي النسوي من خلال تكريم إحدى رائدات المسرح المغربي وأحد الأسماء النسائية المتميزة في شخص الفنانة مليكة الخالدي ابنة المدينة الحمراء٬ التي برزت إلى جانب رواد المسرح المغربي أمثال المرحوم محمد بلقاس وعبد الجبار الوزير والمهدي الأزدي وعبد الهادي اليتيم وكبور. كما ستنظم٬ بهذه المناسبة٬ ندوة حول «المرأة في المسرح المغربي» ستتناول مجالات الإخراج وإنجاز الملابس والتسيير المسرحي والتمثيل٬ فضلا عن تنظيم «كرنفال» على شكل مسيرة احتفالية بالأحصنة والعربات بحضور فنانات مغربيات بزي تقليدي وملابس وأقنعة وأكسيسوارات. ويتوخى هذا «الكرنفال» التذكير بالتراث الشعبي المغربي٬ وتحسيس كل الجهات المعنية بضرورة صيانة الذاكرة الشعبية للمدينة الحمراء٬ والتعبير عن مشاعر الاعتراف والتقدير لكل سيدة ساهمت في النهوض بالفن في مختلف تجلياته وخاصة الفن المسرحي.